يواجه تمويل قبة إسرائيل الحديدية عقبات إضافية في الكونغرس. فبعد الجدل الكبير الذي أحاط بإقراره في مجلس النواب، عندما عرقله التقدميون من الديمقراطيين، قبل أن يتم تمريره بدعم واسع من الحزبين، واجه المشروع معارضة غير متوقعة في مجلس الشيوخ. إذ عمد السيناتور الجمهوري راند بول، إلى عرقلة إقراره، بعد أن طرحه السيناتور الديمقراطي بوب مننديز للتصويت عليه.
وسعى مننديز الذي يترأس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ، إلى دفع المجلس للتصويت على التمويل الذي بلغت قيمته مليار دولار، عبر إجراء يسرع من إقراره ويختصر وقت النقاش بساعتين فقط، بدلاً من الساعات الطويلة التي يستغرقها إقرار مشاريع من هذا النوع في مجلس الشيوخ. وبرر مننديز مساعيه هذه بالدعم القوي لتمويل القبة الحديدية من قبل الحزبين، فقال: «ليس هناك أي سبب يدفع بأي سيناتور في هذه الغرفة من الحزبين، للاعتراض على دعم نظام دفاعي ينقذ أرواحا، وتأمين جهوزيته لمواجهة الهجوم المقبل». وتابع مننديز: «أحث زملائي من الحزبين على الانضمام إلى مجلس النواب وإقرار هذا التمويل بدعم واسع من الطرفين».
دعوات من هذا النوع كانت عادة تتبخر على باب الكونغرس، بسهولة فائقة ويتم إقرارها من دون عقبات تذكر، خاصة فيما يتعلق بحليف الولايات المتحدة، إسرائيل. لكن الحسابات تغيرت هذا العام، ولو كانت أسباب العرقلة مختلفة جداً بين مجلسي الشيوخ والنواب.
ففيما دفع الشق التقدمي في الحزب، إلى فصل تمويل القبة الحديدية عن مشروع تمويل المرافق الفيدرالية المؤقت بحجة أن الملفين غير مرتبطين ببعضهما البعض، سارع السيناتور الجمهوري راند بول، إلى الاعتراض على إقرار التمويل في مجلس الشيوخ، للضغط على إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في ملف أفغانستان. إذ سعى بول إلى إدخال تعديلات على مشروع التمويل لتحويل المليار دولار المطلوبة للقبة الحديدة، من الأموال المخصصة لجهود توزيع اللاجئين الأفغان، والتي بلغت قيمتها 6 مليارات دولار.
ويعارض بول تخصيص هذه الأموال لأفغانستان، محذراً من أنها ستقع بأيدي «حركة طالبان»، لهذا عمد إلى ربط ملفي إسرائيل وأفغانستان ببعضهما البعض، في مناورة استغربها كثيرون اتهموا السيناتور الجمهوري، بالتقاعس عن حماية حليف الولايات المتحدة. وقالت منظمة (الإيباك) في تغريدة لها على تويتر: «الاعتراض على تمويل طارئ للحرص على أن إسرائيل تستطيع حماية مواطنيها من صواريخ الإرهابيين، يكافئ (حركة حماس) ويهدد من مصالح الولايات المتحدة وقيمها».
لكن بول دافع عن موقفه، فقال: «أنا أدعم إسرائيل ولقد صوتت للموافقة على مئات الملايين لدعم القبة الحديدية. وأنا سعيد أن العلاقة الثنائية بين البلدين وطيدة. لكن الولايات المتحدة لا تستطيع أن تعطي أموالاً لا تملكها، مهما كانت علاقتنا قوية بإسرائيل…».
اعتراض بول هذا، سيؤدي إلى تأخير إقرار تمويل القبة الحديدية لكنه لن ينجح في عرقلة التمويل بالكامل، فهناك ما يكفي من الدعم من قبل الحزبين للموافقة على التمويل، لكن معارضة السيناتور الجمهوري سوف تؤدي إلى عدم إقراره بسرعة، وسوف تدفع بزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ، تشاك شومر، إلى الاعتماد على الأساليب التقليدية لإقراره، ما قد يعني أياماً من النقاش قبل التصويت، إلا إذا سحب بول اعتراضه.
القبة الحديدية تواجه عراقيل جديدة في الكونغرس
اعتراض جمهوري على التمويل «بسبب أفغانستان»
القبة الحديدية تواجه عراقيل جديدة في الكونغرس
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة