بلجيكا للثأر من فرنسا والاقتراب من أول لقب كبير

كتيبة من النجوم في صراع ساخن على حجز بطاقة نهائي دوري الأمم الأوروبية

TT

بلجيكا للثأر من فرنسا والاقتراب من أول لقب كبير

تدخل فرنسا بطلة العالم مواجهتها ضد بلجيكا في الدور نصف النهائي لدوري الأمم الأوروبية في تورينو اليوم، ساعية لتوجيه رسالة قوية في أعقاب خروجها المفاجئ والمبكر من كأس أوروبا هذا الصيف.
كان أبطال العالم من أبرز المرشحين للتتويج القاري منذ بضعة أشهر، لكنهم فشلوا في إظهار بريقهم رغم ضمهم مجموعة من أبرز نجوم اللعبة، وشكل خروجهم من دور الـ16 ضد سويسرا بركلات الترجيح بعد أن كانوا متقدمين 3 - 1 قبل 15 دقيقة من نهاية الوقت الأصلي، صدمة كبيرة وأدى إلى انشقاقات في صفوف المعسكر الفرنسي.
وقبل يومين نشرت صحيفة «ليكيب» الفرنسية الواسعة الانتشار مقابلة مطوّلة مع المهاجم كيليان مبابي الذي أهدر ركلة الترجيح الخامسة والأخيرة ضد سويسرا ما أدى إلى إقصاء فرنسا من البطولة، حيث كشف أنه كان يأمل بأن يحظى بـ«دعم أكبر» على إثر ما حصل.
وقال مهاجم باريس سان جيرمان: «ما صدمني، مرة أخرى، هو تسميتي بالقرد بسبب ركلة جزاء. لهذا السبب كنت بحاجة إلى الدعم، ليس لأنني سددت الكرة إلى الجهة اليسرى و(الحارس يان) سومر تصدى لها». كما كشف مبابي أنه كان يأمل بدعم أكبر من زملائه على أرض الملعب مباشر بعد إهداره الركلة، إلا أن قلب الدفاع رافائيل فاران أكد أمس أن اللاعبين يدعمون بعضهم البعض. وقال مدافع مانشستر يونايتد الإنجليزي في مؤتمر صحافي: «نحن سوياً عندما تسير الأمور على نحو جيد وعندما تسير على نحو سيئ أيضاً. نتعامل مع الأمور كمجموعة، لا نترك أحداً وحده. هذه هي فلسفتنا ولن تتغير».
وتشكل المباراة مع بلجيكا إعادة لنصف نهائي مونديال 2018 في روسيا عندما تفوقت فرنسا بهدف دون رد في طريقهم إلى اللقب.
وفي مونديال روسيا، كان لدى البلجيكيين أحد أفضل الفرق في تاريخها، وكانت فرصهم في الفوز بكأس العالم كبيرة، لذا عندما خسروا أمام فرنسا قام الكثير من مشجعي الفريق الفائز بالسخرية منهم وبطريقة أشعلت المعارك الإعلامية بين مساندي المنتخبين. ولطالما كانت المواجهة بين فرنسا وبلجيكا، وهي من كلاسيكيات كرة القدم الأوروبية، كاحتفال كروي بين الجيران، لكن قبل اللقاء المرتقب بينهما اليوم، ما زال الجو مثقلاً بين الطرفين بعد الذي حصل من سخرية واستياء.
وبعد خيبة انتهاء حلم الوصول إلى نهائي كأس العالم للمرة الأولى في تاريخهم على يد منتخب فرنسي «لم يكن أفضل» من البلجيكيين، ودفاع متكتل للحفاظ على الهدف، أشار تيبوا كورتوا حارس بلجيكا إلى أنه تم تصوير منتخبهم بالخاسر السيئ الفاقد أعصابه على الحسابات الفرنسية في وسائل التواصل الاجتماعي. وبالنسبة لمدرب فرنسا ديشامب، لطالما كان التنافس «صحياً ورياضياً» على أرض الملعب، لكن هناك «تجاوزات خارجية على كلا الجانبين. كان هناك الكثير من التفسيرات لما قيل في خضم اللحظة. بإمكاني أن أتفهم ردود الفعل أو خيبة الأمل أو أي شيء آخر... كان هناك دائماً تنافس. لأن هناك حدودا بين البلدين الجارين، الأمر نفسه ينطبق على إيطاليا وإسبانيا».
بالنسبة للصحافي في مجلة «سو فوت» وقناة «آر تي بي أف» الفرنسيتين سوان بورسيلنيو: «لطالما كان هناك القليل من الخصومة، لكنها كانت تاريخياً أقرب إلى الإغاظة»، لكن «منذ 2018، بدا الأمر مزعجاً حقاً لأنه أصبح ساماً ولا يمكن التعايش معه».
وتابع: «إن تسخر لمدة خمس دقائق، فهذا أمر مقبول، لكن أن تواصل على المنوال ذاته لمدة ثلاث سنوات فهذا أمر غير مجدٍ».
وتدخل فرنسا مواجهة اليوم بعد فترة من الأداء غير المقنع، إثر فوزها 2 - صفر على فنلندا في التصفيات الأوروبية المؤهلة إلى مونديال قطر 2022 الشهر الماضي، كان الأول بعد سلسلة من خمسة تعادلات.
وسيغيب عن صفوفهم لاعب الارتكاز المتألق نغولو كانتي بعد إصابته بفيروس كورونا قبل مباراة فريقه تشيلسي الإنجليزي التي خسرها أمام يوفنتوس الإيطالي في دوري أبطال أوروبا الأسبوع الماضي.
وقال مدرب فرنسا ديديه ديشامب: «لا يجب أن نقلل من أهمية هذه البطولة، لقد حلّت مكان المباريات الودية التي لم تكن تحظى بشعبية. نحن هنا من أجل هدف محدد وهو اللقب، وعلى عكس البطولات الأخرى، نحن في نصف النهائي الآن».
من جهتها، ستتطلع بلجيكا لتعويض خيبتها القارية على أرض المنتخب الذي أخرجها من الدور ربع النهائي قبل أن يمضي ويحقق اللقب.
صحيح أن رجال المدرب الإسباني روبرتو مارتينيز بلغوا مرحلة متقدمة أكثر من فرنسا في البطولة القارية، إلا أن الخيبة كانت كبيرة للفريق الذي يتصدر ترتيب المنتخبات في العالم بحسب تصنيف الاتحاد الدولي للعبة (فيفا).
وقال مارتينيز: «ليس هناك من ثأر، ولكن رغبة في التقدم والوصول إلى النهائي لخوض هذه المباراة الكبيرة».
يعود اللقب الوحيد لبلجيكا في تاريخها إلى ذهبية أولمبياد 1920 على أرضها في أنتويرب، في حين فشل الجيل الذهبي الحالي في تحقيق نتائج مميزة بعد اكتفائه ببرونزية مونديال روسيا على حساب إنجلترا. وستشهد المباراة على ملعب أليانز ستاديوم الخاص بيوفنتوس أمام 20 ألف مشجع بسبب بروتوكولات جائحة كورونا، مواجهات بين أبرز نجوم الكرة المستديرة على مثال لاعبي الوسط بول بوغبا وكيفن دي بروين، والمهاجمين كريم بنزيمة وروميلو لوكاكاو، ومبابي وإيدن هازارد وغيرهم.
وعلّق ديشامب: «لديهم ستة أو سبعة لاعبين خاضوا أكثر من مائة مباراة دولية وهم مع المنتخب منذ فترة طوية. لا يتصدرون ترتيب المنتخبات من لا شيء.
إنهم منظمون جداً، لديهم لاعبون شباب مميزون إضافة إلى نواة من اللاعبين المخضرمين مما يجعلهم أحد أفضل الفرق في أوروبا والعالم». وتابع المدرب الذي كان قائداً للمنتخب الفرنسي السابق المتوج بكأس العالم 1998 وببطولة أوروبا عام 2000: «إنهم جيل رائع من اللاعبين الذين لم يختبروا بعد فرحة الفوز بلقب بطولة ما».


