إجراءات مشددة في المدارس والجامعات المصرية لتفادي «كورونا»

غرف عزل ومتابعة يومية لمعدلات تلقي اللقاح للعاملين

طالب يتلقى جرعة من لقاح «كورونا» في جامعة القاهرة الشهر الماضي (إ.ب.أ)
طالب يتلقى جرعة من لقاح «كورونا» في جامعة القاهرة الشهر الماضي (إ.ب.أ)
TT

إجراءات مشددة في المدارس والجامعات المصرية لتفادي «كورونا»

طالب يتلقى جرعة من لقاح «كورونا» في جامعة القاهرة الشهر الماضي (إ.ب.أ)
طالب يتلقى جرعة من لقاح «كورونا» في جامعة القاهرة الشهر الماضي (إ.ب.أ)

وضعت مصر «إجراءات مشددة بالمدارس والجامعات لتفادي فيروس (كورونا) تزامناً مع بداية العام الدراسي الجديد»، وسط «متابعات يومية لمعدلات تلقي اللقاح للعاملين بالتعليم الجامعي والتعليم قبل الجامعي». في حين سجلت إصابات الفيروس في البلاد «788 حالة جديدة ثبتت إيجابية تحاليلها معملياً للفيروس، و37 حالة وفاة جديدة». وأعلنت وزارة الصحة المصرية أن «إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بالفيروس، حتى مساء أول من أمس، هو 309135 من ضمنهم 261190 حالة تم شفاؤها، و17545 حالة وفاة».
وشددت وزارة التربية والتعليم على جميع المديريات التعليمية بالمحافظات المصرية، أمس، بـ«ضرورة تنفيذ الخطة الوقائية لمجابهة الفيروس حتى يتسنى بدء العام الدراسي الجديد بأمان ودون قلق من انتشار الفيروس»، لافتة إلى «تجهيز غرفة للعزل بكل مدرسة مزودة بكل أدوات التطهير، وتجهيز الفصول بالمقاعد المناسبة مع الحفاظ على المسافات البينية بين الطلاب، ونشر التوعية بين الطلاب من خلال اللافتات الاسترشادية، وتوفير مستلزمات التطهير والنظافة العامة داخل كل مدرسة، فضلاً عن تشكيل فرق إشرافية من المعلمين لمتابعة الطلاب منذ دخولهم المدرسة وأثناء اليوم الدراسي وأثناء خروجهم».
ووجهت وزارة التعليم بـ«ضرورة أن يقوم مسؤول الأمن أو مشرف البوابة بعمل مسح حراري لكل الطلاب أثناء دخولهم للمدرسة، مع الحفاظ على التباعد بين كل طالب وآخر لمنع التزاحم أثناء الدخول، ونفس الأمر أثناء النزول للفسحة المدرسية والخروج نهاية اليوم»، موضحة أنه «من تتعدى درجة حرارته 38 يمنع من الدخول للفصل، ويعزل في غرفة العزل ويتم استدعاء ولي الأمر والزائرة وطبيب المدرسة لعمل فحص سريع للطالب، وبيان سبب ارتفاع درجة الحرارة، وفي حالة الاشتباه، يتم عزل الطالب منزلياً لمدة أسبوعين على الأقل وإبلاغ الإدارة التعليمية والإدارة الصحية بذلك لمتابعة الطالب والمخالطين له». وذكرت «التعليم» أن «جميع أفراد المدرسة دون استثناء ملزمون بارتداء الكمامات وغسل الأيدي بشكل مستمر باستخدام الماء والصابون بشكل أساسي، وكذلك استخدام الكحول، ما عدا الطلاب دون سن الـ12 سنة لا يتم استخدام الكمامات داخل المدرسة، حيث يمكن ارتداء (فيس شيلد)».
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم وزارة التعليم العالي في مصر عادل عبد الغفار، إن «العام الدراسي الجديد سيبدأ في جميع الجامعات والمعاهد بالأسلوب المعتاد ما قبل الجائحة، بحضور الطلاب وأعضاء هيئة التدريس في قاعات التدريس مع تطبيق جميع الإجراءات الاحترازية»، مضيفاً، في تصريحات له، أن «اللقاحات متوفرة للطلاب ولأعضاء هيئة التدريس والعاملين بالجامعات من أجل عام دراسي آمن»، لافتاً إلى أنه «تم تطعيم أكثر من 90 في المائة من أعضاء هيئة التدريس والجهاز الإداري بالجامعات».
إلى ذلك، ذكرت «منظومة الشكاوى الحكومية الموحدة» التابعة لمجلس الوزراء المصري، أمس، أنها «استقبلت خلال سبتمبر (أيلول) الماضي 10858 شكوى واستفساراً بشأن عملية تسجيل طلبات الحصول على اللقاح، وهو ما يمثل نسبة 59 في المائة من الشكاوى الواردة في قطاع الخدمات الصحية، وتركزت في طلبات بعض المسافرين للحصول على أحد اللقاحات المعتمدة دولياً أو تأخر تسلم الرسالة النصية لتحديد موعد وأماكن تلقي اللقاح، واستفسارات بعض المواطنين بشأن مراكز تلقي اللقاح».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.