قتلى وجرحى بهجمات حوثية بالصواريخ في أحياء سكنية بمأرب

اشتداد المعارك وإحجام الميليشيات عن الاستجابة لدعوات وقف التصعيد

TT

قتلى وجرحى بهجمات حوثية بالصواريخ في أحياء سكنية بمأرب

على وَقْع المعارك المشتدة في الجبهات الجنوبية والغربية من محافظة مأرب وإحجام الميليشيات الحوثية عن الدعوات الدولية والأممية لوقف التصعيد، جددت الميليشيات، أمس (الأحد)، مهاجمة الأحياء السكنية في مركز المحافظة (مدينة مأرب) بالصواريخ الباليستية، ما أدى إلى سقوط 20 قتيلاً وجريحاً، بينهم أطفال ونساء، في حصيلة أولية.
وبحسب شهود ومصادر طبية، أطلقت الميليشيات ثلاثة صواريخ باتجاه حي الروضة المكتظ بالسكان في مدينة مأرب، حيث أدى القصف إلى تدمير عدد من المنازل، فضلاً عن تسببه في مقتل طفلين وإصابة نحو 18 آخرين، بينهم أطفال ونساء.
أحدث تقرير حقوقي اتهم الميليشيات الحوثية بالتسبُّب في قتل وجرح أكثر من ألفي مدني في محافظة مأرب، بينهم مئات الأطفال والنساء، وذلك من خلال الهجمات بالصواريخ الباليستية، وصواريخ «الكاتيوشا»، والطائرات المسيَّرة، وقذائف المدفعية، وزرع الألغام والعبوات الناسفة بكل أشكالها.
وأفاد التقرير الصادر عن التحالف اليمني لرصد انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن (تحالف رصد) بأنه وثق خلال الفترة الممتدة بين ديسمبر (كانون الأول) 2014 وحتى يونيو (حزيران) 2021 تورُّط ميليشيا الحوثي في مقتل وإصابة 2032 شخصا بينهم 294 طفلاً و132 امرأة و104 مسنين، وذلك من خلال الاستهداف المتعمَّد للأحياء المأهولة بالسكان ومخيمات النازحين والأعيان المدنية في مأرب بالقصف الصاروخي والمدفعي وهجمات الطائرات المسيرة، فضلاً عن زراعة شبكات الألغام والعبوات الناسفة.
وبلغ إجمالي عدد القتلى بحسب التقرير 667 شخصاً، بينهم 91 طفلاً، و42 امرأة، و36 مسنّاً، بينما وصل عدد الجرحى والمصابين إلى 1365 شخصاً، بينهم 203 أطفال دون سن 18 عاماً، و90 امرأة و68 رجلاً طاعناً في السن توزّع جميعهم على 11 مديرية كانت أو لا تزال مسرحاً للمواجهات بين ميليشيا الحوثي المدعومة من طهران وقوات الحكومة الشرعية المسنودة بتحالف دعم الشرعية، وهي: مدينة مأرب (مركز المحافظة) صرواح، مجزر، حريب، مدغل الجدعان، مأرب الوادي، مأهلية، العبدية، الجوبة، رغوان، رحبة.
وإذ تصر الجماعة على الاستمرار في التصعيد العسكري، كان المتحدث باسمها محمد عبد السلام فليتة، أشار في أحدث تصريحاته إلى عدم وجود نية لدى الجماعة للتوقف عن التصعيد العسكري، طارحاً جملة من الشروط التي تتضمن في محصلتها استسلام الحكومة الشرعية، ورفع القيود المفروضة على المنافذ الخاضعة للجماعة، إلى جانب توقف تحالف دعم الشرعية عن مساندة الحكومة المعترف بها دولياً.
وفي سياق هذا التعنُّت، اتهمت الحكومة الشرعية الجماعة بعدم الاكتراث بالأوضاع الإنسانية، داعية إلى ضغوط دولية حازمة لإرغام الميليشيات على السلام ووقف التصعيد.
وقال وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني في سلسلة تغريدات على«تويتر» إن «استمرار رفض ميليشيا الحوثي الإرهابية للمبادرات والدعوات الداعية لوقف الحرب وإحلال السلام في اليمن، وتقويضها جهود التهدئة ووقف إطلاق النار، يؤكد انتهاجها التصعيد العسكري، وانقيادها الكامل خلف الأجندة الإيرانية، وعدم اكتراثها بالأوضاع والمعاناة الإنسانية لليمنيين».
