أبدى اللواء الفيتوري غريبيل عضو وفد قوات حكومة «الوحدة الوطنية» في اللجنة العسكرية المشتركة «5+5»، تفاؤله بإمكانية تنفيذ الخطة التي وضعتها اللجنة الليبية للترحيل التدريجي لجميع عناصر «المرتزقة» على اختلاف جنسياتهم في أقرب وقت ممكن.
وأوضح غريبيل، وهو رئيس أركان القوات البرية، في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «خطة الترحيل ستكون على مرحلتين، الأولى سيتم فيها إبعاد (المرتزقة) من (الفاغنر الروس) والجنجويد والسوريين وجميع الجنسيات الموجودين بخطوط التماس، والثانية سيتم خلالها إبعاد (القوات الأجنبية) من روس وأتراك وجنسيات أخرى من المنطقة العربية ومن دول أوروبية أيضاً». وتابع: «هؤلاء أعدادهم قليلة، وبالتالي لن تكون هناك صعوبة في إخراجهم مقارنة بـ(المرتزقة)». وتابع قائلاً: «لا يوجد موعد محدد حتى الآن لبدء أي مرحلة؛ ولكننا نتمنى أن نباشر تنفيذ المرحلة الأولى قبل بدء الانتخابات بإذن الله، فنحن نريد انتخابات بلا (مرتزقة)».
ونوه غريبيل بأن الأمر «لن يكون سهلاً بأي حال»، لكنه قال: «سنبدأ بترحيل أعداد بسيطة ربما مائة أو مائتين من كل جانب كل أسبوع، فإلى جانب التكلفة المادية والشق الأمني البالغ الحساسية المتمثل في التخوفات لدى كل طرف من الطرف الآخر جراء عملية انسحاب عناصر موالية له، هناك تخوفات أيضاً من أن يقوم أي طرف خارجي بمحاولة تفجير العملية برمتها».
ويرى غريبيل أن الدعم الدولي وتحديداً من الجانبين الأميركي والبريطاني لهذه الخطة التي وضعتها القيادات العسكرية الليبية سيكون كفيلاً بتعزيز دعمها بمواجهة أي أطراف ترفض أو تعرقل بأي شكل بدء تنفيذها، والتي سيتم مناقشتها كافة تفاصيلها في اجتماع في جنيف بعد غد (الثلاثاء) وعلى مدار يومين مع أعضاء البعثة الأممية».
وأشار غريبيل إلى تزامن الحديث عن تنفيذ خطة الترحيل، وإصدار الكونغرس الأميركي لقانون دعم الاستقرار في ليبيا، معتبراً أن «هذا رسالة واضحة بأن العقوبات ستكون جاهزة بمواجهة المعرقلين».
وفيما يتعلق بمجمل أعداد «المرتزقة» في ليبيا، قال: «هناك صعوبة لحصرهم، خصوصاً في ظل انتشار العناصر بالشرق والجنوب، فالبعض يدخل ويخرج من جهة الحدود الجنوبية التي تشهد بعض الهشاشة الأمنية وبالتالي لا يوجد إحصاء دقيق».
وطبقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان يوجد ما يقرب من 7 آلاف عنصر «مرتزق» من حملة الجنسية السورية بمناطق الغرب الليبي، ولم يتم سحب أي منهم حتى الآن، فضلاً عن عشرة آلاف عنصر من جنسيات مختلفة جرى نقلهم بمساعدة الاستخبارات التركية إلى الأراضي الليبية ضمن عمليات نقل وتبديل «المرتزقة» السوريين، وطبقاً لمدير المرصد رامي عبد الرحمن «خرج هؤلاء عن سيطرة الأتراك وانتقل بعضهم لدول أفريقية».
وفيما يتعلق بالجهة التي ستتحمل تكلفة نقل هذه العناصر، توقع المسؤول العسكري البارز، أن تتكفل كل دولة بتكلفة نقل عناصرها، أو تساهم البعثة الأممية في ذلك، فضلاً عن عدم معارضة الجانب الليبي عبر اللجنة العسكرية المشتركة المساهمة أيضاً، طالما أن هذا سيقود لطرد هؤلاء جميعاً من البلاد. وانتهى غريبيل متوقعاً وجود مناقشات بشأن هذا الملف، ووضع خطط عالية التأمين لضمان عدم تسلل هذه العناصر لدول الجوار الليبي خلال عملية الترحيل، مما قد يسهم في تغذية بعض الصراعات القريبة من بلادنا وبالتالي نفاجأ بعودتهم إلينا مجدداً».
وخلال الأيام الماضية، واصلت أطراف غربية وأميركية ضغطها لإخراج «المرتزقة» من ليبيا، كان آخرها اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة «5+5 »، التي استضافتها العاصمة طرابلس لأول مرة منذ بدء عمل اللجنة، وحظيت بمشاركة كل من قائد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا (أفريكوم) ستيفين تاونسند، والمبعوث الأميركي الخاص إلى ليبيا وسفيرها ريتشارد نورلاند، حيث تم التأكيد على دعم الولايات المتحدة للتنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار والانسحاب الكامل لجميع القوات الأجنبية و«المرتزقة» من ليبيا.
غريبيل: نريد انتخابات في ليبيا بلا مرتزقة
غريبيل: نريد انتخابات في ليبيا بلا مرتزقة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة