الفائز بـ«أفضل باغيت في باريس» يثير جدلاً

TT

الفائز بـ«أفضل باغيت في باريس» يثير جدلاً

تخلفَ الفائز في مسابقة «أفضل باغيت في باريس» الذي يخوله لقبه تزويد قصر الإليزيه هذا النوع من الخبز عن الحضور السبت لتسلم جائزته، بعد تداول صور لحسابه على «فيسبوك» تُظهر «آراء بغيضة» في حق فرنسا نشَرَها على صفحته.
وقال النائب الأول لرئيس بلدية باريس إيمانويل غريغوار، خلال احتفال توزيع الجوائز بمناسبة «مهرجان الخبز» في ميدان نوتردام، إن الخباز الفائز بالمسابقة مكرم العكروت «فهم أن حضوره قد لا يكون خطوة مثالية».
وكانت تتولى رئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، توزيع الجوائز، لكن «انشغالات شخصية» حالت دون ذلك، على ما أفاد نائبها الأول.
أما العكروت الذي فاز بالمسابقة قبل نحو أسبوع من بين 173 تنافسوا عليها، فأوفد من يمثله.
ومنذ حصول العكروت على اللقب، شهد مخبزه «لي بولانجيه دو رويي» في الدائرة الثانية عشرة في باريس إقبالاً من زبائن جدد. لكن الخباز البالغ 42 عاماً، الذي يعمل منذ 19 عاماً في فرنسا بعد مغادرته تونس كان كذلك عرضة لاتهامات من موقع إلكتروني ذي توجهات يمينية متطرفة لنشره على شبكات التواصل الاجتماعي مواقف مكتوبة بالعربية تنطوي على انتقادات لفرنسا، إن لم تكن مواقف عدائية تجاهها.
وقالت محاميته سيلفيا لافارجياس لوكالة الصحافة الفرنسية، إن موكلها «ككثر من مستخدمي الإنترنت، قد يكون أعاد في الماضي نشر مواد متداولة على الشبكات الاجتماعية من دون أن يدرك كل مضمونها».
وأضافت أن «كون المحتويات التي أعاد نشرها على حسابه في (فيسبوك) قد تكون تضمنت آراء معادية للجمهورية وكراهية تجاه فرنسا ومواطنيها (...) أثار على الفور عدم فهمه وذهوله، إلى درجة أنه ظن أن حسابه تعرض للاختراق». وأشارت إلى أن العكروت بادر «على الفور إلى إلغاء حسابه» على الشبكة الاجتماعية.
ودرج التقليد على أن يتولى الفائز في هذه المسابقة تزويد الإليزيه بالباغيت لمدة سنة. وقال إيمانويل غريغوار، إن مسألة تزويد الإليزيه بالخبز تشكل موضوعاً دقيقاً «إذا صودف» أن من سيتولى هذه المهمة أدلى بمواقف غير مستحبة.



الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
TT

الذكاء الصناعي يقرأ الأفكار وينصّها

فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)
فك تشفير إعادة بناء الكلام باستخدام بيانات مسح الرنين المغناطيسي (جامعة تكساس)

طُوّر جهاز فك ترميز يعتمد على الذكاء الصناعي، قادر على ترجمة نشاط الدماغ إلى نص متدفق باستمرار، في اختراق يتيح قراءة أفكار المرء بطريقة غير جراحية، وذلك للمرة الأولى على الإطلاق، حسب صحيفة «الغارديان» البريطانية.
وبمقدور جهاز فك الترميز إعادة بناء الكلام بمستوى هائل من الدقة، أثناء استماع الأشخاص لقصة ما - أو حتى تخيلها في صمت - وذلك بالاعتماد فقط على مسح البيانات بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي فقط.
وجدير بالذكر أن أنظمة فك ترميز اللغة السابقة استلزمت عمليات زراعة جراحية. ويثير هذا التطور الأخير إمكانية ابتكار سبل جديدة لاستعادة القدرة على الكلام لدى المرضى الذين يجابهون صعوبة بالغة في التواصل، جراء تعرضهم لسكتة دماغية أو مرض العصبون الحركي.
في هذا الصدد، قال الدكتور ألكسندر هوث، عالم الأعصاب الذي تولى قيادة العمل داخل جامعة تكساس في أوستن: «شعرنا بالصدمة نوعاً ما؛ لأنه أبلى بلاءً حسناً. عكفت على العمل على هذا الأمر طيلة 15 عاماً... لذلك كان الأمر صادماً ومثيراً عندما نجح أخيراً».
ويذكر أنه من المثير في هذا الإنجاز أنه يتغلب على قيود أساسية مرتبطة بالتصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي، وترتبط بحقيقة أنه بينما يمكن لهذه التكنولوجيا تعيين نشاط الدماغ إلى موقع معين بدقة عالية على نحو مذهل، يبقى هناك تأخير زمني كجزء أصيل من العملية، ما يجعل تتبع النشاط في الوقت الفعلي في حكم المستحيل.
ويقع هذا التأخير لأن فحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي تقيس استجابة تدفق الدم لنشاط الدماغ، والتي تبلغ ذروتها وتعود إلى خط الأساس خلال قرابة 10 ثوانٍ، الأمر الذي يعني أنه حتى أقوى جهاز فحص لا يمكنه تقديم أداء أفضل من ذلك.
وتسبب هذا القيد الصعب في إعاقة القدرة على تفسير نشاط الدماغ استجابة للكلام الطبيعي؛ لأنه يقدم «مزيجاً من المعلومات» منتشراً عبر بضع ثوانٍ.
ورغم ذلك، نجحت نماذج اللغة الكبيرة - المقصود هنا نمط الذكاء الصناعي الذي يوجه «تشات جي بي تي» - في طرح سبل جديدة. وتتمتع هذه النماذج بالقدرة على تمثيل المعنى الدلالي للكلمات بالأرقام، الأمر الذي يسمح للعلماء بالنظر في أي من أنماط النشاط العصبي تتوافق مع سلاسل كلمات تحمل معنى معيناً، بدلاً من محاولة قراءة النشاط كلمة بكلمة.
وجاءت عملية التعلم مكثفة؛ إذ طُلب من ثلاثة متطوعين الاستلقاء داخل جهاز ماسح ضوئي لمدة 16 ساعة لكل منهم، والاستماع إلى مدونات صوتية. وجرى تدريب وحدة فك الترميز على مطابقة نشاط الدماغ للمعنى باستخدام نموذج لغة كبير أطلق عليه «جي بي تي - 1»، الذي يعتبر سلف «تشات جي بي تي».