إيطاليا تتسلح بجماهيرها في مواجهة إسبانيا بنصف نهائي دوري الأمم الأوروبية اليوم

مانشيني متمسك بتشكيلته المتوّجة في «يورو 2020»... وإنريكي يعد بمواجهة هجومية لأجل الثأر

لاعبو إيطاليا يتطلعون لحصد لقب جديد بعد التتويج بكأس «يورو 2020» (إ.ب.أ)
لاعبو إيطاليا يتطلعون لحصد لقب جديد بعد التتويج بكأس «يورو 2020» (إ.ب.أ)
TT

إيطاليا تتسلح بجماهيرها في مواجهة إسبانيا بنصف نهائي دوري الأمم الأوروبية اليوم

لاعبو إيطاليا يتطلعون لحصد لقب جديد بعد التتويج بكأس «يورو 2020» (إ.ب.أ)
لاعبو إيطاليا يتطلعون لحصد لقب جديد بعد التتويج بكأس «يورو 2020» (إ.ب.أ)

سيكون المنتخب الإيطالي المتوج بطلاً لكأس أوروبا 2020 على موعد مع اختبار صعب اليوم أمام منتخب إسبانيا في الدور نصف النهائي لمسابقة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم. وتستضيف إيطاليا الأدوار النهائية للنسخة الثانية للمسابقة القارية الحديثة، بعدما توجت البرتغال بالأولى في بورتو على حساب هولندا (1 - صفر)... حيث تلتقي بلجيكا المصنفة أولى عالمياً مع فرنسا بطلة العالم غداً على ملعب «أليانز ستاديوم» الخاص بنادي يوفنتوس الذي يستضيف مباراة تحديد المركز الثالث الأحد المقبل، وهو اليوم ذاته الذي تقام فيه المباراة النهائية على ملعب سان سيرو.
وستكون مواجهة إيطاليا وإسبانيا إعادة للقائهما في نصف نهائي كأس أوروبا الأخيرة عندما تفوق رجال المدرب روبرتو مانشيني بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 - 1، في طريقها للفوز باللقب على حساب إنجلترا بركلات الترجيح أيضاً في ملعب «ويمبلي» بالعاصمة لندن.
والمباراة هي الأول لمنتخب إيطاليا على ملعب سان سيرو منذ تتويجه بكأس أوروبا، وسيكون الفريق مدعوماً بنحو 30 ألف متفرج؛ نصف سعة الاستاد، وفقاً لما سمحت به السلطات المحلية.
وتحدث مانشيني عن أهمية الفوز بكأس أوروبا بالنسبة للشعب الإيطالي، قائلاً: «كان الأمر رائعاً لأننا جلبنا السعادة لكثير من الناس؛ الصغار والكبار على حد سواء... حققنا شيئاً أسعد كثيراً من الناس ربما بسبب هذه الأوقات الصعبة التي مررنا بها» في إشارة منه إلى وباء فيروس «كورونا» التي كانت إيطاليا أولى ضحاياه في القارة الأوروبية.
وعن خططه لتحقيق الفوز، أشار مانشيني إلى أنه لا يعتمد على طريقة. وقال: «الأمر لا يتعلق فحسب بأن تلعب بشكل جيد. إذا تمكنا من الفوز مع اللعب بشكل جيد وممتع، فهذا أفضل بكثير. هناك طرق عدة للفوز».
وتحدث مانشيني عن تغير طريقة النظر إلى المنتخب الإيطالي والحديث عن تراجع مكانته في كرة القدم العالمية، قائلاً: «يجب ألا ننسى أن إيطاليا بلد فاز بكأس العالم 4 مرات. نحن أبطال أوروبا، ولدينا تاريخ كبير».
وتدخل إيطاليا اللقاء بمعنويات مرتفعة ليس بسبب تتويجها بالكأس القارية فحسب؛ بل لأنها باتت أيضاً صاحبة الرقم القياسي العالمي من حيث عدد المباريات المتتالية من دون هزيمة بمحافظتها على سجلها الخالي من الخسائر لـ37 مباراة متتالية، وتحديداً منذ 10 أكتوبر (تشرين الأول) 2018 حين سقطت أمام البرتغال في دوري الأمم الأوروبية بالذات. وشاءت الأقدار أن تتفوق إيطاليا في هذه الإنجاز على إسبانيا بالذات؛ إذ كانت الأخيرة تحمل الرقم القياسي وقدره 35 مباراة متتالية مشاركة مع البرازيل.
وتمسك مانشيني إلى حد كبير بالتشكيلة المتوجة في «يورو 2020»، فمن بين 26 لاعباً كانوا في عداد المنتخب الإيطالي، ضم في البداية 22 لاعباً منهم، بالإضافة إلى لاعب وسط روما المتألق لورينزو بيليغريني الذي غاب عن البطولة القارية بسبب الإصابة. لكن المدرب الإيطالي أجبر على التخلي عن خدمات مهاجم لاتسيو تشيرو إيموبيلي الذي تعرض لإصابة في الفخذ فاستدعى بدلاً منه مهاجم يوفنتوس مويز كين الذي تألق في آخر مباراة لإيطاليا في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022 بتسجيله ثنائية في مرمى ليتوانيا (5 - صفر) الشهر الماضي. كما سيغيب مدافع أتالانتا رافاييل تولوي بسبب الإصابة أيضاً، ووجه مانشيني الدعوة إلى مدافع ميلان ديفيدي كالابريا لتعويضه.
