مهرجان «الهريسة» بنابل التونسية يحتفي بالأكلات التقليدية

تعيش مدينة نابل التونسية (شمال شرقي تونس) على وقع مهرجان الهريسة في دورة 2021 التي تنظمها جمعية صيانة مدينة نابل، في إطار تثمين التراث المادي واللامادي والحفاظ على المميزات التراثية للمطبخ التونسي. وتسعى مدينة نابل ذات الصيت السياحي العالمي إلى الترويج للمطبخ التونسي من خلال مذاقاته المختلفة التي تعتمد على مادة الهريسة المنتوج الغذائي الأساسي المستخرج من مادة الفلفل، والتأكيد على أهميته في إعداد عدة أكلات ذات خصوصية تونسية يتوارثها أهالي منطقة نابل عبر الأجيال.
وبشأن برنامج هذه الدورة الجديدة التي تمتد من 7 إلى 10 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، قال أحمد أبو حنك، عضو جمعية صيانة مدينة نابل، إن البرنامج متنوع وهو ذو مذاق سياحي على عد تعبيره، لذلك ستنظم ورشة متنقلة لصناعة الهريسة تجوب مختلف أنحاء مدينة نابل للتذكير بأهمية هذه المادة الغذائية في المطبخ التونسي عموما ومطبخ العائلات القاطنة في مدينة نابل على وجه الخصوص.
وأضاف أبو حنك أن جانبا مهما من أنشطة المهرجان ستهتم على وجه الخصوص، بملف تسجيل الهريسة النابلية ضمن قائمة التراث الغذائي العالمي بمنظمة اليونيسكو. وكانت جمعية صيانة مدينة نابل قد تقدمت بطلب في الغرض منذ مارس (آذار) 2020.
أما الندوة الفكرية التي عادة ما يقع تنظيمها خلال أيام المهرجان، فهي تتجه هذه السنة نحو التعمق في علاقة الأكلات الشعبية بالعادات والتقاليد وإبراز ثراء المخزون الغذائي التونسي وتنظم بالمناسبة عدة مداخلات علمية على غرار «تاريخ الأطباق الغذائية التونسية» و«الطبق الغذائي كمحمل حضاري»، و«الأطباق ذات المذاق الحار في البحر الأبيض المتوسط».
كما تمت برمجة مجموعة من الأنشطة لفائدة المولعين بالمطبخ التونسي التقليدي من خلال عروض «أكلة الشارع» وطرق إعداد الهريسة، وأجنحة عرض وبيع مادتي الفلفل والهريسة.
ومن المنتظر أن تشهد ساحة فرحات حشاد وسط مدينة نابل، توافد الكثير من الجمهور المتعطش لاكتشاف أنواع من الأكلات السريعة التي تعتمد في تركيبتها الأساسية على الهريسة مثل «اللبلابي» و«الصحن التونسي» و«السندويتش» وأنواع الخضر وغيرها من الأكلات وسيتم تقديمها مباشرة إلى الراغبين في تذوقها في إطار تنشيطي واحتفالي إلى جانب برمجة مجموعة من الورشات حول طريقة تحضير الهريسة وحفظها مع التركيز على الجوانب الفرجوية من خلال الاستعراض بالشوارع الرئيسية لمدينة نابل.
ووفق ما أورده نور الدين أبو مسعد الاختصاصي التونسي في مجال التغذية، فإن مادة الهريسة يطلق عليها في بعض البلدان العربية عبارة «الشطة» ودرجات تأثيرها على المذاق تختلف حسب نوعية الفلفل، المادة الأساسية التي تصنع منها الهريسة.
وعن طريقة إعداد «الهريسة»، قال أبو مسعد إن العائلات تنتظر إنتاج الفلفل حتى يجف جيدا ويصبح لونه أحمر ثم يقع قطفه ووضعه تحت أشعة الشمس الحارة، وإضافة الكثير من البهارات وزيت الزيتون والثوم علاوة على مادة الملح حتى يبقى محافظا على نكهته الأصلية. وتعمل بعض العائلات على التخفيف من مذاقه اللاذع من خلال إضافة أنواع «مسكي» أو الفلفل متوسط الحدة ليصبح معتدل المذاق.