«عاصفة الحزم» تستهدف مدرج «قاعدة العند» ومنصات «الباليستية» وسيطرة على سماء اليمن

عسيري لـ «الشرق الأوسط»: مراكز العمليات لم ترصد تدخلات أجنبية على الأرض لمساعدة «الحوثيين» * مقاتلات إماراتية تشارك في دك معاقل المتمردين

العميد ركن أحمد عسيري
العميد ركن أحمد عسيري
TT

«عاصفة الحزم» تستهدف مدرج «قاعدة العند» ومنصات «الباليستية» وسيطرة على سماء اليمن

العميد ركن أحمد عسيري
العميد ركن أحمد عسيري

أعلنت قوات التحالف في عمليات «عاصفة الحزم»، استهدافها لمدرج قاعدة العند التي كانت الميليشيات الحوثية تسيطر عليها خلال الفترة الماضية، وذلك لمنع استخدامها، واستهداف أحد الجسور البرية التي يستخدمها المتمردون خلال نقلها منصات صواريخ الباليستية وعربات التموين، من محافظة صعدة باتجاه صنعاء أو العكس، مؤكدة أن العمليات (عاصفة الحزم)، حصلت على تفوق شامل جوي على كامل أراضي اليمنية، لا سيما أن هناك دوريات جوية على مدار الـ24 ساعة تجول في سماء اليمن.
وأوضح العميد ركن أحمد عسيري، مستشار وزير الدفاع السعودي، خلال الإيجاز اليومي، أن عمليات «عاصفة الحزم» مستمرة لليوم الثاني، وتمكنت قوات التحالف الجوية أمس، من استهداف قاعدة العند الجوية التي سيطرت عليها الميليشيات الحوثية خلال الفترة الماضية، ووجدت فيها بكثافة، كما تم استهداف مدرج القاعدة، من أجل منع الميلشيات من استخدامها، وكذلك استهداف تحركات للميليشيات الحوثية بين شمال وجنوب اليمن لنقل الإمداد والتموين لقطع طرق الإمداد لهم.
وقال العميد العسيري، إن الحملة الجوية استهدفت أمس أحد الجسور على أحد الطرق البرية، التي تستخدمها الميليشيات الحوثية بشكل مكثف لنقل الإمداد والتموين وتحريك المنصات والصواريخ الباليستية، كاشفا أن الميلشيات الحوثية تحاول نقل التعزيزات من محافظة صعدة باتجاه صنعاء أو العكس، حيث كانت أحد الأهداف التي تمت باختلاف العمليات التي نفذت في اليوم الأول من عمليات التحالف.
وأشار مستشار وزير الدفاع السعودي إلى أن استهدافا لهذا النوع من الجسور يأتي كهدف عسكري لمنع نقل الإمداد والتموين وتحريك الصواريخ الباليستية، داعيا المواطنين في اليمن للابتعاد عن تجمعات الحوثية والقافلات والعربات التي تنقل التموين والعتاد، بسبب أن قوات التحالف سوف تستهدف جميع التحركات التي تقوم بها الميلشيات الحوثية شمال وجنوب اليمن، لمنع استمرار التحرك وحشد القوات سواء على الحدود الشمالية أو على المحافظات الجنوبية. ولفت العميد عسيري إلى أن العمليات الجوية، استهدفت كذلك أسلحة الدفاع الجوي سواء منظومات صواريخ سام أو المدفعية المضادة للطائرات أو منصات الصواريخ الباليستية، مقدما عرضا لعدد من الفيديوهات التي نفذت من قبل القوات التحالف أمس، وشاركت فيها قوات من دول مختلفة، ومنها عملية نفذتها القوات الجوية الإماراتية خلال 24 ساعة الماضية.
وأكد مستشار وزير الدفاع السعودي، أن هذه العمليات التي قامت بها قوات التحالف الجوية، حصلت على تفوق شامل جوي على كامل أراضي الجمهورية اليمنية، الأمر الذي سهل حركة قوات التحالف، ومكنهم من الدقة في استهداف تحركات الميلشيات الحوثية على الأرض، مشيرا إلى استمرار عمليات قوات التحالف إلى أن تحقق أهدافها المخطط لها حسب الجدول الزمن.
الجدير بالذكر أن مقاتلات خليجية بينها الإمارات شاركت في دك معاقل المتمردين.
وكانت عمليات «عاصفة الحزم» بدأت تحقق أهدافها في أول 15 دقيقة، حيث حصلت القوات الجوية السعودية التي شاركت في الطلعات الأولى، على سيطرة جوية مطلقة وبدأت في تنفيذ جميع العمليات، بحيث أن أي عملية جوية تتكون من عدد كبير من الطائرات منها الهجومية ومنها التزود بالوقود وطائرات الإنذار المبكر ومنها طائرات الاستطلاع والبحث والإنقاذ.
وفي سؤال حول وصول قيادات إيرانية إلى العاصمة اليمنية صنعاء لدعم التمرد الحوثي، قال العميد عسيري لـ«الشرق الأوسط»، إن المجال الجوي في اليمن، مراقب بالكامل من قبل دوريات جوية، وهو تحت سيطرة قوات التحالف التي ترصد جميع التحركات عبر الرادار وكذلك بالتعاون مع الأشقاء في القوات اليمنية الشرعية، وأن مراكز العمليات الجوية، لم يصله شيء من هذه المعلومة. وأضاف: «لا يسمح لأحد كائنا من كان بإمداد التمرد الحوثي من الأسلحة بأي نوع كان، حيث إن قوات التحالف تعمل على تحقيق أهدافها المحددة».
وذكر مستشار وزير الدفاع السعودي، أن قوات التحالف يهمها في المقام الأول سلامة المواطنين اليمنيين، من دون أن يصاب أي أحد بأذى، مؤكدا على أهمية الابتعاد عن التجمعات والمواقع التي تتحصن فيها الميليشيات الحوثية، وقال: «تعلمون أن الميليشيات الحوثية، تحاول أن تستخدم تجمعات المواطنين كدروع بشرية، لتلافي ضربات قوات التحالف، ولكن دقة إصابة الهدف من قبل القوات الجوية، ونوعية الأسلحة المستخدمة، تقلل من المخاطر».
وأوضح العميد عسيري، عمليات «عاصفة الحزم» استخدمت طائرات الأباتشي في ضرب أهداف متحركة للمتمردين الحوثيون، وقال: «هناك تحركات محدودة للمتمردين الحوثيون، على الحدود الشمالية في اليمن المحاذي للحدود السعودية الجنوبية، وجرى استهدافها أمس باستخدام طائرات الأباتشي، واستخدام المدفعية في الميدان، وليس هناك أي تحرك للعمليات البرية على الحدود».
وأكد أن جميع التحركات مرصودة، ويوجد دوريات جوية على مدار الساعة تراقب التحركات، وإذا ثبت أن هناك تحركات أو قوافل يستخدمها الحوثيون، سيتم استهدافها.
وقال العميد عسيري، إن عمليات «عاصفة الحزم» بعد استهدافها لحظائر الطائرات التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون في اليوم الأول من العمليات، لم يتم رصد أي طائرات مختلفة في الأجواء اليمنية، مشيرا إلى أن عمليات «عاصفة الحزم»، تهدف إلى الحماية الشرعية لليمن، والحماية السعودية التي كانت برفقة الرئيس اليمني الشرعي عبد ربه منصور هادي، الذي وصل إلى الرياض أول من أمس، هي أحد أهداف العملية في حماية الشرعية.



