الأزهر وكانتربري لتعزيز جهود بناء السلام والحد من الصراعات

شددا على دور قادة الدين في التواصل مع صناع القرار

لقاء شيخ الأزهر ورئيس أساقفة كانتربري في الفاتيكان (المركز الإعلامي للأزهر)
لقاء شيخ الأزهر ورئيس أساقفة كانتربري في الفاتيكان (المركز الإعلامي للأزهر)
TT

الأزهر وكانتربري لتعزيز جهود بناء السلام والحد من الصراعات

لقاء شيخ الأزهر ورئيس أساقفة كانتربري في الفاتيكان (المركز الإعلامي للأزهر)
لقاء شيخ الأزهر ورئيس أساقفة كانتربري في الفاتيكان (المركز الإعلامي للأزهر)

توافق الأزهر وكنيسة كانتربري على «مواصلة تعزيز الجهود لبناء السلام للحد من الصراعات». وشددا على «ضرورة تفعيل دور القادة الدينيين للتواصل مع صناع القرار العالمي». وأكدا أن «الصراع السياسي بين الدول المتقدمة قد أدى إلى ضياع حقوق الدول النامية، وبدأ (صراع القوميات) يطل برأسه من جديد بعد أن ظننّا أنه اختفى تماماً». جاء ذلك خلال لقاء شيخ الأزهر أحمد الطيب، مع رئيس أساقفة كانتربري جاستن ويلبي، بمقر إقامته في الفاتيكان، على هامش مشاركته في «قمة قادة الأديان من أجل تغير المناخ». وأكد الطيب أن «اللقاء بعد 3 سنوات من عقد (برنامج شباب صناع السلام) بالتعاون بين الأزهر وكنيسة كانتربري في العاصمة البريطانية»، لافتاً إلى أن «هذا البرنامج قد أنتج مجموعة من الشباب الواعي بأهم التحديات التي تواجه الإنسانية».
من جهته، أشار رئيس أساقفة كانتربري إلى «ضرورة استكمال برنامج (شباب صناع السلام)»، موضحاً «ضرورة تفعيل بيان (قادة الأديان) المتعلق بالعناية بالإنسان والخليقة، وتمكين الشباب من المشاركة في اتخاذ القرارات، ودمجهم إيجابياً بما يضمن صقلهم بالخبرات وسريان المعرفة عبر الأجيال».
وأكد الطيب وويلبي في بيان أمس «أهمية التوعية بمخاطر التغير المناخي، وسيطرة النزعة المادية للدول الكبرى على مستقبل كوكب الأرض واستدامة الموارد البيئية». وأعربا عن قلقهما من أن «ينحصر الحديث عن التغير المناخي في الاجتماعات والخطب و(الجمل الرنانة)، ويكون أشبه بصرخة في وادٍ يذهب صداها سريعاً»، مطالبين صناع القرار في العالم بـ«تفعيل بنود المواثيق الدولية للحفاظ على البيئة وضمان مستقبل أفضل للأجيال القادمة».
يأتي هذا في وقت، حث شيخ الأزهر، أعضاء لجنة تحكيم «جائزة زايد للأخوة الإنسانية» في نسختها الثالثة خلال لقائهم معهم أمس في روما «على المضي قدماً في عملهم بالمشروع الإنساني العالمي للأخوة الإنسانية»، مشدداً على أن «وثيقة (الأخوة الإنسانية) لم تكن يوماً موجهة لدين معين أو عرقية وقومية محددة، إنما هي للإنسان أياً كان عرقه أو دينه أو لونه». وأكد أن «العالم عاش حروباً ومآسي محزنة؛ خصوصاً في الشرق الأوسط وأفريقيا اللذين لا يزالان يعانيان وينزفان ألماً»، مضيفاً: «أكاد أبكي دماً حينما أرى مشاهد المشردين واللاجئين والفقراء والأطفال، عليكم أن تضعوا هذه المشاهد نصب أعينكم، وتسخّروا جهودكم لمساعدة الناس»... و«جائزة زايد للأخوة الإنسانية» هي جائزة عالمية مستقلة تحتفي بالأفراد والكيانات التي تقدم إسهامات جليلة في مجال التقدم الإنساني والتعايش السلمي.
في غضون ذلك، قال وكيل الأزهر محمد الضويني، إن «علاقة التعارف والتعايش بين الشعوب، هي أصل من أصول الإسلام، وضرورة مجتمعية كونية»، مشدداً على أن «التواصل الحضاري البناء ينبغي أن يتجاوز (الشعارات البراقة) إلى الحقائق الواقعية، وأن يترجم بين الأوطان بـ(تبادل الخبرات والخيرات)». وأكد الضويني خلال كلمته في «المؤتمر العالمي من أجل السلام» والذي تنظمه جمعية «سانت إيجيدو» الإيطالية تحت شعار «الناس أشقاء» أمس، أن «الأزهر يرفض نظرية صراع الحضارات، ويدعو إلى إقامة سلام حقيقي بين بني الإنسان، كما يتواصل ويتعاون مع المؤسسات كافة؛ لتبادل الرؤى والأفكار حول ترسيخ قيم التعايش، وقبول الآخر، ونبذ العنف، ومواجهة التطرف، وإرساء دعائم المواطنة، وتبني حوار حقيقي يستثمر التعددية الفكرية والتنوع الثقافي، ويعترف بالهويات والخصوصيات، ويحترم الرموز والمقدسات».



مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
TT

مصر: «حماس» ستطلق سراح 33 محتجزاً مقابل 1890 فلسطينياً في المرحلة الأولى للاتفاق

طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)
طفل يحمل العلم الفلسطيني فوق كومة من الأنقاض في وسط قطاع غزة (أ.ف.ب)

أعلنت وزارة الخارجية المصرية، السبت، أن المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة ستشهد إطلاق حركة «حماس» سراح 33 محتجزاً إسرائيلياً مقابل 1890 فلسطينياً.

وعبرت الوزارة، في بيان، عن أملها في أن يكون الاتفاق البداية لمسار يتطلب تكاتف الجهود الإقليمية والدولية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني.

ودعت مصر المجتمع الدولي، خاصة الولايات المتحدة، لدعم وتثبيت الاتفاق والوقف الدائم لإطلاق النار، كما حثت المجتمع الدولي على تقديم كافة المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، ووضع خطة عاجلة لإعادة إعمار غزة.

وشدد البيان على «أهمية الإسراع بوضع خارطة طريق لإعادة بناء الثقة بين الجانبين، تمهيداً لعودتهما لطاولة المفاوضات، وتسوية القضية الفلسطينية، في إطار حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو (حزيران) 1967 وعاصمتها القدس».

وأشارت الخارجية المصرية إلى التزامها بالتنسيق مع الشركاء: قطر والولايات المتحدة، للعمل على التنفيذ الكامل لبنود اتفاق وقف إطلاق النار من خلال غرفة العمليات المشتركة، ومقرها مصر؛ لمتابعة تبادل المحتجزين والأسرى، ودخول المساعدات الإنسانية وحركة الأفراد بعد استئناف العمل في معبر رفح.

وكانت قطر التي أدت مع مصر والولايات المتحدة وساطة في التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، أعلنت أن 33 رهينة محتجزين في غزة سيتم الإفراج عنهم في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق.

وكانت وزارة العدل الإسرائيلية أعلنت أن 737 معتقلا فلسطينيا سيُطلق سراحهم، إنما ليس قبل الساعة 14,00 ت غ من يوم الأحد.

ووقف إطلاق النار المفترض أن يبدأ سريانه الأحد هو الثاني فقط خلال 15 شهرا من الحرب في قطاع غزة. وقُتل أكثر من 46899 فلسطينيا، معظمهم مدنيون من النساء والأطفال، في الحملة العسكرية الإسرائيلية في غزة، وفق بيانات صادرة عن وزارة الصحة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقا بها.

وأعربت الخارجية المصرية في البيان عن «شكرها لدولة قطر على تعاونها المثمر»، كما ثمّنت «الدور المحوري الذي لعبته الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب لإنهاء الأزمة إلى جانب الرئيس الأميركي جو بايدن».