ذكرت مصادر محلية وحقوقية يمنية أن الميليشيات الحوثية تفرض منذ ما يزيد على أسبوع حصاراً خانقاً على عشرات الآلاف من المدنيين في جنوب محافظة مأرب، الأمر الذي خلف أوضاعاً مأساوية إثر قيام الميليشيات بإغلاق المنافذ المؤدية إلى مديرية العبدية، ومنعت خروج المدنيين أو دخول الإمدادات الغذائية والأدوية والوقود.
ومع اشتداد المعارك بين القوات الحكومية والميليشيات الحوثية في مديرية حريب المجاورة، أغلقت الميليشيات الطرق المؤدية إلى مديرية العبدية من هذه الجهة، بعد أن أغلقت جميع الطرق المؤدية إليها من اتجاه محافظة البيضاء، وجعلت نحو 35 ألف نسمة يعيشون أوضاعاً مأساوية عجزوا خلالها عن إسعاف المرضى.
على وقع الحصار حذر حقوقيون يمنيون إلى جانب الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب من نفاد مخزون القمح لدى السكان وفي المحلات التجارية نتيجة الإقبال الشديد على تخزينه، وقالوا إن الأمر يتطلب تدخلاً عاجلاً لإنقاذ آلاف الأسر، بعد أن عزلت الميليشيات المديرية عن بقية أجزاء المحافظة.
وناشدت الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في مأرب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية والممثل المقيم في اليمن، ديفيد غريسلي، والمنظمـات الدولية، سرعة التدخل والعمل على فتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية إلى الأسر النازحة والمقيمـة داخل مديرية العبدية.
كما طالبت الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بممارسة الضغط على ميليشيا الحوثي لوقف هجماتها على مأرب، واستهداف النازحين، وتجنيبهم مراحل جديدة من النـزوح، وحثت علـى التحـرك بشكل عاجل لتقديم الإغاثة وسرعة الوصول إلى الأسر المتضررة، وتقديم العون بشكل عاجل وفوري.
من جهتها، ذكرت المنظمة الدولية للهجرة أن نحو 3800 فرد نزحوا جراء تصاعد القتال في محافظات مأرب وشبوة وأبين خلال الفترة من 19 إلى 25 سبتمبر (أيلول)، وأن هؤلاء يشكلون 635 أسرة نزحت مرة واحدة على الأقل. وأن أكبر عدد لحالات النزوح سجلت في محافظات مأرب (398 أسرة)، وشبوة (85 أسرة) وأبين (57 أسرة).
ووفق التحديث الأسبوعي لحركة النزوح، فإنه ومنذ مطلع العام الحالي، وحتى 25 سبتمبر (أيلول)، سجل نزوح 12 ألف أسرة يمثلون 67 ألف فرد، نزحوا لمرة واحدة على الأقل، إضافة إلى رصد نزوح 622 أسرة نازحة للمرة الثانية أو الثالثة بسبب تصاعد الصراع.
بدوره، أكد وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني، أن النازحين في محافظة مأرب، تبلغ نسبتهم 7.5 في المائة من إجمالي سكان البلاد، في مؤشر على حجم كارثة النزوح التي تسببت بها ميليشيا الحوثي الإرهابية.
وحذر الإرياني في تصريحات رسمية من موجات نزوح جديدة لآلاف الأسر، وموجات نزوح ثانية وثالثة للأسر القاطنة في مخيمات النازحين بمديريات غرب محافظة شبوة وجنوب محافظة مأرب، على خلفية تصعيد ميليشيا الحوثي، واستهدافها الممنهج للمدنيين.
ولفت الوزير اليمني إلى أن عشرات الأسر اضطرت للنزوح من تلك المديريات باتجاه مدينة مأرب المكتظة بالسكان، التي تضم أكثر من مليوني نازح يشكلون 60 في المائة من إجمالي النازحين في مختلف المحافظات و7.5 في المائة من إجمالي سكان اليمن، مشيراً إلى أن التقديرات تشي بموجات نزوح هي الأكبر منذ الانقلاب جراء استمرار التصعيد الحوثي وقصف الميليشيا العشوائي للمناطق الآهلة بالسكان ومخيمات النزوح، مُطالباً المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأميركي ومنظمات حقوق الإنسان بتحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية.
الميليشيات تحاصر عشرات آلاف المدنيين جنوب مأرب
الميليشيات تحاصر عشرات آلاف المدنيين جنوب مأرب
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة