صواريخ الحوثيين تدفع آلاف اليمنيين إلى النزوح من قراهم في مأرب

المتحدث باسم «الشرعية» لـ«الشرق الأوسط»: لغة الإدانات لم تعد كافية

منظر عام لأحد مخيمات النازحين في مأرب (رويترز)
منظر عام لأحد مخيمات النازحين في مأرب (رويترز)
TT

صواريخ الحوثيين تدفع آلاف اليمنيين إلى النزوح من قراهم في مأرب

منظر عام لأحد مخيمات النازحين في مأرب (رويترز)
منظر عام لأحد مخيمات النازحين في مأرب (رويترز)

اضطرت آلاف الأسر اليمنية بمديريات محافظتي مأرب وشبوة للنزوح الجماعي بعد استهداف حوثي لمناطقهم بالصواريخ البالستية بشكل مباشر، الأمر الذي خلف عشرات القتلى والجرحى خلال الفترة الماضية.
وبحسب مصادر يمنية، استهدف الحوثيون المدعومون من إيران أمس بصاروخ باليستي قرى سكنية في مديرية الجوبة جنوب مأرب، وتحديداً منطقة (يعرة)، فيما لم ترد أي معلومات فورية عن حجم الخسائر البشرية والمادية جراء الاستهداف الحوثي.
ووصف راجح بادي المتحدث باسم الحكومة اليمنية استهداف قرى اليمنيين الآهلة بالمدنيين بـ«العمل الوحشي»، مشيراً إلى أن لغة الكلام والإدانات لم تعد كافية، وعلى العالم التحرك بشكل عاجل لإيقاف هذه المجازر، على حد قوله.
وقال بادي في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إن «حركة الحوثي الإرهابية تزداد يوماً بعد يوم إجراماً وإرهاباً، فيما العالم يشاهد قرى يسكنها مواطنون مدنيون تضرب بصواريخ باليستية».
وتابع «أي وحشية وقبح لدى هذه الجماعة، العالم اليوم مطالب بالتحرك بشكل جاد، حيث إن لغة الكلام والإدانات لم تعد تكفي، هذه الحركة أصبحت تهدد الإنسان، وتكشف مدى قبح داعميها ملالي طهران وقم».
على صعيد العمليات العسكرية، أجرى الفريق علي محسن الأحمر نائب الرئيس اليمني اتصالين هاتفيين بقائد المنطقة العسكرية الثالثة وقائد محور بيحان للاطلاع على المستجدات الميدانية وسير العمليات العسكرية.
واستمع نائب الرئيس اليمني بحسب وكالة «سبأ» الحكومية، إلى موجز عن الأوضاع الميدانية وأحوال المقاتلين وما يحرزونه من انتصارات وثبات في جبهات الحرية والكرامة بمساندة الأشقاء في تحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية.
وأشاد نائب الرئيس، بجهود وتضحيات أبطال الجيش الوطني والمقاومة الشعبية ورجال القبائل الأحرار، والثبات الأسطوري والانتصارات التي يحرزونها في مواجهة مليشيات الانقلاب، وإفشال مخططاتها الإيرانية الإجرامية، وكسر وردع هجماتها الإرهابية التي تستهدف المواطنين والنازحين وكل مقدرات اليمنيين.
وقال الأحمر إن القوات المسلحة ومعها كل الشجعان والأحرار، الذين أذاقوا ميليشيات الحوثيين وداعميها الإيرانيين الويل والهزائم في مختلف المراحل، قادرون وبمساندة الأشقاء في المملكة، على إنهاء مسيرة الموت والانقلاب واستعادة الدولة ومؤسساتها وتحقيق تطلعات الشعب التواق للاستقرار والحرية للمضي في بناء الجمهورية الاتحادية الحديثة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
TT

أحداث سوريا تدفع الحوثيين لإطلاق مجاميع من المعتقلين

الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)
الحوثيون هددوا برد قاسٍ على أي تحرك وقالوا إنهم أقوى من النظام السوري (إعلام حوثي)

دفعت الأحداث المتسارعة التي شهدتها سوريا الحوثيين إلى إطلاق العشرات من المعتقلين على ذمة التخطيط للاحتفال بالذكرى السنوية لإسقاط أسلافهم في شمال اليمن، في خطوة تؤكد المصادر أنها تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية ومواجهة الدعوات لاستنساخ التجربة السورية في تحرير صنعاء.

