دفن أرملة معارض يتسبب في مواجهة بين المعارضة والشرطة بالمغرب

دفن الآلاف من أنصار أكبر حركة معارضة في المغرب، أرملة زعيمهم الراحل بعد مواجهة مع قوات الأمن التي حاولت منعهم من دفنها قرب مدفن زوجها، مبررة ذلك بأن المشيعين تعدوا على نظام المقبرة.
وكانت المواجهة، التي وقعت أمس الخميس، واحدة من أكبر مظاهر التحدي من جانب جماعة العدل والإحسان منذ أن لعبت دورا رئيسيا في الاحتجاجات التي وقعت عام 2011 والتي أدت إلى إصلاحات سياسية محدودة في المملكة.
وشكل الجماعة عبد السلام ياسين، الذي توفي عام 2013، ومنعت السلطات الجماعة من ممارسة أي دور رسمي في الحياة السياسية، لكن محللين ودبلوماسيين يعتقدون أنها الجماعة المعارضة الوحيدة القادرة على التعبئة الجماهيرية في المغرب.
وكان جثمان خديجة المالكي، التي توفيت أول من أمس الأربعاء، قد نقل ليدفن إلى جانب زوجها عبد السلام ياسين في مقبرة الشهداء، عندما حاول أكثر من 30 عنصرا من قوات الأمن المغربية سد الطريق أمام الموكب.
وقال حسن بن ناجح، أحد قيادات الجماعة، لوكالة أنباء رويترز، إنهم اتصلوا بالسلطات حينما توفيت خديجة المالكي، وقالوا إنه لا توجد مشكلة في دفنها إلى جوار زوجها، إلا أنهم جاءوا وهدموا القبر وقالوا إن هذا لا يتفق مع القواعد، واقترحوا على المشيعين دفنها في مقبرة أخرى تبعد عن مقبرة زوجها.
ومن ناحيتها، بررت ولاية الرباط في بيان لها ما حدث بكون المعنيين بالأمر لم يحترموا النظام الداخلي للمقبرة وذلك من خلال المس بحرمات القبور الموجودة بمحيط المكان الذي تم اختياره لدفن جثتهم، وكذا الدخول في الممر المخصص لمرور مواكب دفن الأموات.
وأضاف البيان أن المعنيين لم يتوقفوا بالأمر عند هذا الحد بل تعدوه إلى اللجوء لحفر القبر بطريقة مخالفة لإجماع الأمة حول تكريم الميت المراد دفنه من خلال تقبيله القبلة.
وتابع البيان: «بعد تدخل المصالح البلدية والسلطة المحلية لتنبيه هذه المجموعة للخروقات التي ترتكبها في حق الموتى المسلمين وقطع ممر الزوار والمواكب الجنائزية، لجأت إلى أسلوب الاحتجاج ورفض الالتزام للضوابط والنظام الداخلي للمقبرة.
وأشار إلى أنه «أمام تعنت هذه المجموعة تم فتح حوار مع أقربائها من أجل دفنها وتقبيلها القبلة وهو ما التزم به المعنيون بالأمر».
وبعد مواجهة استمرت لساعات، تم السيطرة على الأمر، وعاد الهدوء بين الطرفين، واستكمل المشيعين عملية الدفن.