من جهته؛ كان لويس إنريكي، مدرب إسبانيا، واضحاً في أهدافه بمواجهة اليوم، بالقول: «إذا كان علينا اختيار 3 كلمات لما نسعى إليه من حيث طريقة اللعب؛ فستكون: الهجوم، والضغط، والطموح».
وتأمل إسبانيا تحقيق ثأرها من هزيمتها الأخيرة أمام الطليان، وقال إنريكي: «مواجهة إيطاليا في عقر دارها ضمن الأدوار النهائية (لدوري الأمم الأوروبية) كانت مناسبة جذابة حتى قبل أن تقام كأس أوروبا. هذه بطولة نود الفوز بها، وشاءت الصدف أننا سنلعب ضد أبطال أوروبا في بلادهم». وأضاف: «أتوقع أن تكون مباراة ممتعة للغاية؛ لأنها ستمنحنا فرصة أن نعرف نوع الأداء الذي يمكننا تقديمه أمام جمهور إيطالي بأغلبيته وضد أبطال أوروبا. لا تحتاج إلى أي دافع أكثر من ذلك. أتطلع بفارغ الصبر لهذه المباراة. لا شك في أن أسلوب لعب إيطاليا هو بين الأفضل حالياً، وأنا متأكد من أنه سيكون من المثير جداً أن نرى كيف يتصدى كل فريق للآخر».
وتعود زيارة منتخب إسبانيا الأخيرة لإيطاليا إلى 6 أكتوبر (تشرين الأول) 2016 حين فرض التعادل على مضيفه 1 - 1 في تصفيات مونديال روسيا 2018 على ملعب «أليانز ستاديوم» في تورينو الذي سيستضيف غداً المباراة الأخرى في نصف النهائي بين فرنسا بطلة العالم وجارتها بلجيكا.
وكان التعادل في تلك المباراة مكلفاً لإيطاليا، ثم تعقدت الأمور أكثر بالخسارة إياباً في إسبانيا بثلاثية نظيفة؛ ما أجبرها على خوض الملحق الأوروبي الذي خسرته أمام السويد وفشلت بالتالي في التأهل إلى كأس العالم لأول مرة منذ 1958.
حينها بدأت عملية البناء والنهضة بقيادة المدرب الحالي روبرتو مانشيني الذي عرف كيف يمزج بين عاملي الخبرة والشباب مع أسلوب هجومي لافت أخرج إيطاليا من قوقعة الدفاع التي اشتهرت بها.
ويمكن القول إن المنتخب الإسباني كان الوحيد الذي سبب المتاعب لفريق مانشيني في كأس أوروبا هذا الصيف من خلال استحواذه على الكرة وهجومه المتواصل.
وهذا ما أقر به مانشيني أمس بالقول: «إسبانيا كانت المنتخب الذي عانينا أمامه أكثر من أي خصم في كأس أوروبا 2020. إنهم فريق شاب مع لاعبين جيدين. يتميزون بأسلوب التمريرات الأرضية القصيرة، ولم نحصل على الوقت الكافي لكي نتقنه مثلهم».
ولا يبدو أن إنريكي سيغير أسلوبه حتى في مواجهة أبطال أوروبا على أرضهم وبين جمهورهم العائد إلى الملاعب وإن كان بعدد محدود وليس بمدرجات ممتلئة. وقال إنريكي: «إنه إذا كان علي اختيار 3 كلمات لتحديد ما يسعى إليه طاقمنا التدريبي من حيث الطريقة التي يجب أن تلعب بها إسبانيا، فإن الأولى ستكون الهجوم، والثانية الضغط، والثالثة الطموح». وأضاف: «الكلمة الأهم هي الهجوم؛ لماذا؟ عندما نجلس لاختيار فريق، فإن أول شيء ننظر إليه هو ما يمكن أن يقدمه في الهجوم. سيكون لدى كل لاعب القدرة على الدفاع لتحقيق التوازن في هذا الأمر (الناحية الدفاعية)، لكن النوع الذي يجب أن يكون عليه لاعبو خط الوسط وقلبا الدفاع والظهيران هو المساهمة الهجومية الفعالة. يجب أن يتمتعوا بفنيات جيدة من أجل محاولة إخراج الكرة من الخلف حتى تصل إلى مهاجمينا بأفضل طريقة ممكنة».
أما بالنسبة للكلمة الثانية «الضغط. نحن نهاجم بطريقة محددة جداً: إذا كنا قادرين على شغل مساحات معينة على أرض الملعب، فعندما نفقد الكرة فسنكون في وضع يسمح لنا بالضغط على خصمنا، وهذا ما نفعله. وبالنسبة للطموح فبدونه لن تكون منافساً. ونحن نعني أن نلعب بالطريقة نفسها في كل مباراة بغض النظر عن هوية الخصم. أن نهاجم بأسلوبنا المعتاد بغض النظر عن النتيجة. إذا فزنا 3 - صفر، فلن نجلس ونكتفي بالدفاع. نحن نهاجم وندافع بالطريقة نفسها في كل مباراة».
ومن المؤكد أن مهمة إنريكي في تطبيق فلسفته الهجومية اليوم لن تكون سهلة في «سان سيرو»، لكن بالطبع تأمل إسبانيا في إفساد احتفالات الإيطاليين بالريادة القارية على أرضهم. وسيغيب عن إسبانيا اليوم بسبب الإصابة نجم برشلونة الواعد بيدري الذي كان متألقاً في كأس أوروبا.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.