ووصف الوزير اليمني ما أعلنته الميليشيات الحوثية من شروط مسبقة للانخراط في مسار السلام، بأنها «مجرد ذرائع للاستمرار في تقويض جهود التهدئة والتنصل من المسؤولية عن نزف الدم اليمني والمأساة الإنسانية، وتبرير تصعيدها في جبهات مأرب، واستخدام الملف ورقة ضغط بيد طهران لابتزاز الإقليم والعالم»، وفق تعبيره.
وأشار الإرياني إلى أن المجتمع الدولي والأمم المتحدة والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن والمبعوثين الأممي والأميركي «مطالبون بموقف واضح وحازم من تعنُّت ميليشيا الحوثي الإرهابية إزاء نداءات السلام، ومضيها في مخططها الانقلابي المدعوم من إيران، الذي لا يستهدف اليمن فقط، بل والأمن والسلم الإقليمي والدولي».
وكانت الميليشيات الحوثية تمكنت أخيراً من التوغل في أربع مديريات جديدة، هي بيحان وعين وعسيلان في محافظة شبوة، قبل أن تتقدم إلى مديرية حريب في محافظة مأرب المجاورة، حيث تحاول التوغل نحو مديرية الجوبة، بعد أن حاصرت مديرية العبدية المجاورة.
وفي خطبه الأخيرة، طلب زعيم الميليشيات عبد الملك الحوثي من أنصاره الدفع بالمزيد من المقاتلين باتجاه مأرب، حيث يرى أن السيطرة عليها ستمكّنه من تعزيز الموارد المالية للإنفاق على المجهود الحربي وشراء الولاءات، إضافة إلى الأهمية الاستراتيجية لموقع المحافظة التي تجاور شبوة وحضرموت النفطيتين.
ومع المساعي التي بدأها المبعوث الأممي الجديد هانس غروندبرغ، يجزم اليمنيون على نطاق واسع أن الميليشيات الحوثية لن تسعى إلى إحلال السلام، لجهة تعنتها المعهود، وبسبب عقيدة الجماعة القائمة على استمرار الحرب والرغبة في السيطرة على اليمن بقوة السلاح لخدمة الأجندة الإيرانية.
في غضون ذلك، أفاد قائد محور بيحان، قائد اللواء 26 مشاة اللواء الركن مفرح بحيبح، في تصريحات نقلها عنه موقع الجيش أن «جبال حريب في جنوب مأرب أصبحت بمثابة محرقة جماعية للميليشيات الحوثية».
وقال بحيبح إن «الجيش استدرج مجاميع الميليشيا وأوقعها في كماشة محكمة، لينقض عليها في تلك الجبال، بمديرية حريب، وإن جثث عناصر الميليشيا بالمئات لا تزال متناثرة على امتداد خط المواجهة».
وأثنى بحيبح على دور طيران تحالف دعم الشرعية وضرباته الجوية المركزة، التي استهدفت تجمعات وتعزيزات الميليشيات في الجبهة ذاتها، والتي أدَّت إلى تدمير عشرات العربات والآليات القتالية.
أما في جبهات محافظة الجوف المجاور، فذكر الإعلام العسكري أن قوات الجيش مسنودة بالمقاومة الشعبية تمكنت من تحرير مناطق واسعة شرق مدينة الحزم، عقب هجوم واسع من عدة محاور شنته صباح السبت، وسط انهيار واسع وخسائر كبيرة في صفوف الميليشيات الحوثية.
ونقل المركز الإعلامي للقوات المسلحة اليمنية عن مصدر عسكري قوله إن «عناصر الجيش في جبهة الدحيضة شرق مدينة الحزم تمكنوا من تحرير مواقع ومساحات واسعة باتجاه حويشان وشرق اللبنات خلال معارك حاسمة لا تزال مستمرة، كما شنوا بالتزامن هجوماً كاسحًا جنوب الجوف تمكنوا خلاله من تحرير مناطق واسعة باتجاه البرش».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.