«المستقبل» يستعد للانتخابات بشعار «الخروج من جهنم عون وحزب الله»

TT

«المستقبل» يستعد للانتخابات بشعار «الخروج من جهنم عون وحزب الله»

منذ قرر رئيس تيار «المستقبل» الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري الاعتذار عن عدم تشكيل الحكومة، ثم دعمه تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، تتابع قيادة التيار عن كثب المتغيرات على الساحتين الداخلية كما الإقليمية - الدولية.
وتتحدث مصادر قيادية في «المستقبل» عن أولويتين في المرحلة الراهنة، مواكبة عمل حكومة ميقاتي وبرنامج الإصلاحات التي ستقوم بها لوقف الانهيار والتفاوض مع صندوق النقد الدولي، والتحضير للانتخابات النيابية المقبلة كي تجري في موعدها المحدد، إذ لا تبدو مطمئنة تماماً لنوايا بعض القوى السياسية، مؤكدة أن كتلة «المستقبل» ستقدم استقالتها من المجلس النيابي، في حال حاولت بعض الأطراف التي تخشى أن تدفع ثمن فشل العهد، العمل على تأجيل الانتخابات.
وتسخر المصادر مما يتم تداوله عن أن الحريري ممتعض من قدرة ميقاتي على تشكيل الحكومة بعد فشله بهذه المهمة وتعويله على فشل الحكومة الحالية، مؤكدة دعم «المستقبل» لميقاتي على رأس الحكومة، قائلة: «نحن ندرك حجم المسؤولية الكبيرة والصعوبات التي يواجهها مع عهد ميشال عون والعقلية التي تحاول الاستئثار وتغيير الدستور بالممارسة، ولا نقول إلا «كان الله بعون الميقاتي».
أما عن توقيت عودة الحريري إلى لبنان، فتشدد المصادر على أنه ملكه، لافتة إلى أنه «سيعود في التوقيت الذي يراه مناسباً، علماً بأنه يشرف لحظة بلحظة على تحضيرات التيار للانتخابات، باعتبار هذه الانتخابات محطة مفصلية يجب إعداد العدة لها، واستخلاص دروس وعبر من الانتخابات السابقة، وعدم تكرار الأخطاء التي وقع فيها «تيار المستقبل» في التحالفات وفي إدارة العملية الانتخابية، آخذين في الاعتبار متغيرات ما بعد انتفاضة 17 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 وخروج الأكثرية الصامتة عن صمتها». وتضيف «كل الأمور مرهونة بمواقيتها، وعنوان الحملة الانتخابية يخضع للدراسة، وأساسها سيكون الخروج من «جهنم» التي أوصلنا إليها عهد ميشال عون وحليفه «حزب الله»، وأيضاً سيكون أساسها جمهورنا الذي اعتاد أن يكون حاضراً في المحطات المفصلية، رغم ما نلمسه من عتب وملاحظات على الأداء من قبلهم، الأمر الذي سيكون أولوية في العمل معهم والتواصل معهم ومعالجة ملاحظاتهم. جمهورنا يدرك جيداً حجم المواجهة التي خاضها الرئيس الحريري مع هذا العهد، وراضٍ عن عدم تسليم الرئيس الحريري لهذا العهد بما يريد في تشكيل الحكومة إبان تكليفه، وسيعبر عن هذا الأمر في صندوق الاقتراع».
وكما معظم الأحزاب والقوى السياسية، لا يبدو «المستقبل» مهتماً كثيراً بتحالفات انتخابية باعتبار أن قانون الانتخاب الحالي لا يشجع على إنجاز هذه التحالفات. وفي هذا الإطار تقول المصادر: «ستكون هناك مقاربة مختلفة للتحالفات في هذه الانتخابات، وسنخوضها بحسب مصلحتنا، وعلى القطعة، ولكن الأكيد أن لا تحالف مع «التيار الوطني الحر» بتاتاً، وكذلك مع «حزب الله»، أما بالنسبة لـ«القوات» فالأمور رهن التطورات، ومن بعدها لكل حادث حديث».
ويؤكد منسق عام الانتخابات في تيار «المستقبل» فادي سعد جهوزية التيار التامة للاستحقاق النيابي سواء تقرر إجراء الانتخابات في شهر مارس (آذار) المقبل أو في مايو (أيار)، مشيراً إلى إنجاز كل الاستعدادات اللوجيستية ووضع الماكينة الانتخابية في حالة تأهب لإطلاق عملها في أي وقت. ويكشف سعد أن موضوع اختيار عنوان للحملة الانتخابية قيد النقاش منذ فترة مع رئيس «التيار»، لافتاً في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن المرحلة الحالية مختلفة عن باقي المراحل وتتطلب حنكة وهدوءاً في مقاربة الملف الانتخابي وتحديد الشعارات والعناوين التي ستخاض على أساسها الانتخابات»، مضيفاً «نحن سنخوض الانتخابات في كل لبنان وسيكون لنا مرشحون في كل الدوائر التي كان لنا فيها مرشحون عام 2018». ويؤكد سعد أن الحريري سيعود قريباً إلى لبنان ليقود شخصياً التحضير للانتخابات إلى جانب فريق عمله، موضحاً أنه «بما يتعلق بالمرشحين فالموضوع محط دراسة ففيما نتفهم أن هناك من يطالبنا بالتغيير إلا أننا بالوقت عينه لا يمكن أن نتخلى عن نواب كانوا على مستوى المسؤولية».
ويشير سعد إلى أن «المستقبل» يؤكد على حق المغتربين بالتصويت لـ128 نائباً وليس لـ6 نواب فقط.



هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
TT

هوكستين: القوات الإسرائيلية ستنسحب قبل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب

المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)
المبعوث الأميركي آموس هوكستين متحدثاً إلى الصحافة خلال زيارته لبيروت الأسبوع الماضي (أ.ف.ب)

أكد المبعوث الأميركي، آموس هوكستين، الأربعاء، أن القوات الإسرائيلية ستنسحب من المناطق الجنوبية قبل انتشار الجيش اللبناني، وذلك غداة إعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله».

وأضاف هوكستين في تصريحات تلفزيونية لوسائل إعلام لبنانية: «(حزب الله) انتهك القرار 1701 لأكثر من عقدين وإذا انتهك القرارات مجدداً سنضع الآليات اللازمة لذلك».

وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس، وقفاً لإطلاق النار بين إسرائيل و«حزب الله» دخل حيّز التنفيذ في الرابعة صباحاً بالتوقيت المحلّي.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن الاتفاق سيسمح لبلاده التي ستحتفظ «بحرية التحرّك» في لبنان، وفق قوله، بـ«التركيز على التهديد الإيراني»، وبـ«عزل» حركة «حماس» في قطاع غزة.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن اتفاق وقف النار في لبنان يجب أن «يفتح الطريق أمام وقف للنار طال انتظاره» في غزة.

وأعلن الجيش اللبناني، اليوم، أنه بدأ نقل وحدات عسكرية إلى قطاع جنوب الليطاني، ليباشر تعزيز انتشاره في القطاع، بالتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، وذلك بعد اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، الذي بدأ سريانه منذ ساعات.

وقال الجيش في بيان إن ذلك يأتي «استناداً إلى التزام الحكومة اللبنانية بتنفيذ القرار (1701) الصادر عن مجلس الأمن بمندرجاته كافة، والالتزامات ذات الصلة، لا سيما ما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وأضاف أن الوحدات العسكرية المعنية «تجري عملية انتقال من عدة مناطق إلى قطاع جنوب الليطاني؛ حيث ستتمركز في المواقع المحددة لها».

وكان رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي قد أعلن في وقت سابق أن لبنان سيعزز انتشار الجيش في الجنوب في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقال ميقاتي بعد جلسة حكومية إن مجلس الوزراء أكّد الالتزام بقراره «رقم واحد، تاريخ 11/10/2014، في شقه المتعلق بالتزام الحكومة اللبنانية تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701... بمندرجاته كافة لا سيما فيما يتعلق بتعزيز انتشار الجيش والقوى الأمنية كافة في منطقة جنوب الليطاني».

وطالب في الوقت نفسه «بالتزام العدو الإسرائيلي بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي احتلها، تنفيذا للقرار 1701 كاملا».

وأرسى القرار 1701 وقفا للأعمال الحربية بين إسرائيل و«حزب الله» بعد حرب مدمّرة خاضاها في صيف 2006.

وينصّ القرار كذلك على انسحاب إسرائيل الكامل من لبنان، وتعزيز انتشار قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان (يونيفيل) وحصر الوجود العسكري في المنطقة الحدودية بالجيش اللبناني والقوة الدولية.وأعرب ميقاتي في الوقت نفسه عن أمله بأن تكون الهدنة «صفحة جديدة في لبنان... تؤدي إلى انتخاب رئيس جمهورية» بعد عامين من شغور المنصب في ظلّ الخلافات السياسية الحادة بين «حزب الله» حليف إيران، وخصومه السياسيين.

من جهته، دعا رئيس البرلمان اللبناني وزعيم حركة أمل نبيه بري النازحين جراء الحرب بين إسرائيل و«حزب الله»، للعودة إلى مناطقهم مع بدء سريان وقف إطلاق النار. وقال في كلمة متلفزة «أدعوكم للعودة إلى مسقط رؤوسكم الشامخة... عودوا إلى أرضكم التي لا يمكن أن تزداد شموخاً ومنعة إلا بحضوركم وعودتكم إليها».ودعا كذلك إلى «الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية» بعد عامين من شغور المنصب.

ومن المنتظر أن تتولى الولايات المتحدة وفرنسا فضلاً عن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وقال هوكستين إن بلاده ستدعم الجيش اللبناني الذي سينتشر في المنطقة. وأكد: «سندعم الجيش اللبناني بشكل أوسع، والولايات المتحدة هي الداعم الأكبر له، وسنعمل مع المجتمع الدولي جنبا إلى جنب».