عمليات «عاصفة الحزم» تحذر من الدعم العسكري الخارجي لـ«الحوثيين»

العميد العسيري: الطيران السعودي حقق أهدافه خلال 15 دقيقة وسيطر على الأجواء

العميد أحمد العسيري خلال الإيجاز اليومي (واس)
العميد أحمد العسيري خلال الإيجاز اليومي (واس)
TT

عمليات «عاصفة الحزم» تحذر من الدعم العسكري الخارجي لـ«الحوثيين»

العميد أحمد العسيري خلال الإيجاز اليومي (واس)
العميد أحمد العسيري خلال الإيجاز اليومي (واس)

أكد العميد ركن أحمد عسيري، المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن عمليات «عاصفة الحزم» التي وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، بالبدء في تنفيذها بالتحالف مع 10 دول خليجية وعربية وغربية، تحذر أي إمداد أو دعم عسكري يصل إلى جماعة التمرد الحوثي من الخارج، وذلك بعد أن سيطر الطيران السعودي الحربي، خلال 15 دقيقة، على الأجواء اليمنية، وعادت إلى قواعدها سالمة بعد أن حققت أهدافها المحددة بنجاح، مشيرا إلى أنه جرى رصد جماعة حوثية مسلحة تتحرك فجر أمس، نحو الحدود الجنوبية للمملكة، وتم تدميرهم بالكامل.
وأوضح العميد أحمد عسيري خلال الإيجاز اليومي عن عمليات «عاصفة الحزم»، في مطار القاعدة الجوية بالرياض، أمس، أن المرحلة الأولى للعمليات حققت أهدافها بالتفوق الجوي، وذلك من خلال إخماد وسائل الدفاعات الجوية للميليشيات الحوثية، ومهاجمة القواعد الجوية، وتدمير الطائرات ومراكز القيادة والسيطرة والاتصالات، وتدمير الصواريخ البالستية.
وقال المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، إن عملية «عاصفة الحزم»، بدأت في منتصف ليل أمس، حيث بدأت بحملة جوية كان الهدف منها التعامل مع الدفاعات الجوية التي سيطر عليها المتمردون الحوثيون، والتي كانت للجيش اليمني، وكان الهدف تحييد الدفاعات الجوية ومراكز القيادة والسيطرة ومراكز الاتصالات والدفاعات الجوية من المضادات الأرضية سواء صواريخ «سام» والمدفعية المضادة للطائرات.
وأشار عسيري إلى أن الأهداف بدأت تتحقق مع بداية أول 15 دقيقة، حيث حصلت القوات على سيطرة جوية مطلقة وبدأت في تنفيذ جميع العمليات، بحيث إن أي عملية جوية تتكون من عدد كبير من الطائرات، منها الهجومية، ومنها التزود بالوقود، وطائرات الإنذار المبكر، ومنها طائرات الاستطلاع والبحث والإنقاذ، مؤكدا أن «العملية ولله الحمد ناجحة».
ولفت المستشار في مكتب وزير الدفاع إلى أن عددا كبيرا من الطائرات شاركت، وأن الطائرات السعودية كانت في المقدمة، وبعدد كبير، وحققت أهدافها في أول 15 دقيقة من العملية، مشيرا إلى أن العملية استمرت إلى أن انتهت من الأهداف المحددة لها في بداية العملية.
وأكد عسيري أن أحد الأهداف التي تم استهدافها في العملية «قاعدة الدليمي» في صنعاء، التي كان يسيطر عليها التمرد الحوثي بما تحتويه من طائرات ومخازن أسلحة وذخيرة وحظائر طائرات ومستودعات ومراكز الصيانة والإسناد الفني للطائرات، مبينا أنه تم تدمير مرابض الطائرات والمدرجات الرسمية التي تستخدمها، والتي كانت تحت سيطرة التمرد الحوثي خلال الفترة الماضية، وكان يستخدمها ضد الشعب اليمني والشرعية اليمنية. وتضمن الإيجاز اليومي عرضا للعملية التي شملت استهداف المضادات الأرضية المختلفة من مدفعية أرضية وصواريخ «سام»، حيث تم تدميرها بالكامل، وبذلك سهلت العمليات اللاحقة.
وذكر عسيري أنه تم استهداف مستودعات الذخيرة ومستودعات الصيانة بشكل مباشر، وقد تم تدميرها بشكل كامل، وقال: «في فجر هذا اليوم (أمس) كان هناك عدد من الجماعات الإرهابية المسلحة تتحرك باتجاه حدود المملكة الجنوبية، انطلاقا من المواقع التي يسيطر عليها الحوثيون بالقرب من الحدود الشمالية لليمن، وتم التعامل معها عن طريق طائرات القوات البرية، وطائرات القوات الجوية، وتم تدميرها، وهي تعد العملية الأخيرة التي تمت خلال الـ24 ساعة الماضية».
وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع، أن مشاركة القوات البرية خلال الوقت الحالي ضمن عمليات «عاصفة الحزم»، ليس مقررا حتى الآن، ولكن في حال لو استدعى الأمر إلى ذلك، فالقوات البرية السعودية جاهزة، وكذلك القوات البرية للتحالف أيضا على استعداد لرد أي عدوان ضد الشرعية اليمنية، مؤكدا أن عمليات «عاصفة الحزم» مستمرة متى ما كانت الحاجة، لرد التمرد الحوثي.
وقال العميد عسيري، إن جميع الأهداف التي تم تحديدها جرى استهدافها، حسبما هو مخطط له، وهناك تنسيق في الطلعات الجوية بين طائرات دول التحالف في عمليات «عاصفة الحزم»، فدور الدول العسكري هو تكاملي.
وفي سؤال عن محاولة إيرانية للدخول عن طريق البحر، لمساندة الحوثيين، أكد عسيري أن أهداف العملية كانت واضحة، وطائرات الدول التحالف، تعمل بالتزامن، والهدف هو منع قوات التمرد الحوثي من الإضرار بالشعب اليمني، وقال: «لن نسمح بوجود أي إمداد أو دعم للقوات التمرد الحوثي».
وذكر المستشار في مكتب وزير الدفاع، أن «جميع الطائرات التي شاركت في الهجمات الجوية، عادت إلى قواعدها سالمة بعد أن حققت نجاحها، ولو تعرضت (لا سمح الله) إحدى الطائرات لعملية إسقاط، مثلما أشيع خلال الساعات الماضية، فسيتم الإعلان عنه خلال الإيجاز اليومي»، مؤكدا أن «نتائج العمليات الجوية تحتاج إلى التدقيق والتثبت من هوية بعض الشخصيات الذين يُعتقد أنهم قتلوا خلال العمليات الجوية».
وفي سؤال عن الدول التحالف التي أعلنت دعمها لعمليات «عاصفة الحزم»، قال عسيري، إن الشعب اليمني تحت قيادة الرئيس الشرعي عبد ربه هادي منصور يحتاج إلى دعم من كل دول العالم المحبة للسلام، التي تحرص على أمن وسلامة اليمن، فيما أكد أن هناك تنسيقا يجري مع القوات الشرعية اليمنية، وكذلك المخلصون من أبناء الشعب اليمني.
وأكد المستشار في مكتب وزير الدفاع، أنه جرى تعليق الرحلات الجوية في 7 مطارات إقليمية في جنوب المملكة، بهدف المزيد من الإجراءات الاحترازية، في كل عملية جوية، حيث تستخدم غالبا في الأيام الأولى في العمليات العسكرية، مؤكدا أن الأجواء المناخية هي أحد التحديات التي تواجه القوات الجوية، إلا أن الطيارين الحربيين في دول التحالف قادرون على تحقيق أهدافهم.



السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
TT

السعودية تفتح باب التطوع بأكثر من عشرين تخصصاً طبيا لدعم سوريا

وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)
وفد سعودي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية يقوم بجولة على المشافي السورية (سانا‬⁩)

أعلن مركز الملك سلمان للإغاثة عن فتح باب التطوع بالخبرات الطبية السعودية المتخصصة لدعم القطاع الصحي في سوريا وتلبية احتياجاته العاجلة في أكثر من 20 تخصصاً، وذلك من خلال برنامج «أمل» التطوعي السعودي المَعْنيّ بسد احتياجات القطاع الصحي لدى الدول المتضررة.

ودعا المركز عموم المتخصصين الراغبين في التطوع بخبراتهم إلى التسجيل في برنامج «أمل»، الذي يستمر عاماً كاملاً لدعم القطاع الصحي السوري الذي تَضَرَّرَ جراء الأحداث، وتقديم الخدمات الطارئة والطبية للمحتاجين في مختلف التخصصات، للتخفيف من معاناة الشعب السوري من خلال مساهمة المتطوعين في البرنامج.

جولة الوفد السعودي للاطلاع على الواقع الصحي والوقوف على الاحتياجات اللازمة في سوريا (سانا‬⁩)

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن منصة التطوع الخارجي التي أطلقها المركز، تتيح فرصة التسجيل في عدد من التخصصات الطبية الملحّة لدعم القطاع الصحي في عدد من المدن السورية، لا سيما خلال الفترة الحالية من الأزمة الإنسانية التي تمر بها سوريا.

