المغرب: «العدالة والتنمية» يثير جدلاً بدعوته 3 من أعضائه في «المستشارين» للاستقالة

سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (ماب)
سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (ماب)
TT

المغرب: «العدالة والتنمية» يثير جدلاً بدعوته 3 من أعضائه في «المستشارين» للاستقالة

سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (ماب)
سعد الدين العثماني الأمين العام لحزب العدالة والتنمية (ماب)

دعت الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية المغربي؛ في بيان لها صدر مساء أول من أمس، مرشحي الحزب الذين أُعلنوا «فائزين» في انتخابات مجلس المستشارين (الغرفة الثانية من البرلمان)، التي جرت في 5 أكتوبر (تشرين الأول)، إلى تقديم استقالاتهم من المجلس. ويتعلق الأمر بثلاثة أعضاء من الحزب جرى انتخابهم باسم الحزب، هم: مصطفى الدحماني الذي انتُخب عن جهة الدار البيضاء - سطات، وسعيد شاكير عن جهة فاس - مكناس، ومحمد بنفقيه عن جهة سوس - ماسة.
وشككت الأمانة العامة في ملابسات إعلان فوز منتخبيها في المجلس. وجاء في البيان أن الحزب قدم 3 لوائح لهذه الانتخابات، عادّاً أن الأصوات التي حصل عليها مرشحو الحزب «تتجاوز بشكل كبير وغريب وغير مقبول» الأصوات التي تعود لـ«العدالة والتنمية» في الانتخابات المحلية (البلديات).
وأشار الحزب إلى أنه «لم يبرم أي اتفاق مع أي من المكونات السياسية» بخصوص الانتخابات، باستثناء التنسيق الوحيد الذي جرى مع «حزب التقدم والاشتراكية» (يسار) محلياً، على أساس الدعم المتبادل.
وبذلك عدّ الحزب أن ما حصل عليه الحزب «لا يتناسب مع النتائج المعلن عنها في اقتراع 8 سبتمبر (أيلول)، التي سبق للحزب أن انتقدها».
كما ذكر البيان أن الأمانة العامة «تستهجن» الممارسات «غير المقبولة، التي أدت لحصول لوائح مرشحي الحزب على ذلك العدد من الأصوات»، وأوضحت الأمانة العامة أنها قررت دعوة هؤلاء الأعضاء للاستقالة «إسهاماً في تحصين المسار الديمقراطي ببلادنا، والحفاظ على مصداقية العمل السياسي»، عادّة أن الحزب «غير معني بالعضوية في مجلس المستشارين».
في السياق نفسه، أشار «المكتب الوطني لشبيبة العدالة والتنمية»، في بيان صدر أول من أمس، إلى حصول «توجيه لمستشاري (منتخبي) بعض الأحزاب السياسية للتصويت على مرشحي حزب العدالة والتنمية، في مسعى لإفقاد الحزب (الثقة والاحترام اللذين يحظى بهما لدى الكثير من فئات المجتمع»، وعدّت قيادة «الشبيبة» أن حزب العدالة والتنمية «لم يكن قط؛ ولن يكون يوماً جزءاً من عمليات الإنتاج المسبق لنتائج الاستحقاقات الانتخابية، المبنية على توافقات مشوهة» تزيد من «ضبابية المشهد السياسي»، مشيراً إلى أن القبول بمثل هذه الممارسات من طرف الحزب «ستكون نتائجه كارثية، وسيكون ضرباً لمبادئ تخليق العمل السياسي، الذي ناضل الحزب من أجله منذ أن وجد».
من جهته، سجل المكتب السياسي لـ«حزب التقدم والاشتراكية»، في بيان أصدره أول من أمس «أسفه وخيبة أمله» بالنظر إلى عدم تحقيق الأهداف التي رسمها وكان يتطلع إليها بما يعكس النتائج الإيجابية التي حصل عليها الحزب خلال الاستحقاقات الانتخابية ليوم 8 سبتمبر.
وانتقد الحزب ما وصفها بـ«ممارسات مسيئة بشكل كبير للمسار الديمقراطي خلال انتخابات المجلس؛ سواء أثناء الحملة الانتخابية أو عملية التصويت، أو خلال مسلسل الإعلان على النتائج»، وبـ«استعمال فاضح ومفرط للمال»، بشكل «مناف تماماً للقانون وللأخلاق وللالتزام السياسي، ولأبسط شروط التنافس الحر والنزيه والمتكافئ».
وطرح الحزب سؤالاً عن «الجدوى الفعلية من وجود مجلس المستشارين في الهرم الدستوري الوطني»، وأدواره السياسية ووظائفه المؤسساتية، موضحاً أنه سينكبّ على إجراء «تحليل مستفيض للموضوع» خلال الدورة المقبلة للجنة المركزية (أعلى هيئة تقريرية في الحزب بعد المؤتمر)، سواء تعلق الأمر بشروط وظروف إجراء هذا الاقتراع، وبمختلف أوجه الأداء الحزبي؛ لا سيما فيما يتعلق بهفواته ونقائصه واختلالاته.



غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

غروندبرغ في صنعاء لحض الحوثيين على السلام وإطلاق المعتقلين

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

بعد غياب عن صنعاء دام أكثر من 18 شهراً وصل المبعوث الأممي هانس غروندبرغ إلى العاصمة اليمنية المختطفة، الاثنين، في سياق جهوده لحض الحوثيين على السلام وإطلاق سراح الموظفين الأمميين والعاملين الإنسانيين في المنظمات الدولية والمحلية.

وجاءت الزيارة بعد أن اختتم المبعوث الأممي نقاشات في مسقط، مع مسؤولين عمانيين، وشملت محمد عبد السلام المتحدث الرسمي باسم الجماعة الحوثية وكبير مفاوضيها، أملاً في إحداث اختراق في جدار الأزمة اليمنية التي تجمدت المساعي لحلها عقب انخراط الجماعة في التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب في غزة ومهاجمة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

وفي بيان صادر عن مكتب غروندبرغ، أفاد بأنه وصل إلى صنعاء عقب اجتماعاته في مسقط، في إطار جهوده المستمرة لحث الحوثيين على اتخاذ إجراءات ملموسة وجوهرية لدفع عملية السلام إلى الأمام.

وأضاف البيان أن الزيارة جزء من جهود المبعوث لدعم إطلاق سراح المعتقلين تعسفياً من موظفي الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية.

صورة خلال زيارة غروندبرغ إلى صنعاء قبل أكثر من 18 شهراً (الأمم المتحدة)

وأوضح غروندبرغ أنه يخطط «لعقد سلسلة من الاجتماعات الوطنية والإقليمية في الأيام المقبلة في إطار جهود الوساطة التي يبذلها».

وكان المبعوث الأممي اختتم زيارة إلى مسقط، التقى خلالها بوكيل وزارة الخارجية وعدد من كبار المسؤولين العمانيين، وناقش معهم «الجهود المتضافرة لتعزيز السلام في اليمن».

كما التقى المتحدث باسم الحوثيين، وحضه (بحسب ما صدر عن مكتبه) على «اتخاذ إجراءات ملموسة لتمهيد الطريق لعملية سياسية»، مع تشديده على أهمية «خفض التصعيد، بما في ذلك الإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين من موظفي الأمم المتحدة والمجتمع المدني والبعثات الدبلوماسية باعتباره أمراً ضرورياً لإظهار الالتزام بجهود السلام».

قناعة أممية

وعلى الرغم من التحديات العديدة التي يواجهها المبعوث الأممي هانس غروندبرغ، فإنه لا يزال متمسكاً بقناعته بأن تحقيق السلام الدائم في اليمن لا يمكن أن يتم إلا من خلال المشاركة المستمرة والمركزة في القضايا الجوهرية مثل الاقتصاد، ووقف إطلاق النار على مستوى البلاد، وعملية سياسية شاملة.

وكانت أحدث إحاطة للمبعوث أمام مجلس الأمن ركزت على اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، مع التأكيد على أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام ليس أمراً مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وأشار غروندبرغ في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

الحوثيون اعتقلوا عشرات الموظفين الأمميين والعاملين في المنظمات الدولية والمحلية بتهم التجسس (إ.ب.أ)

وقال إن العشرات بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

يشار إلى أن اليمنيين كانوا يتطلعون في آخر 2023 إلى حدوث انفراجة في مسار السلام بعد موافقة الحوثيين والحكومة الشرعية على خريطة طريق توسطت فيها السعودية وعمان، إلا أن هذه الآمال تبددت مع تصعيد الحوثيين وشن هجماتهم ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن.

ويحّمل مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الجماعة المدعومة من إيران مسؤولية تعطيل مسار السلام ويقول رئيس المجلس رشاد العليمي إنه ليس لدى الجماعة سوى «الحرب والدمار بوصفهما خياراً صفرياً».