تركيا: توقعات بارتفاعات غير مسبوقة للتضخم خلال 6 أشهر

TT

تركيا: توقعات بارتفاعات غير مسبوقة للتضخم خلال 6 أشهر

توقع تقرير دولي استمرار ضغوط التضخم على السياسة النقدية لتركيا في الأشهر الستة المقبلة، ما سيلقي بأعباء جديدة على العملة المحلية (الليرة) المترنحة بالأساس، في ظل إصرار الرئيس التركي على الاستمرار في خفض سعر الفائدة وخضوع البنك المركزي لشروطه.
وأكد معهد التمويل الدولي أن التضخم في تركيا سيرتفع إلى مستويات غير مسبوقة في الأشهر الستة المقبلة. ولفت، في تقرير نشر أمس (الأحد)، إلى أن خفض سعر الفائدة الرئيس في تركيا بمقدار 100 نقطة أساس من قبل البنك المركزي في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي، من المرجح أن يتسبب في مزيد من الضعف لليرة التركية ونتيجة لذلك، ستزداد توقعات التضخم سوءاً.
وقال اقتصاديون من بنك «يونيكريديت» الإيطالي إنهم يتوقعون أن يصل معدل التضخم في تركيا إلى 18.4 في المائة في نهاية العام، متوقعين أن يخفض البنك المركزي التركي سعر الفائدة بمقدار 300 نقطة أساس بعد خفضه الشهر الماضي بمقدار 100 نقطة أساس ليهبط من 19 إلى 18 في المائة بينما بلغ معدل التضخم في سبتمبر 19.25 في المائة.
جاءت توقعات «يونيكريديت» أعلى من توقعات وكالة «فيتش» الدولية للتصنيف الائتماني، التي قالت، الشهر الماضي، إنه من المتوقع أن يبلغ المعدل السنوي للتضخم في تركيا 17.2 في المائة للعام الحالي، و13.4 في المائة للعام 2022 و10.5 في المائة للعام 2023، وهي نسب بعيدة تماماً عن توقعات البنك المركزي التركي، البالغة 5 في المائة بحلول نهاية العام الحالي.
ويواصل الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ضغوطه على البنك المركزي لخفض سعر الفائدة، في وقت يواجه فيه ضغطاً حقيقياً بسبب ارتفاع التضخم، وبخاصة التضخم في أسعار المواد الغذائية، الذي فاق 30 في المائة ما وضعه في موقف صعب بسبب اشتعال معركة الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المقررة في 2023، مبكرا جدا، في ظل تراجع اقتصادي تقف حكومته عاجزة عن التصدي له.
وتعهد إردوغان بالتصدي لانفلات الأسعار والغلاء الفاحش، واتهم 5 من شركات سلاسل السوبر ماركت في تركيا بالمسؤولية عن ارتفاع الأسعار بشكل غير طبيعي، وأمر بحملة تفتيش على أسعارها لم تؤد إلى تغيير يذكر، لكنها زادت من انتقادات المعارضة التي اعتبرت أن إردوغان أراد الهروب من مسؤولية حكومته عن تردي الوضع الاقتصادي وانهيار القوة الشرائية للمواطنين بإلصاق التهمة بسلاسل السوبر ماركت.
بدورها، عدلت شركة «ستاندرد تشارترد» المصرفية البريطانية، توقعاتها للتضخم في تركيا بنهاية 2021 إلى 17.5 في المائة من 15.2 في المائة، بينما يتوقع أن ينخفض معدل الفائدة إلى 15 في المائة من توقع سابق بنسبة 16 في المائة.
وبحسب استطلاع رأي أجرته وكالة «الأناضول» التركية الرسمية، سيرتفع معدل التضخم لشهر سبتمبر بنسبة 1.34 في المائة، ليسجل التضخم 19.69 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول) الجاري.
في السياق ذاته، ارتفع معدل التضخم في إسطنبول (كبرى المدن التركية والتي يقطنها أكثر من 16 مليون شخص) خلال سبتمبر إلى أعلى مستوياته في 3 سنوات، بحسب ما أظهر مؤشر المعيشة الخاص بالغرفة التجارية في بلدية إسطنبول.
وكشفت نتائج مؤشر المعيشة في إسطنبول، الذي يكشف عن حركة أسعار التجزئة، عن ارتفاع بنسبة 2.22 في المائة في سبتمبر، على أساس شهري، وارتفاع بنسبة 19.77 في المائة على أساس سنوي.
وتجاوز التضخم في إسطنبول ما تم إعلانه على مستوى البلاد في سبتمبر حيث بلغ معدل التضخم السنوي في تركيا 19.25 في المائة. وارتفع مؤشر أسعار الجملة في إسطنبول إلى 28.72 في المائة على أساس سنوي.
وتوقع الاقتصاديون في «يونيكريديت، أن يرتفع سعر صرف الدولار مقابل الليرة التركية إلى 9.30 ليرة للدولار في نهاية العام، وأن يكون سعر الصرف 10.40 ليرة للدولار في نهاية عام 2022.



شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
TT

شركات البتروكيميائيات السعودية تتحول للربحية وتنمو 200% في الربع الثالث

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)
موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

سجلت شركات البتروكيميائيات المدرجة في السوق المالية السعودية (تداول) تحولاً كبيراً نتائجها المالية خلال الربع الثالث من 2024، مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، لتتحول إلى الربحية وبنسبة نمو تجاوزت 200 في المائة.إذ وصلت أرباحها إلى نحو 525 مليون دولار (1.97 مليار ريال) مقارنةً بتسجيلها خسائر في العام السابق وصلت إلى 516 مليون دولار (1.93 مليار ريال).

