مشروع صيني ـ روسي لإنتاج طائرة عريضة الهيكل

تتسع لـ280 راكبًا

مشروع صيني ـ روسي لإنتاج طائرة عريضة الهيكل
TT

مشروع صيني ـ روسي لإنتاج طائرة عريضة الهيكل

مشروع صيني ـ روسي لإنتاج طائرة عريضة الهيكل

شرعت كل من شركة «يونايتد إيركرفت كورب (يو إيه سي) الروسية، وشركة «كوماك» الصينية بوضع التصاميم الأولية لمشروعهما المشترك لإنتاج طائرة ركاب عريضة الهيكل تستوعب ما بين 250 و280 مقعدا، يتوقع دخولها الخدمة الفعلية في عام 2025. ومن المقرر إنجاز هذه المرحلة الأولى في يوليو (تموز) المقبل، كما ذكر رئيس الشركة الروسية يوري سلايوسار، فيما يتوقع وزير التجارة الروسي دينيس مانتيروف البدء في تطوير التصميم الكامل في العام المقبل، وفقا لوكالة «إنترفاكس - أي في إن» للأخبار.
وفيما يتعلق بالمرحلة التالية من التصميم، يبدو أن مانتيروف يشير إلى تصميم مفصل، مما يعني برنامجا لمدة 9 سنوات لإجراء تطوير كامل، الذي سينطلق العام المقبل. والدخول إلى الخدمة في عام 2025 سيكون في نهاية فترة تحقيق الهدف الذي وضع سابقا في حدود عام 2023 - 2025. وكان قد سمح لكل من روسيا والصين فترة 8 سنوات لتطوير طائرات ركاب من ذوات الهيكل الضيق، وهما «إم إس - 21» و«سي919» على التوالي. ومن المتوقع أن يثمر المشروع خلال 10 سنوات.
وكان سلايوسار قد أعلن أن الطائرة هذه ستقوم برحلتها الأولى بين العامين 2012 و2022. وتقدر تكلفة التطوير حاليا، كما يقول، بنحو 13 مليار دولار أميركي. وكانت الشركتان الروسية والصينية هاتان الممتلكتان من قبل حكومتي بلديهما، قد وقعتا على مذكرة للتعاون لإنجاز هذا المشروع في مايو (أيار) 2014، كما أن دراسة الجدوى الاقتصادية كانت قد أنجزت في خريف 2014 بنتائج إيجابية وفقا لمصادر الشركة الروسية.
وتحرص الصناعة الروسية على العمل مع الصينيين، لأن بكين يمكنها المساعدة في تمويل البرنامج. ومشروع هذه الطائرة العريضة الهيكل لاقى ترحيبا واسعا من قبل الحكومة الروسية التي تعاني من مشكلات تمويلية، بينما شركة «كوماك» الصينية هي أقل تحمسا للمشروع، كما يقول المسؤولون الصناعيون الصينيون، لأن من المحتمل أن الصناعة الصينية تلقى دعما حكوميا في مشاريعها المستقلة لتطوير طائرات عريضة البدن، فقد جرى التخطيط سلفا لواحدة منها منذ سنوات، تحت اسم «سي929».
ومن المتوقع أن تقوم الشركة الروسية «يو إيه سي» بتطوير وتشييد جناح الطائرة وزعنفتها المصنوعين من المواد الصناعية المركبة، بينما تقوم «كوماك» بتشييد الهيكل. ورغم أن الجزء الصعب والمعقد من التصميم هو من مهمة روسيا، غير أن رئيس الشركة الروسية أعلن أن ليست كل التقنيات مصدرها شركته، بل للجانب الصيني الذي يشكل سوقا ومستثمرا كبيرين، يقوم بتأمين الكثير من الخبرات على صعيد التقنيات لإتمام هذا المشروع.



طريقة علمية مصرية لتحسين مكافحة الآفات الزراعية بـ«المبيدات النانوية»

القطن من المحاصيل الاستراتيجية المهمة في مصر (رويترز)
القطن من المحاصيل الاستراتيجية المهمة في مصر (رويترز)
TT

طريقة علمية مصرية لتحسين مكافحة الآفات الزراعية بـ«المبيدات النانوية»

القطن من المحاصيل الاستراتيجية المهمة في مصر (رويترز)
القطن من المحاصيل الاستراتيجية المهمة في مصر (رويترز)

يُعدّ القطاع الزراعي من الركائز الأساسية للاقتصاد المصري؛ إذ يُسهم بنحو 14 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي. ويُعد القطن من المحاصيل الاستراتيجية المهمة، ليس بوصفه مصدراً رئيساً للألياف فحسب، بل أيضاً في إنتاج الزيت وتغذية الحيوانات؛ مما يعزّز أهميته الاقتصادية من خلال توفير فرص العمل وزيادة الإيرادات من النقد الأجنبي. ومع ذلك تواجه زراعة القطن تحديات كبيرة نتيجة للآفات الحشرية، وعلى رأسها دودة ورق القطن المصرية التي تُلحق أضراراً جسيمة بهذا المحصول الحيوي. وتعتمد برامج المكافحة الحالية بشكل كبير على المبيدات التقليدية، التي تترك آثاراً بيئية ضارة، وتؤثر سلباً في الكائنات غير المستهدفة وفي مقدمتها البشر، وتُسهم في تطوير مقاومة الآفات.

مبيدات نانوية

لذا تبرز الحاجة إلى تطوير مبيدات آمنة بيئياً وقابلة للتحلل الحيوي. وتتركز الأبحاث الحديثة على تطوير المبيدات النانوية بصفتها بديلاً واعداً؛ إذ توفّر تقنية النانو إمكانات واسعة لتعزيز استقرار المبيدات وفاعليتها، وتوفير نظام تحرير بطيء للمركبات النشطة، ما يُسهم في مكافحة الآفات بشكل فعال ويحد من التلوث البيئي.

ويُعد «الكيتوزان النانوي»، المستخلص من قشور الكائنات البحرية؛ مثل: الجمبري وسرطان البحر، خياراً واعداً في هذا المجال؛ إذ يتميّز بكونه غير سام وقابلاً للتحلل البيولوجي. كما يُسهم في تعزيز آليات الدفاع النباتي ضد الآفات، ما يمهّد الطريق نحو زراعة أكثر استدامة تتضمّن وعياً بيئياً.

وفي السياق، نجح باحثون مصريون بالمركز القومي للبحوث في تطوير مبيد حشري نانوي يعتمد على «الكيتوزان النانوي»، وهو بوليمر حيوي قابل للتحلل يُستخلص من القشريات، وذلك بهدف تعزيز مكافحة دودة ورق القطن، وتحسين مستوى الأمان، وتقليل السمية للخلايا البشرية.

وفي ظل التهديدات المستمرة التي تواجه محصول القطن الذي يُعد من المحاصيل الرئيسة للاقتصاد المصري، أثبتت الدراسة أن إضافة «الكيتوزان النانوي» إلى المبيدات التقليدية ترفع من فاعليتها وتُطيل مدة تأثيرها، ونُشرت نتائج البحث في عدد 9 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من دورية «International Journal of Biological Macromolecules»، التي تُعد من المجلات العالمية ذات التأثير القوي.

ووجد الباحثون أن هذه التركيبة النانوية ساعدت في تمديد فترة تأثير المبيد في نبات القطن؛ إذ زاد الوقت الذي يستغرقه المبيد لفقدان نصف فاعليته من نحو 17 يوماً في المبيدات التقليدية إلى أكثر من 40 يوماً. كما أظهرت التجارب انخفاضاً كبيراً في معدلات السُمية، ما يجعل هذا المبيد بديلاً بيئياً أكثر أماناً، بالإضافة إلى تعزيزه دفاعات النباتات ضد الآفات، وتقليل الحاجة إلى الرش المتكرر للمبيدات.

فاعلية كبيرة

يقول الباحث الرئيس للدراسة في قسم الميكروبيولوجيا الزراعية بالمركز القومي للبحوث في مصر، الدكتور أسامة درويش، إن تركيبة «الكيتوزان النانوي» أظهرت فاعلية كبيرة ضد دودة القطن مقارنة بالمبيدات التقليدية، وهذا التحسين في الفاعلية قد يؤدي إلى مكافحة الآفات بشكل أكثر كفاءة؛ ما يسمح باستخدام جرعات أقل ويقلّل من التأثير البيئي للمبيدات.

وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن تمديد فترة تأثير المبيدات بفضل هذه التركيبة يوفّر حماية مستدامة ضد غزو الآفات، ويقلل من الحاجة إلى تكرار رش المبيدات. كما أظهرت الدراسة قدرة «الكيتوزان النانوي» على تقليل سمية المبيدات على الكائنات غير المستهدفة، بما في ذلك البشر؛ مما يقلّل المخاطر المحتملة على صحة الإنسان والبيئة.

وأشار إلى أن «الكيتوزان النانوي» يتميّز بكونه مادة قابلة للتحلل وغير سامة؛ مما يجعله بديلاً صديقاً للبيئة مقارنة بالمواد الاصطناعية التقليدية، وهذا يُسهم أيضاً في تقليل التأثير البيئي طويل الأمد لاستخدام المبيدات.

ونبّه درويش إلى أن نتائج هذه الدراسة قد تُسهم في تسليط الضوء على إمكانية استخدام المبيدات المعتمدة على «الكيتوزان النانوي»، لتقليل التأثيرات البيئية وتعزيز حماية المحاصيل بطريقة أكثر استدامة.وأكد أن تحسين فاعلية المبيدات وتقليل سميتها على الخلايا البشرية يمكن أن يُسهم في تطوير مبيدات حشرية أكثر أماناً وفاعلية؛ مما يدعم ممارسات الزراعة المستدامة، ويقلل من الاعتماد على المبيدات الكيميائية.