إيطاليا تواجه إسبانيا غداً في أول اختبار حقيقي منذ تتويجها بكأس أوروبا

ملعب سان سيرو يستضيف الدور نصف النهائي لمسابقة دوري الأمم الأوروبية وسط شكوى من عدم تحديث الملاعب

مانشيني مدرب إيطاليا ظل وفياً لتشكيلته التي توجت بكأس {أوروبا 2020} (إ.ب.أ)
مانشيني مدرب إيطاليا ظل وفياً لتشكيلته التي توجت بكأس {أوروبا 2020} (إ.ب.أ)
TT

إيطاليا تواجه إسبانيا غداً في أول اختبار حقيقي منذ تتويجها بكأس أوروبا

مانشيني مدرب إيطاليا ظل وفياً لتشكيلته التي توجت بكأس {أوروبا 2020} (إ.ب.أ)
مانشيني مدرب إيطاليا ظل وفياً لتشكيلته التي توجت بكأس {أوروبا 2020} (إ.ب.أ)

تواجه إيطاليا أول اختبار حقيقي لها منذ تتويجها بكأس أوروبا 2020 هذا الصيف، عندما يستضيف رجال المدرب روبرتو مانشيني منتخب إسبانيا غدا على ملعب سان سيرو في ميلانو في الدور نصف النهائي لمسابقة دوري الأمم الأوروبية لكرة القدم.
وتستضيف إيطاليا الأدوار النهائية للنسخة الثانية للمسابقة القارية الحديثة بعدما توجت البرتغال بالأولى في بورتو على حساب هولندا (1 - صفر)، حيث تلتقي بلجيكا المصنفة أولى عالميا مع فرنسا بطلة العالم الخميس على ملعب «أليانز ستاديوم» الخاص بنادي يوفنتوس الذي يستضيف مباراة تحديد المركز الثالث الأحد المقبل وهو اليوم ذاته الذي تقام فيه المباراة النهائية على ملعب سان سيرو.
وستكون مواجهة إيطاليا وإسبانيا إعادة للقائهما في نصف نهائي كأس أوروبا الأخيرة عندما تفوق رجال مانشيني بركلات الترجيح عقب انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل 1 - 1.
كانت إيطاليا في أوجها بعدما بدأت صيفاً رياضياً لا يُنسى بفوزها على إنجلترا في المباراة النهائية في عقر دارها ملعب «ويمبلي» في العاصمة لندن. وتمسك مانشيني إلى حد كبير بأبطال «يورو 2020»، فمن بين 26 لاعباً كانوا في عداد تشكيلة المنتخب الإيطالي، ضم في البداية 22 لاعباً منهم، بالإضافة إلى لاعب وسط روما المتألق لورنزو بيليغريني الذي غاب عن البطولة القارية بسبب الإصابة. لكن المدرب الإيطالي أجبر على التخلي عن خدمات مهاجم لاتسيو تشيرو إيموبيلي الذي تعرض لإصابة في الفخذ فاستدعى بدلا منه مهاجم يوفنتوس مويز كين الذي تألق في آخر مباراة لإيطاليا في التصفيات الأوروبية المؤهلة لنهائيات كاس العالم 2022 بتسجيله ثنائية في مرمى ليتوانيا (5 - صفر) الشهر الماضي. كما سيغيب مدافع أتالانتا رافائيل تولوي بسبب الإصابة أيضا، ووجه مانشيني الدعوة إلى مدافع ميلان ديفيدي كالابريا لتعويضه. وتدخل فرنسا الأدوار النهائية لدوري الأم الأوروبية وهي لا تزال تحت صدمة خروجها المخيب من الدور ثمن النهائي لنهائيات كأس أوروبا على يد سويسرا، وعروضها المخيبة في تصفيات كأس العالم الشهر الماضي.
وكان فوزها على فنلندا 2 - صفر في تصفيات كأس العالم هو الأول بعد سلسلة من خمسة تعادلات، وهي نتائج غير متوقعة من منتخب مليء بأفضل اللاعبين في العالم. وسيفتقد مدربها ديدييه ديشامب إلى خدمات نجم وسطه وتشيلسي الإنجليزي نغولو كانتي بسبب إصابته بفيروس «كورونا». وللمرة الثانية توالياً لم تتضمن قائمة المدرب ديشامب اسم مهاجم ميلان الإيطالي أوليفير جيرو الذي فقد حظوظه في حجز مكان أساسي في التشكيلة منذ عودة نجم ريال مدريد الإسباني كريم بنزيمة عقب استبعاده منذ 2015 بسبب قضية ابتزاز بزميله السابق في «الديوك» ماتيو فالبوينا. وغاب جيرو الذي تفصله خمسة أهداف فقط عن معادلة الرقم القياسي في عدد الأهداف الدولية الفرنسية المسجل باسم تييري هنري (51)، عن صفوف فريقه ميلان في الآونة الأخيرة بسبب مشكلة في الظهر وإصابته بفيروس «كورونا».
وقال ديشامب بعد إعلان تشكيلته: «ما حدث في كأس أوروبا، أصبح وراءنا الآن».
