كومان يشكر رئيس برشلونة على دعمه رغم الهزيمة «المرة» أمام أتلتيكو

سواريز يزيد من «بؤس» المدرب الهولندي الذي بات يملك هامشاً بسيطاً للاستمرار بمنصبه

سواريز (في المنتصف) يسجل هدف أتلتيكو الثاني في مرمى فريقه السابق برشلونة (رويترز)
سواريز (في المنتصف) يسجل هدف أتلتيكو الثاني في مرمى فريقه السابق برشلونة (رويترز)
TT

كومان يشكر رئيس برشلونة على دعمه رغم الهزيمة «المرة» أمام أتلتيكو

سواريز (في المنتصف) يسجل هدف أتلتيكو الثاني في مرمى فريقه السابق برشلونة (رويترز)
سواريز (في المنتصف) يسجل هدف أتلتيكو الثاني في مرمى فريقه السابق برشلونة (رويترز)

أعرب الهولندي رونالد كومان مدرب برشلونة الإسباني عن امتنانه لرئيس النادي الكاتالوني خوان لابورتا لتجديد الثقة في وجوده بهذا المنصب، رغم الخسارة 2 - صفر أمام أتلتيكو مدريد في المرحلة الثامنة من الدوري الإسباني.
وأكد كومان على أن النادي ما زال يعول عليه لبناء الفريق، إثر حصوله على دعم علني من الرئيس لابورتا. وقال خلال تعليقه على الخسارة الثانية لفريقه في ثلاثة أيام بعد سقوطه المذل أمام بنفيكا البرتغالي صفر - 3 في الجولة الثانية من مسابقة دوري أبطال أوروبا، إنه طلب من ناديه «توضيح» موقفه. وأضاف: «تحدثنا يوم الجمعة عبر الهاتف ثم أيضاً السبت، عن أشياء تتعلق بالنادي، عني. طلبت من النادي توضيحاً بشأن مستقبلي وخططي مع الفريق، من المهم جداً بالنسبة للمدرب، وكذلك للاعبين أن يعلموا أن المدرب مستمر. هذا الضغط طبيعي وهو موجود لأي مدرب في العالم. لكن خاصة في برشلونة». وختم قائلاً: «هذا شيء ضروري وجيد من جانب لابورتا، لأنه إذا لم تكن الأمور واضحة في هذا السياق، يكون من الصعب العمل والتحلي بالهدوء المطلوب لمحاولة تغيير الأمور بالطريقة التي نحاول تنفيذها. الرئيس اتخذ قراره، لقد تحدث بشكل جيد جداً قبل مباراة أتلتيكو، لذلك كل شيء على ما يرام».
وقبل المباراة، استبعد لابورتا فكرة إقالة مدربه الهولندي، داعياً إياه إلى منحه «هامش ثقة».
وقال لابورتا في تصريح مفاجئ أدلى به قبل المباراة بساعات: «سيبقى رونالد كومان مدرباً لبرشلونة. نعتقد أنه لعدة أسباب يستحق أن نمنحه هامش ثقة. إنه محب لبرشلونة ومرجع في عالم النادي الكتالوني». وفي الوقت الذي أكدت فيه وسائل الإعلام الكاتالونية أن قمة المرحلة الثامنة من الدوري على ملعب بطل إسبانيا الحالي ستكون آخر مباراة لكومان في برشلونة، أيَّد الرئيس لابورتا علناً بقاء المدرب الهولندي، وقال: «كومان يحب برشلونة، لقد قرر أن يأتي في وقت شديد الصعوبة سواء إدارياً أو على الفريق. بعد الحديث معه، رأيت أنه يثق في هذا الفريق، خاصة عندما يعود اللاعبون المصابون. من هناك، سيكون لدينا هامش أكبر. لا يزال متعاقداً معنا ونأمل أن نعود إلى الانتصارات واللعب الجميل، وأنا متأكد من أنه سيفعل كل ما هو ممكن».
ومن المتوقع أن يستعيد كومان في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل، خدمات مهاجميه الفرنسي عثمان ديمبلي (خضع لعملية جراحية في الركبة اليمنى في نهاية يونيو (حزيران)، والوافد الجديد الأرجنتيني سيرجيو أغويرو (المصاب في عضلة الساق اليمنى). لذلك فإن تصريح الرئيس لابورتا يشير إلى أن كومان سيبقى على رأس برشلونة على الأقل حتى عودة هذين المصابين.
وفي وقت تصف فيه الصحافة العلاقة بين الرجلين بأنها باردة في كثير من الأحيان، أكد لابورتا العكس: «العلاقة الباردة ليست صحيحة. إنها علاقة جيدة وصادقة. إنه شخص جيد وأعتقد أنه يعتقد الشيء نفسه عني. وجميعاً نحاول أن نجعل كل شيء ينتهي بشكل أفضل مما كان عليه في البداية».
ورغم دعم لابورتا، يدرك كومان ضرورة حدوث طفرة في أداء برشلونة بعدما فاز مرة واحدة في آخر ست مباريات في كل المسابقات. ويتذيل برشلونة مجموعته في دوري أبطال أوروبا بالخسارة مرتين في أول جولتين، ويأتي تاسعاً في الدوري الإسباني.
ويستضيف برشلونة منافسه بلنسية وريال مدريد في الجولتين المقبلتين عقب التوقف، وبينهما سيلعب على أرضه مع دينامو كييف بدوري الأبطال.
وكانت الهزيمة أمام أتلتيكو لها طعم مر على كومان، خاصة بعدما سجل المهاجم الأوروغواياني لويس سواريز الهدف الثاني لقطب العاصمة مدريد، وهو الذي أخرجه المدرب الهولندي من الفريق الكتالوني بشكل مهين. وبدأ المدرب الأرجنتيني لأتلتيكو دييغو سيميوني اللقاء بإبقاء المهاجم الفرنسي العائد من برشلونة أنطوان غريزمان على مقاعد البدلاء، فيما لعب سواريز أساسياً ونجح في الثأر من كومان الذي تسبب برحيله عن «كامب نو» في صيف 2020 بعد وصوله الهولندي إلى النادي.
وكانت ثنائية الفرنسي توماس ليمار وسواريز في الشوط الأول كافية لضمان حامل اللقب النقاط الثلاث وفرض مزيد من الضغوط على كومان. ولم يحتفل سواريز بهدفه احتراماً لجماهير برشلونة، لكن أشار بيده كما لو كان يتصل بالهاتف في تعبير يبدو موجهاً لكومان عندما أخبره الأخيرة بالهاتف عن أصبح خارج حساباته في الفريق الكتالوني.
وبدأ أتلتيكو بشكل واعد وكان أقرب للتسجيل عبر ليمار والبرتغالي جواو فيلكس قبل أن يفتتح اللاعب الفرنسي التسجيل في الدقيقة 23 بتسديدة قوية في شباك الحارس الألماني مارك - أندريه تير شتيغن. وأهدر سواريز فرصة خطيرة لمضاعفة التقدم بعد لحظات بعد انفراد حين سدد بجوار المرمى لكنه لم يكرر الخطأ في نهاية الشوط الأول بعد أن رد له ليمار الجميل بتمريرة حاسمة.
وكانت أفضل فرص برشلونة للعودة للقاء من نصيب البرازيلي فيليب كوتينيو لكن تسديدته الضعيفة تصدى لها الحارس يان أوبلاك بسهولة. ومن المؤكد أن اكتفاء برشلونة بثلاثة انتصارات و12 نقطة من 7 مراحل حتى الآن سيزيد النقمة على كل المسؤولين في النادي الكتالوني. وخلافاً لبرشلونة، أثبت أتلتيكو أن الهزيمة أمام ألافيس لم تكن سوى تعثر بسيط أتبعه نادي العاصمة بالفوز على ميلان الإيطالي في معقل الأخير 2 - 1 الثلاثاء في دوري أبطال أوروبا، ثم بتأكيده تفوقه على برشلونة الذي لم يفز عليه للمواجهة الخامسة توالياً بينهما (بينها لقاء الكأس السوبر أوائل 2020).



مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
TT

مصر: قرارات «ضبط أداء الإعلام الرياضي» تثير تبايناً «سوشيالياً»

أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)
أحد تدريبات منتخب مصر لكرة القدم (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

أثارت قرارات المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام في مصر لـ«ضبط أداء الإعلام الرياضي» تبايناً على «السوشيال ميديا»، الجمعة.

واعتمد «الأعلى لتنظيم الإعلام»، برئاسة خالد عبد العزيز، الخميس، توصيات «لجنة ضبط أداء الإعلام الرياضي»، التي تضمّنت «تحديد مدة البرنامج الرياضي الحواري بما لا يزيد على 90 دقيقة، وقصر مدة الاستوديو التحليلي للمباريات، محلية أو دولية، بما لا يزيد على ساعة، تتوزع قبل وبعد المباراة».

كما أوصت «اللجنة» بإلغاء فقرة تحليل الأداء التحكيمي بجميع أسمائها، سواء داخل البرامج الحوارية أو التحليلية أو أي برامج أخرى، التي تُعرض على جميع الوسائل الإعلامية المرئية والمسموعة والمواقع الإلكترونية والتطبيقات والمنصات الإلكترونية. فضلاً عن «عدم جواز البث المباشر للبرامج الرياضية بعد الساعة الثانية عشرة ليلًا (منتصف الليل) وحتى السادسة من صباح اليوم التالي، ولا يُبث بعد هذا التوقيت إلا البرامج المعادة». (ويستثنى من ذلك المباريات الخارجية مع مراعاة فروق التوقيت).

وهي القرارات التي تفاعل معها جمهور الكرة بشكل خاص، وروّاد «السوشيال ميديا» بشكل عام، وتبعاً لها تصدرت «هاشتاغات» عدة قائمة «التريند» خلال الساعات الماضية، الجمعة، أبرزها «#البرامج_الرياضية»، «#المجلس_الأعلى»، «#إلغاء_الفقرة_التحكيمية»، «#لتنظيم_الإعلام».

مدرجات استاد القاهرة الدولي (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وتنوعت التفاعلات على تلك «الهاشتاغات» ما بين مؤيد ومعارض للقرارات، وعكست عشرات التغريدات المتفاعلة هذا التباين. وبينما أيّد مغرّدون القرارات كونها «تضبط الخطاب الإعلامي الرياضي، وتضمن الالتزام بالمعايير المهنية»، قال البعض إن القرارات «كانت أُمنية لهم بسبب إثارة بعض البرامج للتعصب».

عبّر روّاد آخرون عن عدم ترحيبهم بما صدر عن «الأعلى لتنظيم الإعلام»، واصفين القرارات بـ«الخاطئة»، لافتين إلى أنها «حجر على الإعلام». كما انتقد البعض اهتمام القرارات بالمسألة الشكلية والزمنية للبرامج، ولم يتطرق إلى المحتوى الذي تقدمه.

وعن حالة التباين على مواقع التواصل الاجتماعي، قال الناقد الرياضي المصري محمد البرمي، لـ«الشرق الأوسط»، إنها «تعكس الاختلاف حول جدوى القرارات المتخذة في (ضبط المحتوى) للبرامج الرياضية، فالفريق المؤيد للقرارات يأتي موقفه رد فعل لما يلقونه من تجاوزات لبعض هذه البرامج، التي تكون أحياناً مفتعلة، بحثاً عن (التريند)، ولما يترتب عليها من إذكاء حالة التعصب الكروي بين الأندية».

وأضاف البرمي أن الفريق الآخر المعارض ينظر للقرارات نظرة إعلامية؛ حيث يرى أن تنظيم الإعلام الرياضي في مصر «يتطلب رؤية شاملة تتجاوز مجرد تحديد الشكل والقوالب»، ويرى أن «(الضبط) يكمن في التمييز بين المحتوى الجيد والسيئ».

مباراة مصر وبوتسوانا في تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2025 (الصفحة الرسمية للاتحاد المصري لكرة القدم)

وكان «الأعلى لتنظيم الإعلام» قد أشار، في بيانه أيضاً، إلى أن هذه القرارات جاءت عقب اجتماع «المجلس» لتنظيم الشأن الإعلامي في ضوء الظروف الحالية، وما يجب أن يكون عليه الخطاب الإعلامي، الذي يتعين أن يُظهر المبادئ والقيم الوطنية والأخلاقية، وترسيخ وحدة النسيج الوطني، وإعلاء شأن المواطنة مع ضمان حرية الرأي والتعبير، بما يتوافق مع المبادئ الوطنية والاجتماعية، والتذكير بحرص المجلس على متابعة الشأن الإعلامي، مع رصد ما قد يجري من تجاوزات بشكل يومي.

بعيداً عن الترحيب والرفض، لفت طرف ثالث من المغردين نظر المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام إلى بعض الأمور، منها أن «مواقع الإنترنت وقنوات (اليوتيوب) و(التيك توك) مؤثرة بشكل أكبر الآن».

وحسب رأي البرمي، فإن «الأداء الإعلامي لا ينضبط بمجرد تحديد مدة وموعد وشكل الظهور»، لافتاً إلى أن «ضبط المحتوى الإعلامي يكمن في اختيار الضيوف والمتحدثين بعناية، وضمان كفاءتهم وموضوعيتهم، ووضع كود مهني واضح يمكن من خلاله محاسبة الإعلاميين على ما يقدمونه، بما يمنع التعصب».