من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
TT

من الرياض... مبادرة من 15 دولة لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت»

«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)
«منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد وحتى 19 من الشهر الجاري (الشرق الأوسط)

صادقت 15 دولة من الدول الأعضاء في منظمة التعاون الرقمي، على إطلاق مبادرة استراتيجية متعددة الأطراف لتعزيز «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» خلال «منتدى حوكمة الإنترنت» التابع للأمم المتحدة، الذي تستضيفه السعودية بدءاً من اليوم الأحد، وحتى 19 ديسمبر (كانون الأول) الجاري، بمركز الملك عبد العزيز الدولي للمؤتمرات بالرياض، وبتنظيم من وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية، وهيئة الحكومة الرقمية.

وعلى هامش المنتدى، أعلنت «منظمة التعاون الرقمي» التي تتخذ من العاصمة السعودية الرياض مقرّاً لها، إطلاق المبادرة، بمصادقة عدد من الدول على بيان مشترك بهذا الإعلان وهي: السعودية، والبحرين، وبنغلاديش، وقبرص، وجيبوتي، وغامبيا، وغانا، والأردن، والكويت، والمغرب، ونيجيريا، وعُمان، وباكستان، وقطر، ورواندا.

وأكدت الأمانة العامة لمنظمة التعاون الرقمي، لـ«الشرق الأوسط» أن هذه المبادرة التي تقودها وترعاها الكويت، وتم تقديمها خلال الجمعية العامة الثالثة لمنظمة التعاون الرقمي، تهدف إلى تعزيز احترام التنوع الاجتماعي والثقافي، ومكافحة المعلومات المضللة عبر الإنترنت، من خلال جهود الوساطة والتنسيق بين الشركات والحكومات والجهات الأخرى ذات الصلة، مثل المنظمات الدولية والمجتمع المدني.

