ليفربول ضد مانشستر سيتي: مواجهة خاصة بين كلوب وغوارديولا اليوم

المدربان يمتلكان فلسفتين كرويتين تركتا بصمة واضحة على الكرة الإنجليزية

TT

ليفربول ضد مانشستر سيتي: مواجهة خاصة بين كلوب وغوارديولا اليوم

هناك طريقة سهلة للغاية لجعل اللاعبين الجيدين يبدون كأنهم لاعبون من الطراز العالمي: امنحهم الوقت الكافي للتفكير والمساحة الكافية للتحرك. ويمتلك ليفربول ومانشستر سيتي كثيراً من اللاعبين المميزين الذين يمكنهم تدمير خصومهم إذا سمح لهم باللعب بأريحية، لذلك سيكون من المهم للغاية لكلا الفريقين الاعتماد على الضغط العالي عندما يلتقيان على ملعب «آنفيلد» اليوم. ويمكن أن تتحدد نتيجة المباراة بناء على ما يقوم به كل فريق من دون كرة.
لقد أظهر مانشستر سيتي كيفية القيام بذلك أمام تشيلسي، وسيكون ليفربول حريصاً جداً على عدم الوقوع في فخ مماثل. لقد استحوذ مانشستر سيتي على الكرة بنسبة 62 في المائة، لكن قدرة لاعبيه على الضغط كانت أكبر بكثير، قياساً بلاعبي تشيلسي. وقد نجح مانشستر سيتي في إفساد خطة الفريق المنافس التي تعتمد على بناء الهجمات من الخلف، بفضل الضغط العالي الذي يمارسه الفريق بداية من خط الهجوم، وهو الأمر الذي يتطلع الفريق إلى تكراره أمام ليفربول.
ويعد هذا أسبوعاً صعباً للغاية بالنسبة لمانشستر سيتي الذي يخوض 3 من أقوى مبارياته هذا الموسم في غضون 9 أيام فقط، حيث تأتي مباراة ليفربول بعد مباراتين من العيار الثقيل أمام كل من تشيلسي وباريس سان جيرمان. ويعاني الفريق من بعض الإصابات، بالإضافة إلى أن حالة الإجهاد قد تجعل الأداء البدني للاعبين يتراجع في نهاية المباراة أمام ليفربول اليوم. ويتطلب الأمر بذل كثير من الجهد البدني والتركيز الذهني حتى يتمكن أي فريق من ممارسة الضغط العالي كما ينبغي.
ولم تهتز شباك مانشستر سيتي سوى بهدف وحيد في 6 مباريات بالدوري الإنجليزي الممتاز، ويقدم خط دفاع الفريق مستويات استثنائية نال بفضلها كثيراً من الإشادة، لكن في الحقيقة يتعين على هؤلاء المدافعين أن يشكروا زملائهم المهاجمين على العمل الشاق الذي يقومون به من خلال الضغط على الخصم؛ إن الضغط من الأمام يسهل الأمور على المدافعين لأنهم يعرفون إلى أين تذهب التمريرة التالية من الخصم، وهو ما يسمح لهم بحماية المنطقة التي أمامهم، والقضاء على هذا التهديد بسرعة.
وسنرى على مدار الموسم أن الضغط الذي يمارسه مانشستر سيتي يتأرجح صعوداً وهبوطاً من فترة لأخرى لأنه لا يمكن لأحد القيام بهذا الضغط المستمر على مدى فترة طويلة. ومن الواضح للجميع أن مانشستر سيتي يجيد الاستحواذ على الكرة لفترات طويلة أمام الفرق الضعيفة للدرجة التي تجعل الفريق لا يحتاج إلى ممارسة الضغط العالي بشكل قوي، وهو ما يعني أن لاعبي مانشستر سيتي يكون بإمكانهم ادخار الجهد المطلوب للضغط العالي أمام الفرق الكبرى.
ومن الواضح أن لدى جوسيب غوارديولا ويورغن كلوب، كما كان الحال مع السير أليكس فيرغسون في الماضي، استراتيجية واضحة للتعامل مع هذه الأسابيع الحاسمة التي تشهد خوض عدد متتالي من المباريات القوية، على أن تكون هناك خطة محددة لكل مباراة. وسيكون لديهما سيناريوهات مثالية في أذهانهما، على الرغم من أن كلا الفريقين قد تعرض لبعض المشكلات مؤخراً، حيث خسر مانشستر سيتي أمام باريس سان جيرمان في دوري أبطال أوروبا، في حين تعادل ليفربول أمام برينتفورد في الدوري الإنجليزي الممتاز، وخسر نقطتين ثمينتين في الصراع على اللقب. وبالتالي، سيفكر كلا المديرين الفنيين جيداً فيما يتعين عليهما القيام به في موقعة اليوم.
وقد يؤدي هذا إلى أن يغير المديران الفنيان الخطة الأصلية، لكن لديهما لاعبين رائعين تحت تصرفهما، ومن المؤكد أن المرونة التي يتحلى بها هؤلاء اللاعبون ستكون مهمة للغاية في مثل هذه الأوقات. ولن يتردد أي منهما في تغيير خطة اللعب في اللحظات الأخيرة إذا كان يعتقد أن ذلك سيساعد فريقه على المدى القصير. وخلال الموسم الحالي، يستفيد مانشستر سيتي كثيراً من تكثيف اللعب من الناحية اليسرى، حيث يحاول مساعدة الوافد الجديد جاك غريليش على التكيف مع فريقه الجديد سريعاً. وقد واجه تشيلسي صعوبات كبيرة في التعامل مع الثنائي المزعج غريليش وجواو كانسيلو، كما أن غياب الظهير الأيمن لليفربول ترينت ألكسندر أرنولد عن تلك المواجهة سيجعل غوارديولا يفكر في تكرار الأمر نفسه، والدفع بغريليش وكانسيلو على الجهة اليسرى.
لقد أظهر برينتفورد الأسبوع الماضي كيف يمكن الوصول إلى مرمى ليفربول، حيث نجح في تسجيل 3 أهداف في مرمى فريق لم يتلقَّ سوى هدف واحد في مبارياته الخمسة السابقة بالدوري. وقد رأوا أن الأمور لا تسير على ما يرام لأن ليفربول يضغط على حامل الكرة بشكل لا يصدق، لذا تغلبوا على ذلك الأمر من خلال اللعب بشكل مباشر. وتسبب إيفان توني وبريان مبيومو في كثير من المشكلات والمتاعب لفيرجيل فان دايك وجويل ماتيب.
وتعتمد فلسفة مانشستر سيتي على بناء الهجمات من الخلف، وتمرير الكرات القصيرة من أجل خلق فرص للتهديف، لكن غوارديولا لن يتردد في تغيير طريقة اللعب بعض الشيء من أجل تحقيق الفوز. وقد رأينا في عدد من المواسم كيف يمكن لحارس المرمى إيدرسون إرسال تمريرات طويلة للمهاجمين في الخط الأمامي لتغيير اتجاه اللعب بشكل سريع، والتغلب على الدفاعات الحصينة للفرق المنافسة. ولن أشعر بالدهشة لو بدأ فيران توريس أو رحيم سترلينغ في خط الوسط لمنح مانشستر سيتي الفرصة لفتح مساحات في خط دفاع ليفربول، تماماً كما فعل برينتفورد.
وفي المقابل، سيكون ليفربول على دراية بالطريقة التي يرغب مانشستر سيتي في اللعب بها من أجل السيطرة على خط الوسط. فلم يتمكن تشيلسي من التعامل مع الأمور في منتصف الملعب لأن ماتيو كوفاسيتش وجورجينيو كانا يفتقران للقدرات البدنية التي تمكنهما من التفوق على لاعبي مانشستر سيتي. وسيكون كلوب حريصاً على مواجهة هذا الأمر من خلال الاعتماد على أفضل لاعبيه وأكثرهم جاهزية من الناحية البدنية. وعلى الرغم من غياب عدد من لاعبي خط وسط ليفربول بسبب الإصابة، فقد أظهر الفريق مراراً وتكراراً أن لديه القدرة على تكوين خط وسط ثلاثي قادر على مجاراة خط وسط مانشستر سيتي القوي. ونظراً لسرعة المباراة بين الفريقين، والحاجة إلى التغلب على الضغط العالي المتواصل، فإن المباراة بين الفريقين اليوم ستكون أشبه بمباريات كرة السلة؛ بمعنى أن أي فريق ينجح في التغلب على الضغط العالي للخصم ستكون لديه فرصة أكبر في تحقيق الفوز.