وذكرت مصادر سياسية في إب وصنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن الحوثيين أطلقوا دفعة جديدة من المعتقلين المنحدرين من محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) بعد مضي ثلاثة أشهر على اعتقالهم بتهمة الدعوة للاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بنظام حكم الإمامة في شمال البلاد عام 1962.

الكثيري والحذيفي بعد ساعات من إطلاق سراحهما من المعتقل الحوثي (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن معتقلين آخرين من صنعاء تم إطلاق سراحهم أيضاً، ورأت أن هذه الخطوة تهدف إلى امتصاص النقمة الشعبية على إثر انكشاف حجم الجرائم التي ظهرت في سجون النظام السوري، الذي كان حليفاً للحوثيين.

وبحسب هذه المصادر، تم إطلاق سراح محمد الكثيري، وهو أول المعتقلين في محافظة إب، ومعه الناشط الحوثي سابقاً رداد الحذيفي، كما أُطلق سراح المراهق أمجد مرعي، والكاتب سعيد الحيمي، والطيار الحربي مقبل الكوكباني، مع مجموعة من المعتقلين الذين تم نقلهم إلى السجون السرية لمخابرات الحوثيين في صنعاء.

وتوقعت المصادر أن يقوم الحوثيون خلال الأيام المقبلة بإطلاق دفعة من قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» الذين اعتقلوا للأسباب ذاتها.

امتصاص النقمة

كان الحوثيون، وفقاً للمصادر السياسية، يرفضون حتى وقت قريب إطلاق سراح المعتقلين الذين يُقدر عددهم بالمئات، وأغلبهم من محافظة إب، ومن بينهم قيادات في جناح حزب «المؤتمر الشعبي»، أمضوا أكثر من ثلاثة أشهر في المعتقل واتُهموا بالتخطيط لإشاعة الفوضى في مناطق حكم الجماعة من خلال دعوة السكان للاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم الإمامة.

تعنت حوثي بشأن إطلاق سراح قيادات حزب «المؤتمر الشعبي» (إعلام محلي)

وبيّنت المصادر أن الجهود التي بذلتها قيادة جناح حزب «المؤتمر» المتحالف شكليّاً مع الحوثيين، وكذلك الناشطون والمثقفون والشخصيات الاجتماعية، وصلت إلى طريق مسدود بسبب رفض مخابرات الحوثيين الاستجابة لطلب إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين، على الرغم أنه لا يوجد نص قانوني يجرم الاحتفال بذكرى الثورة (26 سبتمبر 1962) أو رفع العلم الوطني، فضلاً عن أن الجماعة فشلت في إثبات أي تهمة على المعتقلين عدا منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي تدعو للاحتفال بالمناسبة ورفع الأعلام.

وتذكر المصادر أنه عقب الإطاحة بنظام الرئيس السوري بشار الأسد وانكشاف حجم الانتهاكات والجرائم التي كانت تُمارس في سجونه، ووسط دعوات من أنصار الحكومة المعترف بها دولياً لإسقاط حكم الحوثيين على غرار ما حدث في سوريا وتفكك المحور الإيراني في المنطقة، سارعت الجماعة إلى ترتيب إطلاق الدفعات الجديدة من المعتقلين من خلال تكليف محافظي المحافظات باستلامهم والالتزام نيابة عنهم بعدم الاحتفال بذكرى الإطاحة بالإمامة أو رفع العلم الوطني، في مسعى لامتصاص النقمة الشعبية وتحسين صورتها أمام الرأي العام.

مراهق أمضى 3 أشهر في المعتقل الحوثي بسبب رفع العلم اليمني (إعلام محلي)

ورغم انقسام اليمنيين بشأن التوجهات الدينية للحكام الجدد في سوريا، أجمعت النخب اليمنية على المطالبة بتكرار سيناريو سقوط دمشق في بلادهم، وانتزاع العاصمة المختطفة صنعاء من يد الحوثيين، بوصفهم أحد مكونات المحور التابع لإيران.

وخلافاً لحالة التوجس التي يعيشها الحوثيون ومخاوفهم من أن يكونوا الهدف المقبل، أظهر قطاع عريض من اليمنيين، سواء في الشوارع أو على مواقع التواصل الاجتماعي، ارتياحاً للإطاحة بنظام الحكم في سوريا، ورأوا أن ذلك يزيد من الآمال بقرب إنهاء سيطرة الحوثيين على أجزاء من شمال البلاد، ودعوا الحكومة إلى استغلال هذا المناخ والتفاعل الشعبي للهجوم على مناطق سيطرة الحوثيين.