وتضمّن الإعلان، إنشاء «لجنة وزارية رفيعة المستوى» تتولّى الإشراف على تنفيذ مبادرة «نزاهة المحتوى عبر الإنترنت» التابعة للمنظمة، فيما جدّدت الدول المُصادقة على الإعلان، التزامها بالدعوة إلى «إنشاء اقتصاد رقمي شامل وشفاف وآمن يُمكن الأفراد من الازدهار».

وأكّد الإعلان على رؤية الدول إلى أن القطاع الخاص، وخصوصاً منصات التواصل الاجتماعي، «شريك في هذه الجهود لتعزيز التأثير الاجتماعي الإيجابي بدلاً من أن تكون وسيلة لنشر التأثيرات السلبية أو عدم الوعي الثقافي».

ودعا الإعلان، إلى بذل جهود جماعية من شأنها دعم القيم الوطنية، والتشريعات، وقواعد السلوك في منصات التواصل الاجتماعي، إلى جانب تأكيد «منظمة التعاون الرقمي» التزامها بتحسين الثقة في الفضاء السيبراني من خلال معالجة التحديات الأخلاقية والخصوصية المرتبطة بالتقنيات الناشئة.

وفي الإطار ذاته شدّد الإعلان على الأهمية البالغة للحوار النشط والتعاون بين منصات التواصل الاجتماعي والدول التي تعمل فيها، وعَدّ التعاون القائم على الثقة المتبادلة «مفتاحاً لضمان احترام المشهد الرقمي لحقوق وقيم جميع الأطراف ذات الصلة».

من جهتها، أشارت ديمة اليحيى، الأمين العام لـ«منظمة التعاون الرقمي»، خلال حديث لـ«الشرق الأوسط» إلى أن استطلاعات للرأي شملت 46 دولة، أظهرت أن أكثر من 59 في المائة قلقون من صعوبة التمييز بين المحتوى الحقيقي والمزيف عبر الإنترنت.

وأضافت أن ما يزيد على 75 في المائة من مستخدمي الإنترنت قد واجهوا أخباراً زائفة خلال الأشهر الستة الماضية، وتابعت: «تنتشر المعلومات المضللة على المنصات الاجتماعية بمعدل يصل إلى 10 أضعاف سرعة انتشار الحقائق»، الأمر الذي من شأنه، وفقاً لـ«اليحيى»، أن يسلّط الضوء على مفارقة مزعجة بأن «المنصات التي أحدثت ثورة في الاتصال والتقدم أصبحت أيضاً قنوات للانقسام، وتزعزع الثقة، وتزيد من حالة الاستقطاب في المجتمعات».

ونوّهت اليحيى إلى أن المعلومات المضلّلة «لم تعد قضية هامشية، بل جائحة رقمية مخيفة تتطلب تحركاً عاجلاً ومشتركاً»، وأضافت: «الدراسات بيّنت أن المعلومات المضللة قد تؤدي إلى إرباك الانتخابات في العديد من الدول خلال العامين المقبلين، مما يهدد الاستقرار العالمي». على حد وصفها.

وعلى جانب آخر، قالت: «بالنسبة للأجيال الشابة، فإن التأثير مقلق بشكل خاص، إذ يقضي المراهقون أكثر من 7 ساعات يومياً على الإنترنت، ويؤمن 70 في المائة منهم على الأقل بأربع نظريات مؤامرة عند تعرضهم لها». وخلال جائحة كورونا «كوفيد - 19»، أدت المعلومات المضللة حول القضايا الصحية إلى انخفاض بنسبة 30 في المائة في معدلات التطعيم في بعض المناطق، مما عرض ملايين الأرواح للخطر.

وأردفت: «أكّدت خلال كلمتي أمام منتدى حوكمة الإنترنت على أننا في منظمة التعاون الرقمي ملتزمون بهذه القضية، بصفتنا منظمة متعددة الأطراف، وكذلك معنيّون بهذه التحديات، ونستهدف تعزيز النمو الرقمي الشامل والمستدام».

جدير بالذكر أنه من المتوقع أن يشارك في فعاليات المنتدى أكثر من 10 آلاف مشارك من 170 دولة، بالإضافة إلى أكثر من ألف متحدث دولي، وينتظر أن يشهد المنتدى انعقاد نحو 300 جلسة وورشة عمل متخصصة، لمناقشة التوجهات والسياسات الدولية حول مستجدات حوكمة الإنترنت، وتبادل الخبرات والمعلومات وأفضل الممارسات، وتحديد التحديات الرقمية الناشئة، وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني والقطاع غير الربحي.