مصادر إسرائيلية: غانتس أكد لعباس إيمانه بحل الدولتين

مكتبه قال إن «الاقتباسات غير دقيقة»

محمود عباس وبيني غانتس (رويترز / أ.ف.ب)
محمود عباس وبيني غانتس (رويترز / أ.ف.ب)
TT

مصادر إسرائيلية: غانتس أكد لعباس إيمانه بحل الدولتين

محمود عباس وبيني غانتس (رويترز / أ.ف.ب)
محمود عباس وبيني غانتس (رويترز / أ.ف.ب)

قالت «القناة 12» التلفزيونية العبرية، إن وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، يتطلع لاتفاق سلام مع الفلسطينيين، وقد أخبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، أثناء لقاء قبل أسابيع، أنه يؤمن بحل الدولتين، ويريد أن يصنع السلام مثلما فعل رئيس الوزراء الأسبق إسحاق رابين، الذي اُغتيل في إسرائيل عام 1995 بعد مضيه في اتفاق سلام مع الفلسطينيين.
وجاء في تقرير القناة أن غانتس أكد لعباس أنه يريد أن يكون رابين الجديد، مضيفاً: «أنا أؤمن بحل الدولتين، لكن توجد قيود في هذه الحكومة». لكن مكتب غانتس سارع إلى نفي ما ورد في «قناة 12»، موضحاً أن ما نشر من اقتباسات نسبت له خلال المحادثة «غير دقيقة». وكان عباس التقى غانتس في أواخر أغسطس (آب) في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة رام الله في لقاء خُصص لكسر الجمود في العلاقات بين الطرفين.
ومنحت إسرائيل السلطة بعد هذا اللقاء جملة من التسهيلات، لكنها تجاهلت مطالب فلسطينية سياسية وأمنية. وشمل ذلك منح خمسة آلاف فلسطيني حق لم الشمل، إضافة إلى الحصول على قرض إسرائيلي بقيمة 500 مليون شيقل، والسماح بدخول 15 ألف عامل آخر إلى إسرائيل، وبناء وحدات سكنية في منطقة «ج»، وكذلك تحويل الشركات الفلسطينية التي تعمل مع إسرائيل إلى نظام حوسبة رقمي بطريقة تضمن عائدات ضريبية للسلطة تصل إلى 10 ملايين شيقل سنوياً.
وتهدف مجموع التسهيلات التي أقرتها إسرائيل فوراً للفلسطينيين إلى تعزيز وتقوية السلطة الفلسطينية، بعد طلب أميركي ملح بهذا الشأن. وفي هذا اللقاء طلب عباس من غانتس إعادة تسليم جثامين عشرات الفلسطينيين الذين كانوا محتجزين لدى إسرائيل، كما طلب منه وقف اقتحام المناطق الفلسطينية المصنفة (أ)، وأيضاً العمل على وقف عنف المستوطنين في الضفة، وإعادة صياغة اتفاقيات باريس الخاصة بتنظيم العلاقات الاقتصادية بين الطرفين، لكن أياً من هذه المطالب لم يتحقق.
وتسير العلاقة بين الطرفين الآن باتجاه تقوية السلطة أمنياً واقتصادياً، لكن ليس لجهة حل سياسي، وهو ما جعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس يعطي مهلة عام واحد للحكومة الإسرائيلية للخروج من الأراضي الفلسطينية المحتلة في حدود 1967، مهدداً في كلمة مسجلة أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ76، أنه في حال عدم تحقيق ذلك سيتوجه لمحكمة العدل الدولية وسيسحب الاعتراف بإسرائيل.
وقال عباس، إن الجانب الفلسطيني على استعداد للعمل خلال العام على ترسيم الحدود وإنهاء جميع قضايا الوضع النهائي تحت رعاية اللجنة الرباعية الدولية، وفق قرارات الشرعية الدولية. كما حذر عباس من أن التأخير في تطبيق هذه الخطوات سيبقى المنطقة في حالة من التوتر وعدم الاستقرار الذي لا تحمد عقباه، متسائلاً: هل يحلم حكام إسرائيل ببقاء الاحتلال إلى الأبد.
وبناء على مبادرة عباس، تأمل القيادة الفلسطينية خلال الفترة المقبلة بترتيب البيت الداخلي، خصوصاً داخل منظمة التحرير. وفي هذا الصدد قال عزام الأحمد عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير والمركزية لحركة «فتح»، إنه يجري العمل من أجل عقد المجلس المركزي لمنظمة التحرير بأسرع وقت لمعالجة عدة قضايا. والمجلس المركزي هو أعلى سلطة تشريعية في حالة انعقاده في هذا الوقت.
وأضاف الأحمد في حديث لإذاعة «صوت فلسطين»، أمس السبت، أن اللجنة المركزية لحركة «فتح» التي تعقد اجتماعات متواصلة في هذا الوقت، «بحثت الأبعاد التي أعقبت خطاب الرئيس محمود عباس أمام الأمم المتحدة، لتنفيذ ما جاء فيه خلال السقف الزمني الذي حدده الرئيس عباس لوضع حد للاحتلال الإسرائيلي». وتابع: «اللجنة المركزية تبحث في قرارات اللجنتين التنفيذية والمركزية في اجتماعهما الأخير برئاسة الرئيس، التي أكدت ضرورة بدء حوار وطني شامل بين فصائل منظمة التحرير، بهدف تعزيز وحدة المنظمة».
وتوجد خلافات داخل منظمة التحرير بين «فتح» وفصائل مثل «الجبهة الشعبية»، كما أن استقالات داخل المنظمة ووفاة أمين سرها صائب عريقات، أبقت مناصب شاغرة. وتحتاج المنظمة إلى حسم مسألة إشراك «حماس» و«الجهاد الإسلامي» فيها، وهي قضية شديدة التعقيد. وقال الأحمد إنه بدأت فعلياً حوارات مع فصائل المنظمة، و«هناك اجتماعات لمعالجة كل القضايا التي سببت تبايناً في وجهات النظر، لتستمر في قيادة النضال الوطني الفلسطيني».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.