«بيغ بن» و«تايمز سكوير» وميناء سيدني تطفئ الأنوار بمناسبة «ساعة الأرض»

أطفأ مئات الملايين في أرجاء المعمورة الأنوار لمدة ساعة واحدة أمس كجزء من الاحتفال السنوي التاسع بساعة الأرض العالمية، وذلك لتسليط الضوء على تغير المناخ والتحذير منه.
وقال الصندوق العالمي لحماية الطبيعة الذي بدأ تنظيم هذا الحدث في عام 2007 في أستراليا، بمشاركة 2.‏2 مليون شخص إن الحدث نما بشكل كبير إلى الحد الذي يمكن وصفه بأنه أكبر حركة شعبية على مستوى العالم.
ووفقا لتقرير صادر عن الصندوق فقد شارك في العام الماضي مئات الملايين من الأشخاص من 162 دولة في ساعة الأرض.
وورد ذكر مصطلح ساعة الأرض والهاشتاغ المصاحب له 1.2 مليار مرة على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر». وفي كل عام يقوم المشاركون بإطفاء جميع الأنوار في منازلهم لمدة ساعة واحدة من الساعة 30.‏8 - 30.‏9 مساء بالتوقيت المحلي.
وهذا العام يشمل العمل المتعلق بساعة الأرض عريضة وقع عليها 100 ألف اسم ضد التنقيب عن النفط في القطب الشمالي الروسي، ومشروع للحد من استخدام الحطب في أوغندا.
ومن بين سفراء هذا الحدث العالمي الكبير الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة بان كي مون ورئيس أساقفة جنوب أفريقيا ديزموند توتو ومشاهير عالميين مثل المغني البريطاني كريس مارتن والمصمم الإيطالي جورجيو أرماني والممثل الأميركي إدوارد نورتون والمطربة والراقصة والممثلة التايوانية جولين تساي.
وقال المسؤول عن مبادرة «إيرث أور» سودانشو سارونوالا لوكالة «الصحافة الفرنسية» إن أكثر من 170 بلدا وإقليما أكدت مشاركتها في هذه الحملة، إضافة إلى 1200 معلم ونحو 40 موقعا مدرجا على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونيسكو).
ومن بين هذه المعالم العالمية المشاركة في الحدث تمثال المسيح المخلص في ريو دي جانيرو، والأكروبوليس في أثينا، وقلعة إدنبرة، وساعة بيغ بن في لندن، والوسط التاريخي للعاصمة الإكوادورية كيتو وساحة «تايمز سكوير» في نيويورك وجسر ميناء سيدني.
وتقام مبادرة «ساعة الأرض» هذا العام قبل أشهر قليلة من انعقاد مؤتمر عالمي حاسم بشأن المناخ في باريس في ديسمبر (كانون الأول) يتوقع أن توقع خلاله الدول الأعضاء في الأمم المتحدة اتفاقا طموحا للحد من تسارع ظاهرة الاحتباس الحراري، وقبل أيام فقط من المهلة المحددة نهاية مارس (آذار) «للأطراف المستعدة» لتقديم تعهدات بهدف الحد من انبعاثات الكربون.
فبعد أن كانت مبادرة «ساعة الأرض» حدثا رمزيا صغيرا لدى انطلاقها من سيدني سنة 2007، تطورت حتى أصبحت حملة عالمية ضخمة بأبعاد احتفالية.
وشملت أنشطة هذا العام استعراضا للياقة البدنية «زومبا» بملابس مضيئة في الظلام في الفلبين، ومأدبة عشاء منسقة على ضوء الشموع في فنلندا وصفت بأنها الأكبر في العالم، إضافة إلى عروض خاصة لتناول الطعام على ضوء الشموع في مطاعم في لندن، وتوليد للطاقة الكهربائية بفضل خطوات راقصة لإضاءة برج إيفل بعد إطفاء الأنوار فيه لمدة ساعة، بحسب الصندوق العالمي للطبيعة.
ونشر المنظمون قائمة من الأفكار للمشاركين الفرديين شملت اعتماد الشواء بدلا من موقد الطهي وإقامة حفلات في الشوارع على ضوء الشموع أو التنزه تحت النجوم.
ورسالة مبادرة «ساعة الأرض» لهذا العام هي «استخدام القوة لتغيير التغير المناخي»، وفقا للموقع الرسمي لهذا الحدث.
وقال سارونوالا: «نأمل أنه مع كل إطفاء لزر الضوء، سيلقى الضوء على الأشخاص الداعين إلى اتخاذ إجراءات (لمحاربة التغير المناخي) بشكل أكثر وضوحا بما يمهد للقيام بخطوات على صعيد المناخ في المستقبل».
كذلك قال مايك بيرنرز لي وهو مستشار خاص بشأن انبعاثات الكربون من الشركات والمنازل إلى أن مبادرة «ساعة الأرض» تمثل وسيلة قوية لتوجيه رسالة: «إننا في الحقيقة مهتمون بنجاح محادثات باريس».
وأضاف في تصريحات لوكالة الصحافة الفرنسية: «إطفاء الأنوار لمدة ساعة لا يحقق كثيرا في مجال توفير استهلاك الكربون. ما يهم هو أننا نبعث برسالة مفادها أننا نهتم حقا بهذه الأمور».
وقال بيرنرز لي: «إننا بحاجة إلى الحصول على أكبر قدر من الزخم، في أقرب وقت قبل محادثات باريس.. كلما مارسنا ضغوطا أكبر، وكلما كان هناك أشخاص أكثر يمارسون الضغط، يكون هناك فرص أكبر للتوصل إلى اتفاق أفضل».
وشارك نحو 9 ملايين شخص في 162 دولة في مبادرة «ساعة الأرض» العام الماضي، وفقا للصندوق العالمي للطبيعة الذي لفت إلى أن 85 في المائة من هؤلاء الأشخاص رأوا في المبادرة «مصدر إلهام لبذل مزيد من الجهد لحماية هذا الكوكب، مثل إجراء تغييرات صغيرة لعيش حياة أكثر استدامة والحد من التأثير على البيئة».
وقالت سارة أوليكساك معدة دراسة بشأن أثر مبادرة «ساعة الأرض»، إن هذا الحدث انعكس في 10 بلدان تراجعا بمعدل 4 في المائة في استهلاك الكهرباء خلال الدقائق الـ60 لإطفاء الأنوار على مدى 6 أعوام في الحملة. وأضافت في رسالة إلكترونية لوكالة الصحافة الفرنسية: «لقد وجدنا أن تغييرا هادفا للسلوك يمكن أن يؤدي إلى انخفاض ملموس في استهلاك الكهرباء».