الأزهر يبارك جهود القادة العرب

أكد أن {عاصفة الحزم} أمر يحتمه الدين

الأزهر يبارك جهود القادة العرب
TT

الأزهر يبارك جهود القادة العرب

الأزهر يبارك جهود القادة العرب

أكد الأزهر أن «عاصفة الحزم صفحة جديدة في الشرق الأوسط»، مباركا جهود قادة العرب في مواجهة التحديات التي تهدد الأوطان، ومثمنًا «ظهور هذه الصحوة العربية التي بدأت تدوي في المنطقة». وأيد علماء الدين بالأزهر العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، وقال عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، أحمد عمر هاشم لـ«الشرق الأوسط» إن «العمليات العسكرية في اليمن لعودة الشرعية.. أمر يحتمه الدين».
ويأتي ذلك متزامنا مع توجيه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الدعوة للمؤسسات الدينية في العالم الإسلامي لتنقية الخطاب الديني من شوائب التعصب والتطرف والغلو والتشدد، قائلا أمس في كلمته أمام القمة العربية بمدينة شرم الشيخ: «إننا في أمس الحاجة إلى ذلك الآن لتتضح حقيقة الدين الإسلامي واعتداله»، فيما أفتى مفتي مصر شوقي علام، بأن «تطوير الخطاب الديني.. أصبح واجبا قوميا الآن».
وتأييدا لعملية «عاصفة الحزم» بقيادة المملكة العربية السعودية ودول عربية وإسلامية في اليمن، قالت مشيخة الأزهر أمس: «لقد استعاد العرب قوَتهم، واجتمعوا على قلب رجل واحد، وفتحوا صفحة جديدة في الشرق الأوسط، وأصبحوا الآن قوة رادعة يحسب لها الحساب في مواجهة التحديات والمشكلات التي تمس من قريب أو من بعيد كيان الأمة وحاضرها ومستقبلها».
وتابعت المشيخة في بيان لها أمس، أن الأزهر، وهو يرى هذا النهوض العربي الجديد، يقدر الرسالة غير المسبوقة التي تضع حدا حاسما سريعا لكل من يسول له غروره العبث بوحدة الأمة العربية، والتدخل في شؤونها، واللعب على وتر الفتنة الطائفية والمذهبية. وقالت إن «الأزهر يحمد الله كثيرا على ظهور هذه الصحوة العربية التي بدأت تدوي في المنطقة، وتحفظ مصالح شعوبها، وتحرس آمالهم وطموحاتهم وحقهم في ردع المعتدي عليهم ورده على أعقابه خاسئا مدحورا». كما أكدت المشيخة أن الأزهر يعرب عن فخره وهو يرى إشراق يقظة عربية تلوح في الأفق نسجت خيوطها المتينة في الاجتماع التاريخي للقمة العربية، التي انطلقت فعالياتها أمس.
وأيد علماء الدين بالأزهر العمليات العسكرية ضد الحوثيين في اليمن، وقال عضو هيئة كبار العلماء الدكتور عمر هاشم، إنه «يجب على الدول العربية والإسلامية أن تتصدى لأي خطر يهدد الدين الإسلامي»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط»، أن «العمليات العسكرية في اليمن لعودة الشرعية.. أمر يحتمه الدين».
في غضون ذلك، قال مصدر مسؤول في الأزهر، إن «الأزهر تابع خلال الفترة الماضية التدهور الذي آلت إليه الأوضاع في اليمن، وما شهده من انتشار لأعمال العنف والإرهاب وظهور بذور الطائفية عقب انقضاض الجماعات الحوثية على المؤسسات الشرعية باليمن»، مضيفا لـ«الشرق الأوسط» أن «الأزهر يرى أن استجابة الدول العربية الداعمة للقيادة الشرعية في اليمن لطلبها وتدخلها للدفاع عن أمن واستقرار اليمن وسلامة أراضيه، يأتي في إطار مسؤولياتها التاريخية تجاه الأمن القومي العربي».
وعلى صعيد ذي صلة، دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس، المؤسسات الدينية للتصدي للفكر المتطرف، مؤكدا أن من يسير في طريقه الوعر سينزلق حتما إلى هاوية الإرهاب ما لم يجد سبيلا ممهدا لصحيح الدين. موضحا: «إننا في أمس الحاجة إلى تفعيل دور مؤسساتنا الدينية بما يعزز الفهم السليم لمقاصد الدين الحقيقية من سماحة ورحمة».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.