لم يستطع عازف البيانو الفرنسي العالمي ماكسيم زيكيني أن يخفي حبه للموسيقى والفن السعوديين، فبينما كان يتفنن في العزف بيده اليسرى فقط على آلة البيانو، استطاع أن يشنف آذان مستمعيه خلال حفل في مقر إقامة السفير الفرنسي في الرياض لودفيك بوي، بمقطوعات موسيقية متنوعة عدة من روائع فنان العرب محمد عبده ومقطوعة من أغنية «يا طيب القلب» للفنان عبد المجيد عبد الله.
قال زيكيني لـ«الشرق الأوسط»: «استمعت كثيراً للموسيقى العربية حتى نما عشقها في وجداني، وعندما حاولت أن أؤدي بعضاً منها بين أسرتي، تملكتهم الدهشة، خصوصاً أنهم يكتشفون موسيقى راقية جداً وتحمل كثيراً من معاني الرومانسية وتعبر عن مزاجية فنية عالية المستوى»، مضيفاً: «من وقتها وأنا أعشق أن أؤدي بعض المقطوعات الموسيقية لبعض مشاهير الفنانين العرب»، بجانب ما قدمه من مشروعه الذي جاء بعنوان: «رحلة موسيقية من زمن موتسارت إلى اليوم».
قاد زكيني جمهوره من مستمعيه في الرياض لرحلة اكتشاف أو إعادة اكتشاف لبعض أعظم الروائع الموسيقية لعصور مختلفة عدة، عبر فيها بمقطوعات تؤرخ لبعض موسيقى منتصف القرن الثامن عشر والقرن الحادي والعشرين، بجانب بعض المقطوعات الكلاسيكيّة التي ستتداخل مع أعمال أشهر المسرحيّات الموسيقية العالميّة، إلى جانب العديد من أعمال الموسيقيين الفرنسيين؛ منهم ميشال ليجراند وتشارلز أزنافور وكلود ديبوسي.
زكيني في رحلته للرياض اكتشف الكثير المثير من الإبداع الفني والموسيقي السعودي، حيث زار مواقع عدة زادته إيماناً بعبقرية الفن والموسيقى، مبيناً أنه نهل شيئاً من بعضها وأنه سيقوم بتأدية بعض المقطوعات الموسيقية السعودية في مشاريعه الفنية المقبلة، مؤكداً أنه عشق موسيقى البيانو عشقاً كبيراً إلى حد سيطرت فيه على حواسه؛ فأدرك أن ذلك هو طريقه لحياته التي اختارها ونافذته للعالمية.
منذ الخامسة اكتشف عازف البيانو العالمي زيكيني ولهه وعشقه بهذا النوع من الموسيقى، وهو يشاهد بنهم ومتابعة لصيقة برنامجاً تلفزيونياً يشده للمتابعة والاستمتاع بهذا النوع من الموسيقى «موسيقى البيانو»، حيث تأخذه إلى عوالم تستهويه رغم أنه لا يدرك كنهها، ولكنه يشعر معها بالسعادة الغامرة.
من وقتها؛ أخذ تفكير زيكيني ينصبّ على كيف له أن يكون عازفاً عالمياً ماهراً للبيانو، ليسعد الناس ما داموا يتحدثون بلغة الوجدان والرومانسية دون الحاجة إلى ترجمة حرفية، وعندما انطلق بالمراحل الدراسية المختلفة، كان قد قرر بالفعل أن تكون كل دراساته في الموسيقى وفي آلة البيانو على وجه التحديد، لما وجد فيها من سحر موسيقى لم يستطع أن يغالبه.
وما انطلق زيكيني في هذه الطريق، حتى مضى فيها إلى أن نال درجات عليا في الموسيقى من «الأكاديمية الفرنسية للموسيقى»، على أيدي خبراء مهرة؛ إذ ما زال يتذكر كيف كان بروفسور موسيقي شهير يهتم به ويأخذ بيده إلى التعلم، واكتشف تقنيات الأداء الموسيقي على آلة البيانو، والقدرة على الإبداع والابتداع في هذا النوع من الفن.
زيكيني الذي أصبح أحد مشاهير موسيقى البيانو على المستوى العالمي، حيث حاز العديد من الجوائز العالمية، وجد أن المسؤولية تلح عليه لحمل رسائل الرومانسية والمليوديا والحب والسلام والإنسانية والعبور بها إلى وجدان شعوب العالم، فبدأ رحلة أسفاره إلى مختلف أنحاء العالم يقدم مقطوعاته الموسيقية على آلة البيانو، وهو يصول ويجول في العالم بلا كلل أو ملل.
الموسيقار الفرنسي زيكيني لـ«الشرق الأوسط»: أعشق الموسيقى والفن السعودي
عازف بيانو عالمي يعبر بمستمعيه في الرياض موسيقياً من زمن موتسارت
الموسيقار الفرنسي زيكيني لـ«الشرق الأوسط»: أعشق الموسيقى والفن السعودي
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة