نصر الله يهاجم العرب.. ويدعو لـ«استعادة مبادرة الحل السياسي» في اليمن

دافع عن أدوار إيران في لبنان وسوريا والعراق وفلسطين

نصر الله يهاجم العرب.. ويدعو لـ«استعادة مبادرة الحل السياسي» في اليمن
TT

نصر الله يهاجم العرب.. ويدعو لـ«استعادة مبادرة الحل السياسي» في اليمن

نصر الله يهاجم العرب.. ويدعو لـ«استعادة مبادرة الحل السياسي» في اليمن

شن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هجومًا على المملكة العربية السعودية، زاعمًا أن السعودية «فقدت السيطرة على اليمن ما دفعها لشن حرب» على الحوثيين، مكررًا إدانة حزب الله لما سماه «العدوان السعودي الأميركي على اليمن»، وداعيًا إلى «وقفه فورًا» و«استعادة مبادرة الحل السياسي، وهو أمر ممكن، وبعد ذلك يمكن ترتيب الأوضاع».
في كلمة متلفزة له بثت مساء أمس، دعا نصر الله «شعوب الدول التي تشارك حكوماتها في العدوان إلى مراجعة ضمائرهم ودينهم»، قائلاً: «من حق الشعب اليمني المظلوم والشريف والشجاع والحكيم أن يدافع وأن يقاوم وهو يفعل ذلك وسيفعل ذلك وسينتصر». وأضاف: «الشعب اليمني سيقاتل دفاعا عن عرضه وأرضه، لكن الفرصة لا تزال قائمة من أجل الحل السياسي بدل أن تكون الدول العربية شريكة في ذبح الشعب اليمني»، داعيًا إلى «مبادرة عربية أو إسلامية»، متوعدًا بالقول: «وإلا الهزيمة والمذلة ستكونان مصير الغزاة».
واستهل نصر الله حديثه عن اليمن، بشن هجوم عنيف على العرب والدفاع عن إيران، معتبرًا أن العرب تخلوا عن لبنان، في عام 1982، عندما احتلت إسرائيل بيروت، مدعيًا أن إيران، إضافة إلى سوريا «ساعدت اللبنانيين ونقلت إليهم التجربة والخبرة والسلاح»، وأن «إيران لا تحتل لبنان ولا تفرض رأيها عليه».
وزعم نصر الله أن العرب «تخلوا عن الشعب الفلسطيني وتركوه لإسرائيل تقتل وتشرد ولأميركا تبحث عن حل سياسي هو سراب»، وقال إن «هذا الشعب استنجد بإيران، ورغم أن إيران مفروض عليها حصار بفضلكم، فقدمت ما تستطيع إلى الشعب الفلسطيني من الموقف السياسي إلى السلاح والأموال». ثم اتهم دول الخليج بتمويل نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين أثناء الحرب الإيرانية – العراقية، كما اتهمها بتشجيع الرئيس الأميركي السابق جورج بوش على احتلال العراق ودعمه، قائلاً: «كنتم جزءًا من هذه العملية على الصعيد اللوجيستي»، وزاعمًا أن دولاً عربية «أدخلت عليه كل جماعات القاعدة والتكفير وتنظيم داعش لإسقاط نظام الأسد وحكومة المالكي».
ومن ثم دافع نصر الله عن تدخل إيران في شؤون الدول العربية، فقال إن «طهران دافعت عن الشعب العراقي في معركة كانت تستأصل وجوده وكيانه». وأردف: «اليوم نرى الاتهامات العربية أن هناك هيمنة إيرانية في العراق، فهذه الهيمنة كلها بسببكم، لأنكم لا تتحملون مسؤولياتكم تجاه الشعب العراقي».



تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
TT

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)
وقفة للجماعة الحوثية في وسط العاصمة صنعاء ضد الضربات الأميركية البريطانية على مواقعها (أ.ب)

أفرجت الجماعة الحوثية عن عدد ممن اختطفتهم، على خلفية احتفالاتهم بعيد الثورة اليمنية في سبتمبر (أيلول) الماضي، لكنها اختطفت خلال الأيام الماضية المئات من سكان معقلها الرئيسي في صعدة، ووجَّهت اتهامات لهم بالتجسس، بالتزامن مع بث اعترافات خلية مزعومة، واختطاف موظف سابق في السفارة الأميركية.

وذكرت مصادر محلية في محافظة صعدة (242 كيلومتراً شمال صنعاء)، أن الجماعة الحوثية تنفِّذ منذ عدة أيام حملة اختطافات واسعة طالت مئات المدنيين من منازلهم أو مقار أعمالهم وأنشطتهم التجارية، وتقتادهم إلى جهات مجهولة، بتهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل، مع إلزام أقاربهم بالصمت، وعدم التحدُّث عن تلك الإجراءات إلى وسائل الإعلام، أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي.

وقدرت المصادر عدد المختطَفين بأكثر من 300 شخص من مديريات مختلفة في المحافظة التي تُعدّ معقل الجماعة، بينهم عشرات النساء، وشملت حملة المداهمات منازل عائلات أقارب وأصدقاء عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني، عثمان مجلي، الذي ينتمي إلى صعدة.

فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

ورجحت المصادر أن اختطاف النساء يأتي بغرض استخدامهن رهائن لابتزاز أقاربهن الذين لم تتمكن الجماعة من الوصول إليهم، أو لإقامتهم خارج مناطق سيطرتها، ولإجبار من اختُطفنَ من أقاربهم على الاعتراف بما يُطلب منهن. وسبق للجماعة الحوثية اتهام حميد مجلي، شقيق عضو مجلس القيادة الرئاسي، أواخر الشهر الماضي، بتنفيذ أنشطة تجسسية ضدها، منذ نحو عقدين لصالح دول عربية وغربية.

إلى ذلك، اختطفت الجماعة الحوثية، الاثنين الماضي، موظفاً سابقاً في سفارة الولايات المتحدة في صنعاء، من منزله دون إبداء الأسباب.

وبحسب مصادر محلية في صنعاء؛ فإن عدداً من العربات العسكرية التابعة للجماعة الحوثية، وعليها عشرات المسلحين، حاصرت مقر إقامة رياض السعيدي، الموظف الأمني السابق لدى السفارة الأميركية في صنعاء، واقتحمت مجموعة كبيرة منهم، بينها عناصر من الشرطة النسائية للجماعة، المعروفة بـ«الزينبيات»، منزله واقتادته إلى جهة غير معلومة.

مسلحون حوثيون يحاصرون منزل موظف أمني في السفارة الأميركية في صنعاء قبل اختطافه (إكس)

وعبث المسلحون و«الزينبيات» بمحتويات منزل السعيدي خلال تفتيش دقيق له، وتعمدوا تحطيم أثاثه ومقتنياته، وتسببوا بالهلع لعائلته وجيرانه.

إفراج عن مختطَفين

أفرجت الجماعة الحوثية عن الشيخ القبلي (أمين راجح)، من أبناء محافظة إب، بعد 4 أشهر من اختطافه، كما أفرجت عن عدد آخر من المختطفين الذين لم توجه لهم أي اتهامات خلال فترة احتجازهم.

وراجح هو أحد قياديي حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اختطفتهم الجماعة الحوثية إلى جانب عدد كبير من الناشطين السياسيين وطلاب وشباب وعمال وموظفين عمومين، خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، على خلفية احتفالهم بثورة «26 سبتمبر» 1962.

مخاوف متزايدة لدى اليمنيين من توسيع حملات الترهيب الحوثية بحجة مواجهة إسرائيل (أ.ب)

ومن بين المفرَج عنهم صاحب محل تجاري أكَّد لـ«الشرق الأوسط» أنه لم يعلم التهمة التي اختُطِف بسببها؛ كونه تعرض للاختطاف في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أي بعد شهرين من حملة الاختطافات التي طالت المحتفلين بذكرى الثورة اليمنية.

وذكر أن الوسطاء الذين سعوا لمحاولة الإفراج عنه لم يعرفوا بدورهم سبب اختطافه؛ حيث كان قادة أجهزة أمن الجماعة يخبرونهم في كل مرة بتهمة غير واضحة أو مبرَّرة، حتى جرى الإفراج عنه بعد إلزامه بكتابة تعهُّد بعدم مزاولة أي أنشطة تخدم أجندة خارجية.

خلية تجسس مزعومة

بثَّت الجماعة الحوثية، عبر وسائل إعلامها، اعترافات لما زعمت أنها خلية تجسسية جديدة، وربطت تلك الخلية المزعومة بما سمته «معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس»، في مواجهة الغرب وإسرائيل.

وطبقاً لأجهزة أمن الجماعة، فإن الخلية المزعومة كانت تسعى لإنشاء بنك أهداف، ورصد ومراقبة المواقع والمنشآت التابعة للقوة الصاروخية، والطيران المسيَّر، وبعض المواقع العسكرية والأمنية، بالإضافة إلى رصد ومراقبة أماكن ومنازل وتحركات بعض القيادات.

خلال الأشهر الماضية زعمت الجماعة الحوثية ضبط عدد كبير من خلايا التجسس (إعلام حوثي)

ودأبت الجماعة، خلال الفترة الماضية، على الإعلان عن ضبط خلايا تجسسية لصالح الغرب وإسرائيل، كما بثَّت اعترافات لموظفين محليين في المنظمات الأممية والدولية والسفارات بممارسة أنشطة تجسسية، وهي الاعترافات التي أثارت التهكُّم، لكون ما أُجبر المختطفون على الاعتراف به يندرج ضمن مهامهم الوظيفية المتعارف عليها ضمن أنشطة المنظمات والسفارات.

وسبق للجماعة أن أطلقت تحذيرات خلال الأيام الماضية للسكان من الحديث أو نشر معلومات عن مواقعها والمنشآت التي تسيطر عليها، وعن منازل ومقار سكن ووجود قادتها.

تأتي هذه الإجراءات في ظل مخاوف الجماعة من استهداف كبار قياداتها على غرار ما جرى لقادة «حزب الله» اللبناني، في سبتمبر (أيلول) الماضي، وفي إطار المواجهة المستمرة بينها وإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا، بعد هجماتها على طرق الملاحة الدولية في البحر الأحمر، والهجمات الصاروخية باتجاه إسرائيل.