محمد قيس لـ «الشرق الأوسط»: أخوض تجربة ممتعة عنوانها «أول مرة»

قال الإعلامي محمد قيس إن دخوله مجال التمثيل هو بمثابة حلم يحققه. ويضيف في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «هذا الحلم قديم بالنسبة لي ولطالما راودني. فأنا خريج الجامعة اللبنانية الأميركية (LAU) في اختصاصي التسويق والإعلام. وعادة ما يطلب من الطلاب حضور صف اختياري حسب هواية كل منا. أنا شخصياً اخترت المسرح والتمثيل واكتشفت مدى تعلقي بهذين المجالين. صحيح أني لست أكاديمياً، ولم أتعلم التمثيل على أصوله، ولكن تلك الصفوف أفادتني كثيرا».
محمد قيس المشهور كمحاور فني ومقدم برامج ترفيهية على شاشة «إم تي في» المحلية، يدخل معترك التمثيل لأول مرة من خلال مسلسل «حكايتي». العمل هو من كتابة فيفيان أنطونيوس وإخراج جورج روكز وإنتاج شركة «مروى غروب». ويتقاسم قيس بطولة العمل مع الفنانة ماريتا الحلاني ابنة المطرب عاصي الحلاني، كما يشارك فيه مجموعة من الممثلين اللبنانيين أمثال أسعد رشدان ونغم أبو شديد وجو صادر وأنور نور وغيرهم.
وعن الثنائية التي يؤلفها مع ماريتا الحلاني يقول: «هذه الثنائية سترونها تتطور تصاعدياً مع الوقت، وفي الحلقات المقبلة. المشاهد هو من سيحكم على مدى تناغمنا ولكن ما أستطيع قوله هو أننا عملنا بجهد كي ننجح. فالفريق بأكمله من الكاتبة فيفيان والمخرج جورج وماريتا وأنا نعمل تحت عنوان «لأول مرة». وهو ما زود هذه التجربة بمتعة لا تشبه غيرها. فكنا جميعاً متحمسين للفكرة، ومجتهدين لتنفيذها».
ويشير محمد قيس إلى أن المسلسل يتألف من 60 حلقة، وأنها ستشهد تطورات مشوقة في الحلقات المقبلة. «ما ترونه اليوم ليس سوى نقطة من بحر أحداث مستقبلية ستزيد المشاهد حماساً. كما أني في الحلقات الأولى كنت لا أزال غير ناضج بما فيه الكفاية في عملية الأداء. فأنا أنتظر التقدم في العرض، كي أنتقد نفسي وأرى مدى تطوري في الأداء. ستلاحظون دون شك تغييراً في أدائي وهو ما أتمناه لأن تمثيلي يتجه نحو الأفضل مع الوقت. والأهم أننا جميعا تحملنا المسؤولية والالتزام بما نقوم به. فماريتا وأنا نقدم معا بطولة مطلقة لأول مرة وهو أمر يعني لنا الكثير، خصوصاً إذا ما مارسناه انطلاقا من مدرسة الالتزام».
ويتحدث الإعلامي اللبناني عن الصعوبات التي واجهها مع تجربته هذه: «لقد حملت لي مشاعر تختلف تماماً عن التقديم التلفزيوني. فلقد عملت طيلة 15 عاما وأنا أنظر إلى الكاميرا وأتبعها لعشقي الكبير بها كإعلامي. أما في التمثيل تغير الوضع والكاميرا تحولت إلى شاشة، فنسيت الأولى تماما. كنت كل يوم أتوجه فيه إلى موقع التصوير أشعر وكأني تلميذ ذاهب إلى مدرسته ليتعلم ويتثقف. وهذه البدايات تذكرني ببداياتي مع التقديم التلفزيوني. وأي انتقاد أو نصيحة تسدد لي أنا حاضر لها، إذ يهمني كثيراً ما سيكتشفه الناس بمحمد الممثل، وعلى هذه الركيزة أبني موهبتي».
يذكر محمد قيس خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أنه سبق وتلقى عروضاً كثيرة في التمثيل «ولكني لم أشعر يومها أني جاهز لها، كما اكتشفت أن عامل الوقت مهم جداً في أي خطوة نرغب في القيام بها. فالوقت أحيانا هو من يتخذ القرار عنك ويحدد الفرص التي تلائمك. كنت أنتظر الوقت المناسب، خصوصاً وأني كنت متمسكا بانطلاقتي من بلدي لبنان. فكبار النجوم انطلقوا من بلدانهم لأن شهرتك تبدأ من أرضك. وعندما تؤسس مع جمهور من بلدك، يصبح في إمكانك أن تحظى بمتابعته لك تلقائياً، فيكون بمثابة حجر الأساس للفنان».