مقالات ذات صلة

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

رياضة عالمية باتريك كلويفرت (رويترز)

رسمياً... كلويفرت يخلف يونغ في تدريب منتخب إندونيسيا

أعلن الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم في بيان، الأربعاء، تعيين أسطورة كرة القدم الهولندي باتريك كلويفرت مدرباً جديداً للمنتخب الوطني حتى 2027، مع خيار التمديد.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة عالمية ديشان في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء (أ.ف.ب)

ديشان: سأترك تدريب منتخب فرنسا في 2026

أكد مدرب منتخب فرنسا لكرة القدم ديدييه ديشان، أنه سيترك منصبه عام 2026، في مقابلة مع قناة «تي إف 1» الأربعاء.

رياضة عالمية شين تاي-يونغ (رويترز)

مفاجأة... ثوهير يقيل مدرب إندونيسيا والبديل كلويفرت

أقال الاتحاد الإندونيسي لكرة القدم مدرب منتخب الرجال الكوري الجنوبي شين تاي-يونغ، كما أعلن رئيسه إريك ثوهير، الاثنين.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا)
رياضة سعودية منتخب السعودية لم يقدم ما يشفع له للاستمرار في البطولة (سعد العنزي)

هل يمكن معالجة جراح الأخضر قبل استئناف تصفيات كأس العالم؟

عندما تلقَّى المنذر العلوي بطاقة حمراء في الدقيقة 34، لم يكن أشد المتشائمين يتوقع أن يخفق الأخضر في التفوق على 10 لاعبين من عُمان في سعيه لبلوغ النهائي الخليجي.

«الشرق الأوسط» (الكويت)
رياضة سعودية حالة من الإحباط عاشها لاعبو الأخضر بعد الخروج الخليجي (تصوير: سعد العنزي)

رينارد يجهز تقرير «الأخضر»... و«اعتزال» العويس مجرد «ردة فعل»

مصادر قالت إن الاتحاد السعودي لكرة القدم لا يزال يثق بالجهازين الفني والإداري بقيادة المدرب الفرنسي هيرفي رينارد.

سعد السبيعي (الكويت)

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.