إسرائيل تقترح تدريب أئمة مساجدها في الإمارات

الاتفاق على إلغاء تأشيرة الدخول بين البلدين

TT

إسرائيل تقترح تدريب أئمة مساجدها في الإمارات

أعلنت وزيرة الداخلية الإسرائيلية، أييلت شاكيد، التي تقوم بزيارة رسمية إلى الإمارات، أمس الثلاثاء، أن اتفاقا وقع لإلغاء تأشيرة دخول المواطنين السياح بين تل أبيب وأبو ظبي، وأنه سيدخل حيز التنفيذ ابتداء من يوم الأحد القادم.
واستقبل الشيخ خليفة بن طحنون آل نهيان، المدير التنفيذي لمكتب شؤون أسر الشهداء في ديوان ولي عهد أبوظبي في واحة الكرامة، وزيرة الداخلية الإسرائيلية والوفد المرافق. وبحسب وكالة أنباء الإمارات «وام»، قامت وزيرة الداخلية الإسرائيلية بتسجيل كلمة في سجل الزوار. يشار إلى أن واحة الكرامة تعتبر أحد أبرز المعالم الوطنية والحضارية في العاصمة أبوظبي حيث تم تشييدها تخليدا لشهداء الإمارات.
في السياق، كشفت شاكيد أنها اقترحت على وزير الداخلية الإماراتي، الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، أن يتم «تدريب وتعليم الأئمة المسلمين من مواطني إسرائيل (فلسطينيو الـ48) في كليات الشريعة في الإمارات». وقالت خلال زيارتها مسجد الشيخ زايد في العاصمة الإماراتية، إنها ترى أهمية في سياسة الاعتدال الديني والتسامح ومكافحة العنف السائدة في الإمارات، وترغب في تعميمها، حيث يوجد في إسرائيل حوالي 300 إمام ومؤذن في 270 مسجدا، منتشرين في البلدات العربية. واعتبرت شاكيد، «العلاقة بين البلدين مهمة واستراتيجية»، ودعت إلى «ضرورة استمرار العلاقات وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الجانبين وتوطيد العلاقات الثنائية».
وكانت الوزيرة الإسرائيلية، قد وصلت، الاثنين، إلى الإمارات، في أول زيارة رسمية لها إلى أبو ظبي. وتعرّفت خلال الزيارة على مشاريع وطنية حول موضوع المدينة الذكية والرقمنة، ومدينة آمنة للمواطن. وناقشت مع الشيخ سيف اتفاق إلغاء تأشيرات الدخول بين الإمارات وإسرائيل، الذي تم توقيعه في شهر أكتوبر (تشرين الأول) من السنة الماضية، وعددا من المبادرات لتعزيز التعاون بين الدولتين، بما في ذلك المشاريع بين الأديان لصالح تعزيز المجتمعات الدينية في البلدين، وتعزيز الحوار بين الأديان.
من جهة ثانية، عقدت وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية مؤتمرا افتراضيا، أمس الثلاثاء، حول «اتفاقيّة تطبيع العلاقات بين الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والفرص التجارية الجديدة للدولتين». شارك في المؤتمر عدد من المحاضرين الخبراء في المجال، وكذلك الملحق الاقتصادي المكلف ورئيس ملحقيّة مديريّة التجارة الخارجية في وزارة الاقتصاد والصناعة الإسرائيلية في أبو ظبي، أبيعاد تمير، المؤتمن من قبل الوزارة على تقوية العلاقات التجارية والاقتصادية بين إسرائيل والإمارات المتحدة، وتعزيز التصدير وجذب الاستثمارات الأجنبية.
وتم الكشف عن معطيات حول هذه العلاقات، جاء فيها أن الصادرات الإسرائيلية إلى الإمارات بلغت بين يناير (كانون الثاني) ويوليو (تموز) 2021 نحو 197 مليون دولار، مقابل 17 مليون دولار في الفترة المقابلة من العام الماضي. وشمل هذا التصدير بالأساس الماس ولكن أيضًا الآلات والمعدات الكهربائية والإلكترونية ووسائل المواصلات والزيوت. وبحسب المعطيات، تقدر الواردات من الإمارات العربية المتحدة إلى إسرائيل بنحو 300 مليون دولار، مقابل صفر دولار في الفترة نفسها من العام الماضي. ومعظم الواردات هي الماس، والآلات والمعدات الكهربائية والإلكترونية والمجوهرات والمعادن والوقود والزيوت.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.