وزير التربية المغربي: مستعد لترك منصبي استجابة للمحتجين على نظام «مسار»

استحدث لمراقبة ومتابعة النهج الدراسي للطلاب في كل المدارس الحكومية والخاصة

رشيد بلمختار  (تصوير: مصطفى حبيس)
رشيد بلمختار (تصوير: مصطفى حبيس)
TT

وزير التربية المغربي: مستعد لترك منصبي استجابة للمحتجين على نظام «مسار»

رشيد بلمختار  (تصوير: مصطفى حبيس)
رشيد بلمختار (تصوير: مصطفى حبيس)

قال رشيد بلمختار، وزير التربية الوطنية المغربي، إنه على استعداد لترك منصبه والرحيل استجابة لمطالب التلاميذ في عدد من المدارس، الذين خرجوا احتجاجا على تطبيق نظام إلكتروني جديد استحدث آليات لمتابعة دراسة الطلاب، وأطلق عليه اسم «مسار».
وأضاف بلمختار، الذي كان يتحدث في مؤتمر صحافي بالرباط أمس، أنه لا مشكلة في رحيله عن المنصب.. «فأنا في آخر فترة من حياتي، وليس لدي أي هدف للتشبث بالمنصب الوزاري»، مشيرا إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في مستويات التلاميذ المتدنية، ومشكلات مسارهم الدراسي، حسب تعبيره. وأردف بلمختار قائلا: «يؤلمني جدا المستوى الذي وصل إليه التعليم في بلادنا، حتى أصبحت الشهادات الدراسية بلا معنى، مع غياب المعرفة والكفاءة».
وقدم الوزير المغربي رفقة كبار معاونيه شروحا مفصلة حول آليات عمل نظام «مسار» الإلكتروني، المستحدث لمراقبة ومتابعة المسار الدراسي للطلاب في كل المدارس الحكومية والخاصة، وفق منظومة جديدة أثارت كثيرا من ردود الفعل، بعضها كان غاضبا، وتمثل في اندلاع مظاهرات واحتجاجات في المدارس. ونفى الوزير بلمختار أن يكون على علم بوجود «مزايدات سياسية»، أو وجود جهات سياسية محددة تقف وراء احتجاجات التلاميذ، قائلا إن دراسة إقامة النظام الجديد بدأت منذ فترة، وإن رؤيته الأولى وضعت في بداية 2010، ومر النظام بمراحل التخطيط، والبرمجة، والتجربة، وبدأ التطبيق الفعلي في يونيو (حزيران) الماضي، خلال إدارة سلفه محمد الوفا للوزارة، وقال بلمختار: «إذا قام وزير سابق بعمل جيد، فيجب أن نتابعه ونثمنه ولا نلغيه». وأضاف: «كان بإمكاني تجنب المشكلات واللغط المترتب على النظام، وذلك بإلغائه، لكنني صممت على مواصلة العمل فيه لأنه يخدم تطور المنظومة التربوية في المغرب».
وأشار وزير التربية المغربي إلى أن المشكلات التي ظهرت طبيعية وبسيطة، وأن تطبيق النظام يتيح معرفة الاختلالات التي يواجهها ومن ثم حلها وتجاوزها. ونفى أن يكون النظام وضع فقط من أجل تنظيم النقاط المتحصل عليها في المسار الدراسي، وقال إنه أشمل من ذلك، لأنه يضم كل المعلومات والمعطيات والتقويمات بحق كل تلميذ، ويسمح بمتابعة دراسته وحتى انتقالاته بين المدارس، ويتيح معلومات التلميذ لأسرته كذلك، والأهم، يقول بلمختار، هو أن النظام يسمح بقياس الحجم الحقيقي للتسرب من المدارس، حيث إنه يتابع التلاميذ الذين يتوجهون إلى التكوين المهني، وكانوا يعدون في السابق من المتسربين نهائيا من التعليم. وسجل في نظام «مسار» ستة ملايين ونصف مليون تلميذ في 11 ألف مدرسة بمختلف مناطق المغرب، وكلف أربعة ملايين درهم مغربي (نحو نصف مليون دولار)، بحسب المعلومات التي قدمها وزير التربية، التي تشير إلى أن كل مدير مدرسة لديه كلمة سر خاصة به تمكنه من الدخول إلى النظام، في حين تسعى الوزارة إلى أن يكون لكل أستاذ حساب خاص مع كلمة سر على النظام. وقال الوزير بلمختار إن قطاعه يعمل وفق آلية تشاركية مع مديري الأكاديميات التربوية الإقليمية، ومديري المؤسسات التعليمية، وأكد أن الوزارة زودت مديري المدارس الواقعة في مناطق نائية بأجهزة كومبيوتر محمولة، ووصلات للإنترنت، تمكنهم من مسايرة باقي المؤسسات في المدن الكبرى، والعمل باستخدام نظام «مسار».
ويهدف «مسار» إلى تطوير وإرساء منظومة معلوماتية متكاملة تمكن من إرساء طرق عمل جديدة لتسيير المدارس، ويسعى كذلك، وفقا لمعطيات وزارة التربية المغربية، إلى تكوين قاعدة معطيات وطنية شاملة توفر إمكانية التتبع الفردي للتلميذ ومساره الدراسي، وفي وقت لاحق يسعى النظام إلى إحداث مواقع إلكترونية لكل المؤسسات التعليمية.



انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
TT

انتهاكات حوثية تستهدف قطاع التعليم ومنتسبيه

إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)
إجبار طلبة المدارس على المشاركة في فعاليات حوثية طائفية (إعلام حوثي)

ارتكبت جماعة الحوثيين في اليمن موجةً من الانتهاكات بحق قطاع التعليم ومنتسبيه شملت إطلاق حملات تجنيد إجبارية وإرغام المدارس على تخصيص أوقات لإحياء فعاليات تعبوية، وتنفيذ زيارات لمقابر القتلى، إلى جانب الاستيلاء على أموال صندوق دعم المعلمين.

وبالتوازي مع احتفال الجماعة بما تسميه الذكرى السنوية لقتلاها، أقرَّت قيادات حوثية تتحكم في العملية التعليمية بدء تنفيذ برنامج لإخضاع مئات الطلبة والعاملين التربويين في مدارس صنعاء ومدن أخرى للتعبئة الفكرية والعسكرية، بحسب ما ذكرته مصادر يمنية تربوية لـ«الشرق الأوسط».

طلبة خلال طابور الصباح في مدرسة بصنعاء (إ.ب.أ)

ومن بين الانتهاكات، إلزام المدارس في صنعاء وريفها ومدن أخرى بإحياء ما لا يقل عن 3 فعاليات تعبوية خلال الأسبوعين المقبلين، ضمن احتفالاتها الحالية بما يسمى «أسبوع الشهيد»، وهي مناسبة عادةً ما يحوّلها الحوثيون كل عام موسماً جبائياً لابتزاز وقمع اليمنيين ونهب أموالهم.

وطالبت جماعة الحوثيين المدارس المستهدفة بإلغاء الإذاعة الصباحية والحصة الدراسية الأولى وإقامة أنشطة وفقرات تحتفي بالمناسبة ذاتها.

وللأسبوع الثاني على التوالي استمرت الجماعة في تحشيد الكوادر التعليمية وطلبة المدارس لزيارة مقابر قتلاها، وإرغام الموظفين وطلبة الجامعات والمعاهد وسكان الأحياء على تنفيذ زيارات مماثلة إلى قبر رئيس مجلس حكمها السابق صالح الصماد بميدان السبعين بصنعاء.

وأفادت المصادر التربوية لـ«الشرق الأوسط»، بوجود ضغوط حوثية مُورِست منذ أسابيع بحق مديري المدارس لإرغامهم على تنظيم زيارات جماعية إلى مقابر القتلى.

وليست هذه المرة الأولى التي تحشد فيها الجماعة بالقوة المعلمين وطلبة المدارس وبقية الفئات لتنفيذ زيارات إلى مقابر قتلاها، فقد سبق أن نفَّذت خلال الأعياد الدينية ومناسباتها الطائفية عمليات تحشيد كبيرة إلى مقابر القتلى من قادتها ومسلحيها.

حلول جذرية

دعا المركز الأميركي للعدالة، وهو منظمة حقوقية يمنية، إلى سرعة إيجاد حلول جذرية لمعاناة المعلمين بمناطق سيطرة جماعة الحوثي، وذلك بالتزامن مع دعوات للإضراب.

وأبدى المركز، في بيان حديث، قلقه إزاء التدهور المستمر في أوضاع المعلمين في هذه المناطق، نتيجة توقف صرف رواتبهم منذ سنوات. لافتاً إلى أن الجماعة أوقفت منذ عام 2016 رواتب موظفي الدولة، بمن في ذلك المعلمون.

طفل يمني يزور مقبرة لقتلى الحوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

واستحدث الحوثيون ما يسمى «صندوق دعم المعلم» بزعم تقديم حوافز للمعلمين، بينما تواصل الجماعة - بحسب البيان - جني مزيد من المليارات شهرياً من الرسوم المفروضة على الطلبة تصل إلى 4 آلاف ريال يمني (نحو 7 دولارات)، إلى جانب ما تحصده من عائدات الجمارك، دون أن ينعكس ذلك بشكل إيجابي على المعلم.

واتهم البيان الحقوقي الحوثيين بتجاهل مطالب المعلمين المشروعة، بينما يخصصون تباعاً مبالغ ضخمة للموالين وقادتهم البارزين، وفقاً لتقارير حقوقية وإعلامية.

وأكد المركز الحقوقي أن الإضراب الحالي للمعلمين ليس الأول من نوعه، حيث شهدت العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء إضرابات سابقة عدة قوبلت بحملات قمع واتهامات بالخيانة من قِبل الجماعة.

من جهته، أكد نادي المعلمين اليمنيين أن الأموال التي تجبيها جماعة الحوثي من المواطنين والمؤسسات الخدمية باسم صندوق دعم المعلم، لا يستفيد منها المعلمون المنقطعة رواتبهم منذ نحو 8 سنوات.

وطالب النادي خلال بيان له، الجهات المحلية بعدم دفع أي مبالغ تحت مسمى دعم صندوق المعلم؛ كون المستفيد الوحيد منها هم أتباع الجماعة الحوثية.