وأشار الجطيلي في حديث مع «الشرق الأوسط» إلى أن قائمة التخصصات المطلوبة حُدِّدت بعد التواصل مع الجهات الصحية المسؤولة في سوريا، مؤكداً أن البرنامج يهدف لإتاحة الفرصة للمتطوعين السعوديين في القطاع الصحي لتلبية حاجة القطاع الصحي السوري في كل مناطق البلاد. ونوه الجطيلي بجهود الكوادر الصحية السعودية التي تطوعت بخبراتها وعطائها من خلال البرنامج، وأضاف: «لقد سجل المتطوعون السعوديون في القطاع الصحي حضوراً دولياً مميّزاً، من خلال كثير من الأحداث التي بادروا فيها بتقديم العون والمساعدة للإنسان في مناطق جغرافية مختلفة، وكان لهم أثر طيب في نحو 57 دولة حول العالم، وأَجْرَوْا فيها أكثر من 200 ألف عملية في مختلف التخصصات».

وأشار الجطيلي إلى أن الخبرة التي راكمها البرنامج ستسهم في مدّ يد العون إلى الجانب السوري الذي يعاني من صعوبات خلال هذه المرحلة، وفي إنقاذ حياة كثير من السوريين من خلال أشكال متعددة من الرعاية الطبية التي سيقدمها البرنامج في الفترة المقبلة.

وفد سعودي يبحث مع القائم بأعمال وزارة الصحة السورية سبل تعزيز العمل الإنساني والطبي في سوريا (سانا‬⁩)

وتضم‏ تخصصات الكوادر التطوعية المطلوبة للانضمام «جراحة الأطفال، وجراحة التجميل، وجراحة النساء والولادة، وجراحة عامة، وطب الطوارئ، والدعم النفسي، وجراحة العظام، وطب الأمراض الباطنية، وجراحات القلب المفتوح والقسطرة، وأمراض الكلى، والطب العام، والصدرية، وطب الأطفال، والتخدير، والتمريض، وطب الأسرة، والعلاج الطبيعي، والنطق والتخاطب، والأطراف الصناعية، وزراعة القوقعة، وعدداً آخر من التخصصات الطبية المتعددة».

وقال مركز الملك سلمان للإغاثة إن برنامج «أمل» «يُدَشَّن بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان، واستشعاراً لدور السعودية الخيري والإنساني والريادي تجاه المجتمعات المتضررة في شتى أنحاء العالم»، مؤكداً في البيان المنشور على صفحة التسجيل، الدور المؤثر لتقديم الخدمات الطارئة والطبية في رفع المعاناة عن الإنسان، وعيش حياة كريمة، وذلك بمشاركة متطوعين من الكوادر السعودية المميزة.

وبينما يستمر الجسران الجوي والبري اللذان أطلقتهما السعودية بوصول الطائرة الإغاثية السادسة، ونحو 60 شاحنة محمَّلة بأكثر من 541 طناً من المساعدات، زار وفد سعودي من قسم التطوع في مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الأحد، عدداً من المشافي والمراكز الطبية السورية، في جولة ميدانية للاطلاع على تفاصيل الواقع الصحي، والوقوف على الاحتياجات اللازمة والطارئة للقطاع.

وجاءت الجولة الميدانية للوقوف على حالة القطاع الصحي في سوريا، وتلمُّس احتياجاته من الكوادر والمؤن الدوائية، عقب اجتماع وفد من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، مع مسؤولين من وزارة الصحة السورية في دمشق، تناولا فيه الاحتياجات الطبية العاجلة والمُلحة للمستشفيات السورية.

60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية عَبَرَت معبر جابر الحدودي إلى سوريا (مركز الملك سلمان)

وعلى صعيد الجسرين الجوي والبري السعوديين، ​وصلت، الأحد، الطائرة الإغاثية السعودية السادسة التي يسيِّرها «مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية»، إلى مطار دمشق، وتحمل على متنها مساعدات غذائية وطبية وإيوائية؛ للإسهام في تخفيف آثار الأوضاع الصعبة التي يمر بها الشعب السوري حالياً.

كما عَبَرَت، صباح الأحد، أولى طلائع الجسر البري الإغاثي السعودي إلى معبر جابر الأردني للعبور منه نحو سوريا؛ حيث وصلت 60 شاحنة محملة بأكثر من 541 طناً من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية، وهي أولى طلائع الجسر البري السعودي لإغاثة الشعب السوري.

وقال الدكتور سامر الجطيلي، المتحدث باسم المركز، إن الجسر البري سيدعم الجهود في سبيل إيصال المساعدات لجميع الأراضي السورية؛ إذ يحوي كميات كبيرة وضخمة من المواد الغذائية والصحية والإيوائية، تُنْقَلُ بعد وصولها إلى دمشق إلى جميع المناطق الأخرى المحتاجة. وأضاف الجطيلي أن جسر المساعدات البري إلى دمشق يتضمن معدات طبية ثقيلة لا يمكن نقلها عن طريق الجو؛ مثل: أجهزة الرنين المغناطيسي، والأشعة السينية والمقطعية.