وتأمل إسبانيا في إفساد احتفالات الإيطاليين بالريادة القارية على أرضهم، خصوصاً بعد مخالفتها للتوقعات في كأس أوروبا وبلوغها دور الأربعة حيث كانت الطرف الأفضل أغلب فترات المباراة قبل أن تسقط في فخ ركلات الترجيح أمام الطليان وتودع البطولة. وسيغيب عن إسبانيا نجم برشلونة الواعد بيدري الذي كان متألقا في كأس أوروبا، عن مباراة نصف النهائي بسبب الإصابة.
وحتى صباح الأحد، تم بيع 31 ألف تذكرة للمباراة الأولى في ميلانو، وتم شراء 13 ألف تذكرة لنهائي الأحد على الأرض نفسها. وسيكون كل من ملعب سان سيرو واستاد أليانز نصف ممتلئين على الأكثر في الأدوار النهائية، حيث يسمح قانون «كوفيد - 19» الحالي في إيطاليا بفتح ملاعب كرة القدم بنسبة 50 في المائة فقط للمساعدة في الحماية من انتشار الفيروس.
كانت هناك آمال في رفع الحد إلى نسبة 75 في المائة قبل مباريات هذا الأسبوع حيث ظلت أعداد الحالات تحت السيطرة إلى حد كبير منذ الربيع وتم تطعيم ما يقرب من 80 في المائة من سكان إيطاليا الذين تزيد أعمارهم عن 12 عاماً.
لكن رئيس الاتحاد الإيطالي للعبة غابريال غرافينا قال الخميس إن ذلك كان سيكون مستحيلا حتى مع تغيير القواعد في بداية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي. وأضاف غرافينا: «لسنا مستعدين بغض النظر عن أي قرارات (من الحكومة)، أتمنى لو علمنا بهذا قبل شهر، لذا كان من الممكن أن تكون اتصالاتنا أكثر وضوحاً... لقد قلت سابقاً إننا لا نستطيع تجاوز سعة 50 في المائة في دوري الأمم الأوروبية».
ورغم الطفرة التي حققها المنتخب الإيطالي على مستوى النتائج والعروض، فإن ذلك لا يرقى لحالة الملاعب السيئة في بلد بطل أوروبا. من ميلانو إلى روما، مرورا بفلورنسا، ما زالت عملية تحديث الملاعب متأخرة، والمشاريع القديمة لتطوير سان سيرو أو الملعب الأولمبي أو أرتيميو فرنكي العريق لم تظهر بعد.
ملعب سان سيرو الذي افتتح في عام 1926 الذي سيكون مسرحا لمباراة الدور نصف النهائي غدا بين إيطاليا وإسبانيا، ثم المباراة النهائية الأحد المقبل، ما زال على حاله القديم ويبدو أنه سيبقى صامدا لسنوات عدة. ومشروع الملعب الجديد الذي سيقع بالقرب من الملعب الحالي، لا يزال محل نقاش، كما اتضح من الحملة الأخيرة للانتخابات البلدية في ميلانو. وفي فلورنسا، تم كبح جماح طموحات رئيس فيورنتينا روكو كوميسو من قبل السلطات الإيطالية في الوقت الحالي، معارضة تدمير استاد فرنكي الذي يمثل رمزاً لهندسته المعمارية العقلانية للسنوات 1920 - 1930. وفي روما، تم التخلي عن مشروع الملعب الجديد بقيادة الرئيس السابق لروما الأميركي جيمس بالوتا، لكن المالك الجديد لنادي العاصمة مواطنه دان فريدكين يبحث بدوره عن موقع لبناء الملعب الجديد.
وفي حين أن متوسط عمر ملاعب دوري الدرجة الأولى الإيطالي يزيد على 50 عاماً وتعود آخر موجة كبيرة من التجديدات إلى نهائيات كأس العالم 1990 لا يخفي الاتحاد الإيطالي قلقه بشأن هذا «التأخير» في تحديث الملاعب، بينما قامت دول أوروبا خلال السنوات العشرين الأخيرة ببناء 153 ملعباً جديداً، باستثمارات بلغت 19.8 مليار يورو.
وأعرب الاتحاد الإيطالي عن أسفه كون بلاده تمثل «بالكاد 1 في المائة من الاستثمارات»، بعيداً عن تركيا وملاعبها الـ28 الذي تم تشييدها أو تجديدها، بولندا (23) أو روسيا (16) أو إنجلترا (12)، معتبرة أنه بات «من الضروري بشكل متزايد إطلاق برنامج استثماري لبناء جيل جديد» من الملاعب.
في الموسم السابق لانتشار فيروس «كوفيد - 19» (2018 - 2019)، بلغت إيرادات التذاكر حوالي 300 مليون يورو في الدوري الإيطالي، مقارنة بـ760 مليون يورو في الدوري الإنجليزي الممتاز، و540 مليون يورو في الدوري الألماني، و520 مليون يورو في الدوري الإسباني. وحدها فرنسا كسبت مداخيل أقل (200 مليون).
هذا الفارق، وفقاً للمحللين، يفسر حقيقة الملاعب المستهلكة وأن أغلب الأندية ليست مالكة للملاعب.
وهناك أربعة أندية فقط تملك ملاعبها بإيطاليا هي يوفنتوس وأتالانتا وأودينيزي وساسولو، بينما تمتلك غالبية الأندية ملاعبها في إنجلترا وألمانيا.