أحب محمد قيس دور رائد الذي يتقمصه في مسلسل «حكايتي» ويصفه بأنه غني، وعمل كثيرا لتحضيره على المستوى المطلوب. «هو شخص عانى الكثير في طفولته ولكن الأيام تسهم في التخفيف عنه بعد أن ينجح في عمله ويرتاح».
حاول محمد قيس عدم المبالغة في أدائه كما يقول «قمت بمجهود كبير كي أكون عند حسن ظن الناس التي تتابعني في عملي منذ بداياتي. احترمت هذا الجمهور كوني لا أستطيع التفريط به، ولا بما أنجزته حتى اليوم».
يرى محمد قيس أن فترة الحجر المنزلي تسببت في إصابته بالقلق الكبير. «لم أستطع تجاوز هذا الخوف من «كوفيد - 19» إلا بعد أن أصبت بالعدوى. كنت يومها قد بدأت في تصوير المسلسل. ولكن عندما شفيت، شعرت وكأني تحررت من خوفي وانطلقت بثبات أكبر في مجال التمثيل».
يتمسك الإعلامي والممثل اللبناني في ذكر التناغم بينه وبين نغم أبو شديد في المشاهد التي تجمعهما معا.
«إنها ممثلة رائعة، وقدمنا معا مشاهد أنتظر عرضها بحماس. فنغم كتلة من الأحاسيس والأخلاق والتمثيل النابع من الخبرة والموهبة والأداء الممتع. فمعها كنت أتبادل عملية التسلم والتسليم للمشهد بسلاسة. فتزودك بطاقة تجعلك تتساءل أين كانت قبل أن تتعاون معها؟ أرفع لها القبعة احتراماً وتقديراً، وابتداء من الحلقة 22 ستلمسون ما أعنيه بقولي هذا».
وعن الكاتبة فيفيان أنطونيوس يقول: «أحب قلمها كثيراً، فهو شجاع ومقدام وقريب إلى القلب في آن. كما لا يمكنني هنا إلا أن أذكر جهد المخرج جورج روكز، الذي ترجم الورق بأسلوبه الرائع، فهو يتمتع برؤية إخراجية متطورة».
بعد مشوار إعلامي طويل على قناة «إم تي في» اللبنانية، يخوض محمد قيس تجربة جديدة في التقديم من خلال برنامج «الشيفرة» على قناة «أو إس إن». فلقب الـ«جوكر» الذي يرافقه في عمله الإعلامي فتح له مجالات واسعة، كان آخرها إطلالته في الجناح اللبناني في «إكسبو 2020» في دبي.
ويعلق: «لطالما سمعت عن هذا اللقب في أروقة تلفزيون «إم تي في» وعلى لسان مديرها العام ميشال المر. وهو يأتي نتاج اجتهاد مارسته طيلة 15 عاماً من دون ملل. فأنا أقوم بأعمالي من مبدأ حبي وشغفي لها أولا، وليس من باب الشهرة أو الانتشار. فإذا طلب مني اليوم أن أعمل في مجال الغناء، فإني أرفض ذلك لأني لست هاوي غناء. في تجربتي الجديدة في «أو إس إن» أقدم برنامج تحديات، وهو فورمات عالمية يقدم بنسخة عربية. وأستضيف ثنائيات من أبرز مشاهير النجوم الذين يتنافسون للخروج من غرف تحفل بالمغامرات. قد تكون غرف المنزل أو المستشفى أو المصرف أو مركز التزلج، وعليهم فك شيفرة الأدلة وحل الألغاز والتعاون فيما بينهم وتأسيس تحالفات والتسابق لمحاولة الخروج قبل انتهاء الوقت المحدد. كنت أرغب في فرصة مماثلة لأثبت نفسي كمقدم أكثر فأكثر». وعما إذا هو انفصل عن قناة «إم تي في»؟ يرد: «إنها عائلتي وبمثابة أمي وأبي فمهما مرت الأيام لا أستطيع أن أنكر فضلها علي أو أن أخرج منها. فهي طفولتي ومراهقتي وشبابي وعمر طويل أمضيته في أحضانها».
وعن مشاركته في «إكسبو 2020» في دبي يقول: «وقفتي على مسرح «إكسبو دبي» أنقل مباشرة افتتاح الجناح اللبناني فيها، حملني مسؤولية كبيرة جدا تجاه وطني. اختلطت عندي مشاعر الحزن على بلدي الذي يعاني ولا سيما من هجرة أبنائه. وكذلك مشاعر الفرح كوني أمثل بلاد الأرز بكل ثقافتها وحضاراتها».
ويختم: «مع برنامجي الجديد على «أو إس إن» أكمل مشواري الإعلامي، ومع مسلسل «حكايتي» أبدأ تجربة من نوع آخر. قد يطول عمرها فيما لو حصلت على فرص مواتية».