عباس يدعو وزراء الحكومة الإسرائيلية لزيارته في رام الله

حمّل أعضاء حزب «ميرتس» رسالة سلام

لقاء الرئيس عباس بوفد حزب «ميرتس» في رام الله مساء الأحد (وفا)
لقاء الرئيس عباس بوفد حزب «ميرتس» في رام الله مساء الأحد (وفا)
TT

عباس يدعو وزراء الحكومة الإسرائيلية لزيارته في رام الله

لقاء الرئيس عباس بوفد حزب «ميرتس» في رام الله مساء الأحد (وفا)
لقاء الرئيس عباس بوفد حزب «ميرتس» في رام الله مساء الأحد (وفا)

قال وزراء حزب «ميرتس» اليساري، بعد عودتهم من رام الله، إن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، حملهم رسالة سلام إلى الشعب الإسرائيلي، ودعوة إلى جميع وزراء حكومة نفتالي بنيت لزيارته.
وعندما سأل أحدهم عباس مازحاً: «وهل تدعو إييلت شاكيد أيضاً؟»، أجاب على الفور: «لا أستبعد أحداً». وسارعت شاكيد، وزيرة الداخلية المعروفة بتطرفها ومحاربتها حل الدولتين والمفاوضات مع القيادة الفلسطينية، وأصدرت بياناً ترفض فيه لقاءه. وقال أحد الذين حضروا اللقاء إن أبو مازن قال لمن مازحه: «أخبر إييلت شاكيد بأنني أريد مقابلتها؛ لماذا تخشى التحدث معي؟ أي ثقافة هذه؟ تعالَ وقل ما تريد وسأستمع إليك. أعرف أن لديها آراء صعبة للغاية، ولكن حتى لو اتفقنا على واحد في المائة فسيكون ذلك بمثابة تقدم».
وقد حرص ذلك الوزير على إبلاغ شاكيد بالرسالة، فكتبت ردها على «تويتر»: «لن يحدث. أنا لا ألتقي بمن يطالب بإرسال جنودنا إلى محكمة لاهاي لجرائم الحرب، ولا ألتقي بمن أنكر الهولوكوست، ويدفع المال لقتلة اليهود».
وكان وفد عن حزب «ميرتس» اليساري، ضم رئيس الحزب وزير الصحة نتسان هوروفتش، ووزير التعاون الإقليمي عيساوي فريج، ورئيسة كتلته البرلمانية ميخال روزين، قد التقوا ليلة الأحد - الاثنين مع عباس في مقر الرئاسة في المقاطعة برام الله، بحضور وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ورئيس المخابرات ماجد فرج، وقاضي القضاة كبير مستشاري الرئيس محمود الهباش. وعد عباس هذه اللقاءات «فرصة للحفاظ على الأمل. نحن -وسائر الشعبين- إذا فقدنا الأمل، فإننا سنفقد المستقبل».
الوزير هوروفتش قال من جهته إنه جاء للقاء عباس لأنه يرى أن من واجبه «وواجبنا جميعاً، تعزيز العمل المشترك»، وأضاف: «وصلنا اليوم لإعادة بناء قناة مباشرة دائمة أنشأناها لإعطاء دفعة للتعاون بيننا حول المستقبل السلمي الحتمي».
وأشار إلى أن لدى حزب «ميرتس» مهمة داخل الحكومة، هي «إبقاء حل الدولتين حياً» وعدم تركه يختفي، وعدم السماح بتخريب فرصة الوصول إليه في المستقبل لأنه لا يوجد حل آخر، مشدداً على أنه «لا مجال لاتخاذ إجراءات أحادية الجانب، ولا مستوطنات جديدة، ولا بؤر استيطانية».
وأكد الوزير العربي عيساوي فريج: «نحن هنا لتعزيز حل الدولتين، لنقول إنك شريكنا، وإن المستقبل مهم، لكن يجب علينا أولاً أن نعمل على تحسين الحاضر، ومن أجل ذلك نحتاج إلى تعاون بين الوزارات والحكومات».
ومن جانبها، قالت عضو الكنيست ميخال روزين: «لقد جئنا إلى هنا علانية، ولم نختبئ، بل على العكس جئنا بفخر. سنفعل كل ما هو ضروري لدفع حل الدولتين قدماً من أجل بناء الأسس العملية للسلام».
وشكر أبو مازن الوفد، مؤكداً أنه يرى زيارتهم مهمة للغاية، وشكر بوجه خاص وزير الصحة على مساعدته في قضية «كورونا»، وأضاف: «نحن نعيش معاً. عندما يتحرر الفلسطينيون من (كورونا)، سيكون الإسرائيليون أحراراً، والعكس صحيح. أدعو كل وزراء الحكومة الجدد للحضور إلى هنا؛ لا داعي للموافقة على ما سأقوله، نحن بحاجة إلى الحديث».
وأوضح مصدر فلسطيني أن عباس أكد خلال اللقاء أهمية إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتحقيق السلام العادل الشامل وفق قرارات الشرعية الدولية، وشدد على «وجوب وقف الاستيطان، والاجتياحات العسكرية العدوانية، وهدم البيوت، وترحيل المواطنين من القدس المحتلة، وضرورة استرجاع جثامين الشهداء التي تحتجزها سلطات الاحتلال الإسرائيلي». وأشار إلى «سياسة تصعيد الإجراءات ضد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال»، محذراً من تبعاتها الخطيرة.
هذا وقد لوحظ أن زيارة وفد «ميرتس» إلى رام الله أثارت احتجاجات واسعة في اليمين الإسرائيلي، أكان على صعيد المعارضة أو حتى داخل الائتلاف الحكومي، إذ انتقدها عدد من نواب حزب «يمينا» الذي يرأسه نفتالي بنيت وإييلت شاكيد، وعدوها طعنة في ظهر الحكومة وتهديداً لاستقرارها. وعدها رئيس الحكومة السابق بنيامين نتنياهو «تعبيراً عن حقيقة الحكومة اليسارية التي تمهد لشيء ما في المستقبل». وقال الليكود إن وزير الصحة الإسرائيلي يهمل موضوع مكافحة «كورونا»، ويذهب إلى رام الله ليتناول العشاء مع أبو مازن.



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.