«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
TT

«مخاوف أمنية» تهدد بنقل المباريات الآسيوية إلى خارج إيران

ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)
ملعب الاستقلال في طهران سيستضيف مباراة النصر المقررة 22 اكتوبر المقبل (الشرق الأوسط)

كشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط»، الأربعاء، عن فتح الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ملفاً طارئاً لمتابعة الوضع الحالي المتعلق بالمباريات التي ستقام في إيران في الفترة المقبلة، وذلك بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها المنطقة.

ويتابع الاتحاد الآسيوي، الأمر من كثب لتحديد مصير المباريات الآسيوية سواء المتعلقة بالمنتخب الإيراني أو الأندية المحلية في بطولات آسيا المختلفة.

ومن المتوقع أن يصدر الاتحاد الآسيوي بياناً رسمياً خلال الأيام القليلة المقبلة بشأن هذا الموضوع، لتوضيح الوضع الراهن والموقف النهائي من إقامة المباريات في إيران.

وحاولت «الشرق الأوسط» الاتصال بالاتحاد الآسيوي للرد على السيناريوهات المتوقعة لكنه لم يرد.

وفي هذا السياق، يترقب نادي النصر السعودي موقف الاتحاد الآسيوي بشأن مصير مباراته مع فريق استقلال طهران الإيراني، التي من المقرر إقامتها في إيران ضمن منافسات الجولة الثالثة من دور المجموعات في دوري أبطال آسيا النخبة.

