انتخابات العراق على «مصير الحشد»

القوى القريبة من إيران تسعى لجعله مفتاحاً حصرياً للسلطة

انتخابات العراق على «مصير الحشد»
TT
20

انتخابات العراق على «مصير الحشد»

انتخابات العراق على «مصير الحشد»

لم يوفر رئيس تحالف الفتح، هادي العامري، أي فرصة للظهور خلال دعايته الانتخابية، دون الدفاع المستميت عن نموذج «الحشد الشعبي» الحالي. في آخر مناسبة ظهر فيها الأسبوع الماضي في مدينة بعقوبة (شرق بغداد)، قال العامري: «سندفع دماءنا لمنع حل الحشد».
ما يقوله العامري، يمثل خطاباً شاملاً للقوى الشيعية القريبة من إيران التي يبدو أن حملاتها الانتخابية تقوم بشكل أساسي على ابتكار استقطاب شيعي أساسه مصير الحشد. «هذه انتخابات الحشد»، يقول قيس الخزعلي، زعيم «عصائب أهل الحق» في مقابلة متلفزة حاول فيها مراراً حصر أهمية الاقتراع المقبل بحماية الحشد من الحل أو الدمج مع القوات الأمنية العراقية، ضمن وزارتي الدفاع والداخلية.
الحشد الذي تأسس بناء على فتوى المرجع الديني علي السيستاني، لمحاربة تنظيم «داعش»، وبعد انتهاء معارك التحرير، تحول تدريجياً إلى سلاح وظيفته حماية النفوذ السياسي للقوى الشيعية. ومن نتائج انتخابات عام 2018 التي شهدت صعود الأذرع السياسية للحشد، فإن الأخيرة تحاول في الاقتراع المقبل تتويج المسار المتصاعد للسيطرة على النطام السياسي، عن طريق تحول الحشد إلى مفتاح حصري لبناء السلطة، ورسم هوية النظام السياسي.
الخزعلي جمهوره، والعراقيين، إلى أن يكون مبرر تصويتهم على أساس حماية الحشد، وأن يمنحوا أصواتهم لمن «يحمي المشروع».
في الأسبوع الماضي أيضاً، أصدر رجل دين شيعي، يثير الجدل منذ سنوات، فتوى تحرم التصويت لمن يعادي الحشد، ومن «يؤيد التطبيع». هذه لم تكن المرة الأولى التي يتصاعد فيها نشاط المرجعيات الدينية للتأثير على مزاج الجمهور الانتخابي.
في غالبية الجولات الانتخابية السابقة، تصوغ المؤسسات الشيعية، الحزبية والدينية، محركات «عصبية» لهندسة الجمهور، تصنف المعارضين لها، بالضرورة، مناهضين للمكوّن، أو مشاريع بمحمول وطني شديد الاستقطاب. «هذه الانتخابات فاصلة بين محوري الحشد والتطبيع (مع إسرائيل)»، ما يقوله الخزعلي يأتي في إطار هذا التكتيك الشيعي القديم.
التحفز للدفاع عن الحشد، وحمايته من الحل، كان تعبيراً عن مخاوف الفصائل المسلحة من الشركاء الشيعة، الذين طرحوا خلال الشهور الماضية، أفكاراً عن إعادة هيكلة الحشد.
ائتلاف «النصر» بزعامة رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي، يذهب باتجاه سيطرة القائد العام للقوات المسلحة على عناصر الحشد، لكن ثقله السياسي لا يسمح بفرض هذا المصير التنظيمي، إلا إذا انخرط مع آخرين في تحالف يقوده زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر. في النهاية، تغيير هيكلة وقيادة الحشد يحتاج إلى رافعة سياسية قوية، بإمكانها ردع الفصائل.
ومع أن الصدر ينتهي إلى لاعب متمرس في السياسة العراقية، ويراهن على التحكم بالسلطة في السنوات الأربع المقبلة، فإن مشروعه لهيكلة الحشد لا يعني بالضرورة حله بشكل نهائي، بل جعله تحت سيطرة رئيس وزراء صدري. هنا يمكن توقع تصفية الحسابات مع خصومه، وإعادة توزيع النفوذ بين القوى الشيعية المهيمنة على الحشد.



الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
TT
20

الحوثيون: سنتخذ إجراءات عسكرية ضد إسرائيل بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة

عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)
عرض لمجسمات صواريخ ومسيّرات حوثية في صنعاء (إ.ب.أ)

قال الحوثيون في اليمن، اليوم (الاثنين)، إنهم سيتخذون إجراءات عسكرية بمجرد انتهاء مهلة الأيام الأربعة لرفع الحصار عن قطاع غزة، وفق ما ذكرته وكالة «رويترز» للأنباء.

وقال زعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، الجمعة، إن الحركة ستستأنف عملياتها البحرية ضد إسرائيل إذا لم تُنهِ تعليقها دخول المساعدات إلى غزة خلال 4 أيام، مما يشير إلى تصعيد محتمل.

وشنت الحركة المتمردة المتحالفة مع إيران أكثر من 100 هجوم على حركة الشحن البحرية منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، قائلة إن الهجمات تضامن مع الفلسطينيين في حرب إسرائيل على حركة «حماس» الفلسطينية في قطاع غزة، وتراجعت الهجمات في يناير (كانون الثاني) بعد وقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

خلال تلك الهجمات، أغرق الحوثيون سفينتين واستولوا على أخرى وقتلوا 4 بحارة على الأقل، مما أدى إلى اضطراب حركة الشحن العالمية لتُضطر الشركات إلى تغيير مسار سفنها لتسلك طريقاً أطول وأعلى تكلفة حول جنوب القارة الأفريقية.

وقال الحوثي، الجمعة: «سنعطي مهلة 4 أيام وهذه مهلة للوسطاء فيما يبذلونه من جهود، إذا استمر العدو الإسرائيلي بعد الأيام الأربعة في منع المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، واستمر في الإغلاق التام للمعابر ومنع دخول الدواء إلى قطاع غزة فإننا سنعود إلى استئناف عملياتنا البحرية ضد العدو الإسرائيلي. كلامنا واضح ونقابل الحصار بالحصار».

وفي الثاني من مارس (آذار)، منعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة مع تصاعد الخلاف حول الهدنة، ودعت «حماس» الوسطاء المصريين والقطريين إلى التدخل.

ورحّبت الحركة الفلسطينية بإعلان الحوثي، الجمعة. وقالت في بيان: «هذا القرار الشجاع الذي يعكس عمق ارتباط الإخوة في أنصار الله والشعب اليمني الشقيق بفلسطين والقدس، يعد امتداداً لمواقف الدعم والإسناد المباركة التي قدموها على مدار خمسة عشر شهراً من حرب الإبادة في قطاع غزة».