مقالات ذات صلة

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

رياضة عالمية أموريم عمل على توجيه لاعبي يونايتد أكثر من مرة خلال المباراة ضد إيبسويتش لكن الأخطاء تكررت (رويترز)

أموريم لا يملك عصا سحرية... ومانشستر يونايتد سيعاني لفترة طويلة

أصبح أموريم ثاني مدير فني بتاريخ الدوري الإنجليزي يسجل فريقه هدفاً خلال أول دقيقتين لكنه لم يفلح في الخروج فائزاً

رياضة عالمية ساوثغيت (أ.ب)

ساوثغيت: لن أقصر خياراتي المستقبلية على العودة إلى التدريب

يقول غاريث ساوثغيت إنه «لا يقصر خياراته المستقبلية» على العودة إلى تدريب كرة القدم فقط.

The Athletic (لندن)
رياضة عالمية النتائج المالية شهدت انخفاض إجمالي إيرادات يونايتد إلى 143.1 مليون جنيه إسترليني (رويترز)

مانشستر يونايتد يحقق نحو 11 مليون دولار في «الربع الأول من 2025»

حقق مانشستر يونايتد أرباحاً خلال الربع الأول من «موسم 2024 - 2025»، رغم إنفاق 8.6 مليون جنيه إسترليني (10.8 مليون دولار) تكاليفَ استثنائية.

The Athletic (مانشستر)
رياضة عالمية أندريه أونانا (رويترز)

أونانا حارس يونايتد يفوز بجائزة إنسانية لعمله الخيري في الكاميرون

فاز أندريه أونانا حارس مرمى مانشستر يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم بجائزة الاتحاد الدولي للاعبين المحترفين (فيفبرو) لإسهاماته الإنسانية.

«الشرق الأوسط» (مانشستر )
رياضة عالمية سجل صلاح 29 % من إجمالي أهداف ليفربول هذا الموسم (أ.ف.ب)

محمد صلاح... الأرقام تؤكد أنه يستحق عقداً جديداً مع ليفربول

لطالما كانت مجموعة فينواي الرياضية تتمحور حول الأرقام.

The Athletic (لندن)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».