ومن المقرر أن تقام مباراة النصر الثالثة أمام نادي الاستقلال في معقله بالعاصمة الإيرانية طهران في الثاني والعشرين من الشهر الحالي فيما سيستضيف باختاكور الأوزبكي في 25 من الشهر المقبل.

ومن حسن حظ ناديي الهلال والأهلي أن مباراتيهما أمام الاستقلال الإيراني ستكونان في الرياض وجدة يومي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) و2 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين كما سيواجه الغرافة القطري مأزقاً أيضاً حينما يواجه بيرسبوليس الإيراني في طهران يوم 4 نوفمبر المقبل كما سيستضيف النصر السعودي يوم 17 فبراير (شباط) من العام المقبل في طهران.

وتبدو مباراة إيران وقطر ضمن تصفيات الجولة الثالثة من تصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2026 المقررة في طهران مهددة بالنقل في حال قرر الاتحاد الدولي لكرة القدم باعتباره المسؤول عن التصفيات نقلها لمخاوف أمنية بسبب هجمات الصواريخ المضادة بين إسرائيل وإيران وسيلتقي المنتخبان الإيراني والقطري في منتصف الشهر الحالي.

ويدور الجدل حول إمكانية إقامة المباراة في إيران أو نقلها إلى أرض محايدة، وذلك بناءً على المستجدات الأمنية والرياضية التي تتابعها لجنة الطوارئ في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.

في الوقت ذاته، علمت مصادر «الشرق الأوسط» أن الطاقم التحكيمي المكلف بإدارة مباراة تركتور سازي تبريز الإيراني ونظيره موهون بوغان الهندي، التي كان من المفترض أن تقام أمس (الأربعاء)، ضمن مباريات دوري آسيا 2 لا يزال عالقاً في إيران بسبب توقف حركة الطيران في البلاد.

الاتحاد الآسيوي يراقب الأوضاع في المنطقة (الاتحاد الآسيوي)

الاتحاد الآسيوي يعمل بجهد لإخراج الطاقم التحكيمي من الأراضي الإيرانية بعد تعثر محاولات السفر بسبب الوضع الأمني.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم قد ذكر، الثلاثاء، أن فريق موهون باجان سوبر جاينت الهندي لن يسافر إلى إيران لخوض مباراته أمام تراكتور في دوري أبطال آسيا 2 لكرة القدم، بسبب مخاوف أمنية في المنطقة.

وكان من المقرر أن يلتقي الفريق الهندي مع تراكتور الإيراني في استاد ياديجار إمام في تبريز ضمن المجموعة الأولى أمس (الأربعاء).

وقال الاتحاد الآسيوي عبر موقعه الرسمي: «ستتم إحالة الأمر إلى اللجان المختصة في الاتحاد الآسيوي لكرة القدم؛ حيث سيتم الإعلان عن تحديثات إضافية حول هذا الأمر في الوقت المناسب».

وذكرت وسائل إعلام هندية أن الفريق قد يواجه غرامة مالية وربما المنع من المشاركة في دوري أبطال آسيا 2. وذكرت تقارير أن اللاعبين والمدربين أبدوا مخاوفهم بشأن الجوانب الأمنية.

وأطلقت إيران وابلاً من الصواريخ الباليستية على إسرائيل، الثلاثاء، ثأراً من حملة إسرائيل على جماعة «حزب الله» المتحالفة مع طهران، وتوعدت إسرائيل بالرد على الهجوم الصاروخي خلال الأيام المقبلة.

وكان الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، قد أعلن في سبتمبر (أيلول) 2023 الماضي، أن جميع المباريات بين المنتخبات الوطنية والأندية التابعة للاتحادين السعودي والإيراني لكرة القدم، ستقام على أساس نظام الذهاب والإياب بدلاً من نظام الملاعب المحايدة الذي بدأ عام 2016 واستمر حتى النسخة الماضية من دوري أبطال آسيا.