تعزيزات عسكرية إلى إدلب تربك المعارضين

فصائل مدعومة من تركيا تستعد لـ«صد أي هجوم»

TT

تعزيزات عسكرية إلى إدلب تربك المعارضين

دفعت قوات النظام السوري، خلال اليومين الماضيين، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى ريف إدلب الجنوبي، شمال غربي سوريا، ما اعتبره معارضون تمهيداً لعملية عسكرية محتملة، بهدف السيطرة على جبل الزاوية، والطريق الدولي حلب – اللاذقية، وسط أنباء عن استعداد «الجيش الوطني السوري» المعارض المدعوم من أنقرة للتصدي لهجوم كهذا.
وقال رشيد شهابي، وهو ناشط من حلب، إن «3 أرتال عسكرية لقوات النظام تضم عدداً كبيراً من الآليات بينها مدافع ثقيلة ودبابات، بالإضافة إلى سيارات عسكرية محملة برشاشات متوسطة وثقيلة، بالإضافة إلى سيارات تحمل ذخيرة وأعداداً كبيرة من العناصر، انطلقت على مدار اليومين الماضيين، من مواقع عسكرية للنظام ومعامل الدفاع في منطقة السفيرة بريف حلب الشرقي، متوجهة إلى مناطق إدلب».
وأضاف أنه تم رصد تحرك عدد من الآليات العسكرية، بينها آليات مجنزرة، بالإضافة إلى سيارات تقل كميات من المعدات اللوجستية والعسكرية من موقع «الأكاديمية العسكرية» بمحيط مدينة حلب من الجهة الجنوبية الغربية، وتوجهها إلى محافظة إدلب سالكة الطريق الدولي حلب - دمشق. ولفت إلى أنه وبحسب المعلومات الواردة من مناطق النظام، فإن الآليات تمركزت بالقرب من مدينة سراقب شرق إدلب.
ويرى محمد الأسمر، وهو ناشط في إدلب، أنه «في ظل تزايد الحديث عن تحركات لقوات النظام وحشودات جديدة على أطراف إدلب، لا يعني أنه بالضرورة يشير إلى التحضير لإطلاق عملية عسكرية جديدة من قبل الأخير، على جبل الزاوية، فقد تكرر هذا الأمر سابقاً عدة مرات، دون أن تحدث أي معركة. قد ترمي هذه الحشودات لحرب إعلامية في إطار ممارسة بعض الضغوط على الجانب التركي للتنازل عن بعض النقاط والمواقع التي ترغب بها روسيا جنوب إدلب، وأهمها السيطرة على الطريق الدولي حلب - اللاذقية M4، والقسم الشمالي لسهل الغاب شمال غربي حماة، وصولاً إلى محيط مدينة جسر الشغور غربي إدلب».
وأضاف أنه «في حال أطلقت قوات النظام العملية العسكرية فأتوقع أن يكون الهدف منها الوصول إلى طريق حلب - اللاذقية، وهو ما يعني السيطرة على مناطق واسعة من جبل الزاوية وأطراف سهل الغاب وصولاً إلى جسر الشغور».
من جهته، قال الرائد يوسف حمود، المتحدث الرسمي باسم «الجيش الوطني السوري» المدعوم من أنقرة: «نراقب عن كثب تحركات قوات النظام في إدلب، وتلويح روسيا بفرض الحل السياسي وفق رؤيتها ومن خلال التهديد بإطلاق عمليات عسكرية، ومقابل ذلك الجيش الوطني السوري مستعد لمواجهة أي عملية عسكرية لقوات النظام والروس في إدلب، بكل ما يملك من قوة وإمكانات عسكرية، في سبيل إفشال المخطط الروسي وقوات النظام والميليشيات الإيرانية، وعدم السماح لها بالسيطرة على أي مساحة جديدة في شمال غربي سوريا».
وقال العقيد مصطفى بكور، وهو ضابط منشق في صفوف الجيش الحر: «الوضع الحالي في إدلب بحالة ترقب وحذر شديد من الأطراف كافة، ويبدو أن الروس يلعبون على ورقة الانكفاء الأميركي عن الملف السوري وبقاء تركيا وحدها بمواجهة روسيا في ظل تعقد الموقف بين إدلب وشرق الفرات وشمال حلب، إضافة إلى الاستنتاجات التي توصل لها المراقبون من عدم صدور أي تصريحات بعد القمة الروسية التركية، حيث يُستنتج منها وجود خلاف روسي - تركي عميق، دل عليه تناقض التصريحات حول التزام كل طرف بما تم التوقيع عليه وعدم التزام الطرف الآخر».
ويضيف: «هناك محاولة من الدول الفاعلة بالشأن السوري، لربط الملفات كافة، إدلب وشرق الفرات وشمال حلب ببعضها، وهذا ما يعقد الموقف ويوحي باستمرار الوضع على ما هو عليه الآن من استنفار وإرسال تعزيزات عسكرية من كل الأطراف في إدلب لفترة ما، مع عدم استبعاد انفجاره بأي وقت»، ولفت إلى أن «الفصائل العاملة في محافظة إدلب وتحديداً في جبل الزاوية جنوب وشرقي إدلب على أتم الاستعداد للتصدي لأي محاولة تقدم من قبل قوات النظام».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.