ويأتي هذا التحول للربحية في النتائج المالية لشركات القطاع، وتحقيقها لقفزة كبيرة في الأرباح، بفعل ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات والهامش الربحي وزيادة الكميات والمنتجات المبيعة.

ومن بين 11 شركة تعمل في مجال البتروكيميائيات مدرجة في «تداول»، حققت 8 شركات ربحاً صافياً، وهي: «سابك»، و«سابك للمغذيات»، و«ينساب»، و«سبكيم»، و«المجموعة السعودية»، و«التصنيع»، و«المتقدمة»، و«اللجين»، في حين واصلت 3 شركات خسائرها مع تراجع بسيط في الخسائر مقارنةً بالربع المماثل من العام السابق، وهي: «كيمانول»، و«نماء»، و«كيان».

وبحسب إعلاناتها لنتائجها المالية في «السوق المالية السعودية»، حققت شركة «سابك» أعلى أرباح بين شركات القطاع والتي بلغت مليار ريال، مقارنةً بتحقيقها خسائر بلغت 2.88 مليار ريال للعام السابق، وبنسبة نمو تجاوزت 134 في المائة.

وحلت «سابك للمغذيات» في المركز الثاني من حيث أعلى الأرباح، رغم تراجع أرباحها بنسبة 21 في المائة، وحققت أرباحاً بقيمة 827 مليون ريال خلال الربع الثالث 2024، مقابل تسجيلها لأرباح بـ1.05 مليار ريال في الربع المماثل من العام السابق.

وفي المقابل، حققت «اللجين»، أعلى نسبة نمو بين الشركات الرابحة، وقفزت أرباحها بنسبة 1936 في المائة، بعد أن سجلت صافي أرباح بلغ 45.8 مليون ريال في الربع الثالث لعام 2024، مقابل أرباح بلغت 2.25 مليون ريال في العام السابق.

مصنع تابع لشركة كيميائيات الميثانول (كيمانول) (موقع الشركة)

توقعات استمرار التحسن

وفي تعليق على نتائج شركات القطاع، توقع المستشار المالي في «المتداول العربي» محمد الميموني خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» أن تستمر حالة التحسن في أرباح شركات قطاع البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، بفعل حالة ترقب التحسن في الاقتصاد الصيني الذي يعد من أهم وأكبر المستهلكين لمنتجات شركات البتروكيميكال، والاستقرار المتوقع في الأوضاع الجيوسياسية، مضيفاً أن تلك العوامل ستعمل على بدء انفراج في أسعار منتجات البتروكيميكال، وتجاوزها للمرحلة الماضية في تدني وانخفاض أسعارها. وقال «لا أتوقع أن يكون هناك مزيد من التراجع، ومن المتوقع أن يبدأ الاستقرار في أسعار منتجات البتروكيميائيات خلال الربعين المقبلين، وهو مرهون بتحسن أسعار النفط، وتحسن الطلب على المنتجات».

وأشار الميموني إلى أن أسباب تراجع أرباح بعض شركات القطاع أو استمرار خسائرها يعود إلى انخفاض متوسط أسعار مبيعات منتجات البتروكيميكال نتيجة لاتجاه السوق والأسعار نحو الانخفاض بالإضافة إلى فترة الصيانة الدورية لعدد من مصانع شركات القطاع، وكذلك ارتفاع تكلفة وقود الديزل في الفترة منذ بداية يناير (كانون الثاني) 2024 وارتفاع تكلفة الشحن بسبب الاضطرابات الجيوسياسية التي أثرت على مسار الشحن من خلال مسار البحر الأحمر، وارتفاع تكاليف التمويل، ورغم اتجاه أسعار الفائدة نحو الانخفاض منذ سبتمبر (أيلول) الماضي، فإنه لم ينعكس بشكل جيد على وضع نتائج شركات البتروكيميكال حتى الآن، مجدِّداً توقعه بتحسن النتائج المالية لشركات القطاع خلال الربعين المقبلين.

تحسن الكفاءة التشغيلية

من جهته، قال المحلل المالي طارق العتيق، خلال حديثه لـ«الشرق الأوسط» إن شركات القطاع أظهرت منذ بداية السنة تحسناً في الكفاءة التشغيلية لجميع عملياتها وأدائها، وارتفاع في أعداد الكميات المنتجة والمبيعة، وتكيّف شركات القطاع مع تغير ظروف السوق. وقابل ذلك تحسّن ظروف السوق وزيادة الطلب على المنتجات البتروكيماوية، وتحسّن الهوامش الربحية ومتوسط الأسعار لبعض منتجات البتروكيميائيات الرئيسة.

وعّد العتيق تسجيل 8 شركات من أصل 11 شركة تعمل في القطاع، أرباحاً صافية خلال الربع الثالث، أنه مؤشر مهم على تحسن عمليات وأداء شركات القطاع، ومواكبتها لتغير الطلب واحتياج السوق، مضيفاً أن القطاع حساس جداً في التأثر بالظروف الخارجية المحيطة بالسوق وأبرزها: تذبذب أسعار النفط، والظروف والنمو الاقتصادي في الدول المستهلكة لمنتجات البتروكيميائيات وأهمها السوق الصينية، والأحداث الجيوسياسية في المنطقة وتأثيرها على حركة النقل والخدمات اللوجستية، لافتاً إلى أن تلك الظروف تؤثر في الطلب والتكاليف التشغيلية لمنتجات البتروكيميائيات، إلا أنها قد تتجه في الفترة الراهنة باتجاه إيجابي نحو تحسن السوق والطلب على منتجات البتروكيميائيات.