فرقة كوماندوس إسرائيلية بحثت في «دولة معادية» عن رفات أراد

صورة نشرتها «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» الشهر الماضي عن نبش مقبرة الشهداء القديمة في مخيم اليرموك بدمشق
صورة نشرتها «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» الشهر الماضي عن نبش مقبرة الشهداء القديمة في مخيم اليرموك بدمشق
TT

فرقة كوماندوس إسرائيلية بحثت في «دولة معادية» عن رفات أراد

صورة نشرتها «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» الشهر الماضي عن نبش مقبرة الشهداء القديمة في مخيم اليرموك بدمشق
صورة نشرتها «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا» الشهر الماضي عن نبش مقبرة الشهداء القديمة في مخيم اليرموك بدمشق

كشف رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بنيت، الاثنين، أن فرقة كوماندوس من «الموساد» (جهاز المخابرات الخارجية)، والجيش والمخابرات العامة، نفذت عملية ذات خطورة بالغة، في إحدى الدول المعادية في الشرق الأوسط، الشهر الماضي، بغرض الوصول إلى معلومات جديدة حول مصير مساعد الطيار الإسرائيلي رون أراد، الذي أسقطت طائرته في لبنان، عام 1986، وفُقدت آثاره في شهر مايو (أيار) العام 1988. والتقديرات في إسرائيل أنه قتل ونقل الى سوريا أو إيران. ووصف بنيت هذه العملية بـ«البطولية»، كونها انطوت على مخاطرة كبيرة وتعقيدات شديدة ونفذها رجال ونساء الموساد بشجاعة. وقال إنه صادق عليها من باب الحرص على إعادة من يرسلهم الجيش إلى مهمات وطنية. ولكنه لم يوضح كيف كانت نتائجها، وإن كانت حققت أهدافها في العثور على رفات أراد أو معرفة مصير آخر له، وفك رموز اختفائه كل هذه المدة. وقال إن «هذا كل ما يمكن قوله الآن». وأضاف أنه اجتمع مع ذوي الطيار أراد وأطلعهم على تفاصيل العملية، وأن حكومته «ستواصل العمل لإعادة جميع أبنائنا إلى البيت، أينما كانوا».
وحسب مصادر أمنية في تل أبيب، فإن العملية التي تحدث عنها بنيت لم تفك الرموز ولم تأت بالخبر اليقين، ولكنها أشارت إلى احتمال التقدم إلى الأمام في المعلومات عن أراد. وحسب نواب المعارضة فإن شيئا جديدا لم يحصل. وقال النائب عن الليكود، آفي ديختر، الرئيس الأسبق للشاباك (جهاز المخابرات)، إن «بنيت استغل عملية لا يعرف ما هي نتيجتها لكي يستعرض عضلاته ويظهر حكومته قوية. ولكن ما رواه كان تافها من حيث الأهمية الإخبارية. ولا أفهم ما الحكمة من إشراك العالم في قصة ليس لها طعم ولا لون». وقالت «القناة 12» للتلفزيون الإسرائيلي، مساء أمس، إن الاعتقاد السائد أن معلومات تراكمت لدى إسرائيل حول مكان رون أراد وكان يجب فحصه وهذا ما حصل في العملية. لكن النتيجة لم تنطو على جلب معلومات جديدة.
يذكر أن «مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا»، كانت قد ذكرت في بيان نشرته عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، في 12 سبتمبر (أيلول) الماضي، أن قوات أمن روسيّة نبشت مقبرة الشهداء القديمة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سوريا، مرة أخرى. ونوّهت المجموعة إلى أنّ مصادر إعلامية أميركية، كانت قد كشفت في وقت سابق، أن القوات الروسية نقلت رفات أكثر من عشرة أشخاص من مخيم اليرموك إلى مخبر طب شرعي في إسرائيل، للتأكد من هويتها، ونقلت عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، قوله، إن «الجثث التي لم يتم التعرف عليها من المحتمل أنها تعود لفلسطينيين، وسيتم دفنها في مقبرة ضمن قبور مجهولة وفي موقع لن يتم الكشف عنه».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.