إيران وسوريا وحزب الله والعراق.. موقف واحد ضد التحالف العسكري في اليمن

الحوثي يهدد بـ«خيارات مفتوحة»

إيران وسوريا وحزب الله والعراق.. موقف واحد ضد التحالف العسكري في اليمن
TT

إيران وسوريا وحزب الله والعراق.. موقف واحد ضد التحالف العسكري في اليمن

إيران وسوريا وحزب الله والعراق.. موقف واحد ضد التحالف العسكري في اليمن

انتهجت إيران وحلفاؤها في المنطقة موقفا موحدا ضد التحالف العسكري الذي تقوده السعودية في اليمن. وصفت طهران التدخل العسكري الذي بدأ الليلة قبل الماضية ضد الحوثيين بأنها «خطوة خطرة». واعتبر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أن «أي تدخل عسكري من الخارج ضد وحدة أراضي اليمن وشعبه لن تكون له أي نتيجة سوى مزيد من القتلى وإراقة الدماء». وقال في تصريح بالعربية لقناة «العالم» الإيرانية إن طهران «لطالما حذرت دول المنطقة والدول الغربية عدم الدخول في مخططات قصيرة النظر وعدم السير في اتجاه مصالح (القاعدة) و(داعش)».
وبدوره، قال زعيم جماعة الحوثيين عبد الملك الحوثي مساء أمس إن جماعته ستلجأ إلى إعلان خيارات محددة ومفتوحة إذا لم تتوقف الضربات العسكرية. وأضاف الحوثي: «أنصحكم أن تتوقفوا الآن وكفى ما فعلتم في اليمن، وإلا فكل الخيارات ستكون مفتوحة، وهناك ملفات يمكن أن تفتح إذا أردتم احتلال اليمن، وإذا لم يتوقف هذا العدوان الغاشم والسافر وغير المبرر فسنعلن عن خيارات عملية نثبتها على أرض الميدان».
ودعا الحوثي إلى تكوين جبهة داخلية وخارجية لمواجهة الوضع الأمني الداخلي في البلد ومواجهة الضربات الجوية على اليمن، مضيفا أن الجبهة الداخلية ستشمل 5 اتجاهات أمنية ولوجيستية وإعلامية وسياسية وتعبوية.
وبدورها، أبدت وزارة الخارجية السورية أمس «قلقها العميق تجاه التطورات الخطيرة» في اليمن، داعية الأطراف اليمنية إلى الحوار للتوصل إلى حل سياسي للأزمة، وفق ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا). ونقلت «سانا» عن مصدر رسمي في وزارة الخارجية السورية قوله: «في الوقت الذي تؤكد فيه سوريا على احترام سيادة اليمن واستقلاله ووحدته أرضا وشعبا، فإنها تدعو الأطراف اليمنية إلى الحوار فيما بينها للتوصل إلى حل سياسي يلبي إرادة الشعب اليمني وتطلعاته».
ورغم التدخل العسكري الأجنبي الذي طالبت به الحكومة العراقية في العراق، أعلن وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أمس عن رفض بلاده «التدخل العسكري الأجنبي» في اليمن. وقال الجعفري الذي تحارب بلاده تنظيم داعش بدعم من دول غربية وإيران، لوكالة الصحافة الفرنسية: «لسنا مع الضربة ولسنا مع التدخل الأجنبي». وأضاف: «نحن متمسكون بمبدأ عدم التدخل في شؤون الدول مهما كان الثمن؛ لأن ذلك من شأنه أن يعقد الموضوع»، موضحا: «نحن مع الحلول السلمية، مع عدم التدخل الأجنبي»، موضحا أن بلاده لم تكن على علم بالعملية العسكرية في اليمن.
وفي لبنان، دان حزب الله اللبناني المدعوم من إيران ما وصفه بـ«العدوان». وقال الحزب في بيان إنه «يدين بشدة العدوان السعودي - الأميركي (...) كما يدين مشاركة بعض الدول العربية وغير العربية في هذا العدوان وتوفير الغطاء السياسي له».



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.