ثلاثة كتب لمحمد الرميحي

صدر للدكتور محمد الرميحي ثلاثة كتب؛ الكتاب الأول «مجلس التعاون الخليجي - يا منزلاً لعب الزمان بأهله»، ويضم إحدى عشرة دراسة نُشرت في مجلّة «آراء حول الخليج» الصادرة عن مركز «الخليج للأبحاث» بين عامي 2015 و2020. وقد واكب الرميحي قيامَ هذا المجلس. وكتب عن المشروع الوليد منذ يومه الأوّل شارحاً أهدافه وطموحاته، لافتاً إلى العثرات التي يواجهها وصولاً إلى ما آلت إليه الأوضاع في السنوات الأخيرة.
جاء في المقدمة: «تحت شمسِ عالم بأطماعٍ ومآربَ كثيرة، تأسّس مجلسُ التعاون الخليجي في أبوظبي عام 1981. ضمّ هذا الحلفُ دولاً أيقنتْ يومذاك أنّ اتّحادها واتفاقها على مجموعة من السياسات والرؤى هو من صلب مصالحها. رحّبَ صُنّاع القرار في بلاد المجلسِ والعالم بهذه الخطوة الحضاريّة التي عُدّت نقلة نوعيّة مفيدة في تاريخ دولٍ ناشئة توّاقة إلى رسم مستقبلها وهي على دراية بموقعها الجيو - سياسي وثرواتها». ودعا الرميحي في الكتاب إلى «تعديل شروط العقد الاجتماعي للحفاظ على الأمن والاستقرار». فالغلبة برأيه «لوحدة خليجيّة جادّة تعظّم الفرص وتجمعُ الموارد وتدرأ المخاطر المحدقة». والكتاب الثاني هو «أزمات وقضايا إقليم في المهبّ»، وعالج فيه بعضَ ما تعيشُه المنطقة من مقالق ومخاطر.
والكتاب يتألّف من جزأيْن: جزء يبحث في علاقة المنطقة بجوارها «الإمبراطوريّ»، أي تركيا وإيران وما تروّجان له كلٌّ حسب مذهبها من إسلام قابل للتصدير، وجزء يبحث فيما طرأ على العالم من تبدّلات في العقدين الأخيرين، كما يحاول التفكير في مستقبل علاقات دول الخليج بشريكتها الأساس، الولايات المتّحدة، المنسحبة على أطراف أصابعها من المنطقة الملتهبة.
يرسم الدكتور الرميحي صورة متشائمة لما يدور حولنا، ويدعو أهل الحلّ والربط إلى «رأب الصدوع»، وإلى «تبديل مواقفهم المتشنّجة» و«الإصغاء إلى لغة العقل».
والكتاب الثالث هو «كتاب الرسائل... أنا والقاضي، رسائل لا تشيخ». ويقول فيه: «لقد كنت مدمناً على كتابة الرسائل لأصدقاء كثيرين. قبل التخرّج من القاهرة كتبتُ رسائل كثيرة ومُشبعة إلى بنت العم التي أصبحت فيما بعد زوجتي، وقد احتفظت بها لفترة طويلة حتّى وقعت أزمة سياسيّة في الكويت، وكنت طرفاً فيها -لا مجال للحديث عنها الآن- فقامت خوفاً من أن تقع تلك الرسائل في أيدٍ غير موثوقة بإحراقها. كانت رسائل شابّ لشابة فيها العاطفة، وفيها التعليق على أحداث سياسيّة كثيرة وأشياء أخرى. فكرة الرسائل التي تُجمع لتصير كتباً معروفة في تاريخ السّياسة والأدب. مي زيادة وجبران خليل جبران، نهرو إلى ابنته أنديرا وألبير كامو إلى حبيبته وغيرها وغيرها. فالتراسل فنّ».