تونس: نواب يطالبون سعيد باستئناف عمل البرلمان

جانب من مظاهرات التونسيين الرافضة القرارات الاستثنائية وسط العاصمة تونس (رويترز)
جانب من مظاهرات التونسيين الرافضة القرارات الاستثنائية وسط العاصمة تونس (رويترز)
TT

تونس: نواب يطالبون سعيد باستئناف عمل البرلمان

جانب من مظاهرات التونسيين الرافضة القرارات الاستثنائية وسط العاصمة تونس (رويترز)
جانب من مظاهرات التونسيين الرافضة القرارات الاستثنائية وسط العاصمة تونس (رويترز)

كشف العياشي زمال؛ النائب عن «الكتلة الوطنية» في البرلمان التونسي الذي علق الرئيس قيس سعيد أشغاله منذ 25 يوليو (تموز) الماضي، عن أن 90 نائباً وقعوا على بيان أصدره النائبان المستقيلان الصافي سعيد وعياض اللومي، والنائب زمال، يدعون فيه النواب إلى استئناف عملهم البرلماني، مع حلول اليوم 1 أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، بعد عطلة برلمانية استمرت شهرين، وهي الخطوة التي يتوقع مراقبون أن تعمّق الخلافات بين الرئيس سعيد ومؤسسة البرلمان.
وأوضح زمال أن القائمة لا تزال مفتوحة أمام توقيعات جديدة، في انتظار موقف نواب حزب «التيار الديمقراطي» (23 نائباً) ونواب آخرين جرى الاتصال بهم لهذا الغرض، مشيرا إلى أن الإمضاءات جرت دون تحديد الانتماء إلى الكتل البرلمانية أو الأحزاب السياسية حتى لا تطغى عليها الجوانب السياسية.
وعدّ النواب الثلاثة أصحاب المبادرة أن «جميع الإجراءات الاستثنائية باطلة، وليست إلا تأسيساً لحكم فردي ديكتاتوري»، على حد ما تضمنه بيانهم، ودعوا رئيس الجمهورية إلى التراجع عن تلك الإجراءات، والعودة إلى الدستور، وفتح حوار مع جميع الأطراف الفاعلة سياسياً ومجتمعياً، معلنين انخراطهم في «المقاومة الصريحة عبر كل الأشكال القانونية لهذه الإجراءات الاستثنائية، والأحكام العرفية، التي تمثل تهديداً للجمهورية ومكتسبات الديمقراطية»، على حد قولهم.
وأضاف زمال أن البرلمان «سيتناول في حال استأنف نشاطه تحديد خريطة طريق للخروج من الأزمة، تفعيلاً لبنود الدستور التونسي، وطبقاً للنظام الداخلي للبرلمان». ودعا نواب البرلمان إلى حضور اجتماع عام، سيحدد تاريخه لاحقاً بالتوافق، قصد استئناف عمل البرلمان في دورته الثالثة، من أجل البدء في إطلاق انتخابات برلمانية جديدة، على حد تعبيره.
في السياق ذاته، قالت عبير موسي، رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعارض، إن رئيس الجمهورية «ترك قنبلة موقوتة» بين يدي رئيس البرلمان راشد الغنوشي، يمكن أن يستعملها في أي لحظة. في إشارة إلى عدم حل البرلمان، مؤكدة أن سعيد «دفع بنواب البرلمان كي يكونوا خصوماً له، وهم الآن يصطفون مع الغنوشي، وهو ما قد يخلق مناخاً من عدم الشرعية».
وعلى صعيد متصل، طالبت «حركة النهضة»، من جهتها، رئيس الحزب والبرلمان، راشد الغنوشي، أول من أمس، باتخاذ الإجراءات اللازمة لعودة عمل البرلمان المجمد، متهمة الرئيس سعيد بـ«النزوع إلى الاستبداد المطلق، والانقلاب على المسار الديمقراطي».
ودعا الحزب؛ الأكثر تمثيلية في البرلمان المجمد، في بيان له، مكتب رئيس البرلمان إلى الانعقاد، واتخاذ الإجراءات الضرورية لعودة المؤسسة البرلمانية للعمل، تطبيقاً لأحكام الدستور ونظامها الداخلي.
وأضافت «الحركة»، في بيانها، أن الأمر الرئاسي يعدّ «نزوعاً بيناً نحو الحكم الاستبدادي المطلق، وانقلاباً مكتمل الأركان على الشرعية الدستورية وعلى المسار الديمقراطي».
في غضون ذلك، حث مركز «كارتر»، غير الحكومي، بشدة الرئيس التونسي على إعادة النظر في الأمر الرئاسي رقم «117»، والتحرك بسرعة لتشكيل حكومة، وإعادة البرلمان والهيئة الوقتية لمراقبة دستورية مشاريع القوانين. علاوة على فتح حوار حقيقي مع نواب الشعب المنتخبين، ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية والهيئات العمومية المستقلة، بهدف الاتفاق على أي تغييرات في الدستور والقوانين الأخرى من أجل اعتمادها في النظام الانتخابي.



اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
TT

اللاجئون الفلسطينيون يعودون إلى مخيم «اليرموك» في سوريا

اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)
اللاجئ الفلسطيني خالد خليفة يدعو لابنه المدفون في مقبرة مخيم اليرموك المدمرة (أ.ف.ب)

كان مخيم اليرموك للاجئين في سوريا، الذي يقع خارج دمشق، يُعدّ عاصمة الشتات الفلسطيني قبل أن تؤدي الحرب إلى تقليصه لمجموعة من المباني المدمرة.

سيطر على المخيم، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس»، مجموعة من الجماعات المسلحة ثم تعرض للقصف من الجو، وأصبح خالياً تقريباً منذ عام 2018، والمباني التي لم تدمرها القنابل هدمت أو نهبها اللصوص.

رويداً رويداً، بدأ سكان المخيم في العودة إليه، وبعد سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في 8 ديسمبر (كانون الأول)، يأمل الكثيرون في أن يتمكنوا من العودة.

في الوقت نفسه، لا يزال اللاجئون الفلسطينيون في سوريا، الذين يبلغ عددهم نحو 450 ألف شخص، غير متأكدين من وضعهم في النظام الجديد.

أطفال يلعبون أمام منازل مدمرة بمخيم اليرموك للاجئين في سوريا (أ.ف.ب)

وتساءل السفير الفلسطيني لدى سوريا، سمير الرفاعي: «كيف ستتعامل القيادة السورية الجديدة مع القضية الفلسطينية؟»، وتابع: «ليس لدينا أي فكرة لأننا لم نتواصل مع بعضنا بعضاً حتى الآن».

بعد أيام من انهيار حكومة الأسد، مشت النساء في مجموعات عبر شوارع اليرموك، بينما كان الأطفال يلعبون بين الأنقاض. مرت الدراجات النارية والدراجات الهوائية والسيارات أحياناً بين المباني المدمرة. في إحدى المناطق الأقل تضرراً، كان سوق الفواكه والخضراوات يعمل بكثافة.

عاد بعض الأشخاص لأول مرة منذ سنوات للتحقق من منازلهم. آخرون كانوا قد عادوا سابقاً ولكنهم يفكرون الآن فقط في إعادة البناء والعودة بشكل دائم.

غادر أحمد الحسين المخيم في عام 2011، بعد فترة وجيزة من بداية الانتفاضة ضد الحكومة التي تحولت إلى حرب أهلية، وقبل بضعة أشهر، عاد للإقامة مع أقاربه في جزء غير مدمر من المخيم بسبب ارتفاع الإيجارات في أماكن أخرى، والآن يأمل في إعادة بناء منزله.

هيكل إحدى ألعاب الملاهي في مخيم اليرموك بسوريا (أ.ف.ب)

قال الحسين: «تحت حكم الأسد، لم يكن من السهل الحصول على إذن من الأجهزة الأمنية لدخول المخيم. كان عليك الجلوس على طاولة والإجابة عن أسئلة مثل: مَن هي والدتك؟ مَن هو والدك؟ مَن في عائلتك تم اعتقاله؟ عشرون ألف سؤال للحصول على الموافقة».

وأشار إلى إن الناس الذين كانوا مترددين يرغبون في العودة الآن، ومن بينهم ابنه الذي هرب إلى ألمانيا.

جاءت تغريد حلاوي مع امرأتين أخريين، يوم الخميس، للتحقق من منازلهن. وتحدثن بحسرة عن الأيام التي كانت فيها شوارع المخيم تعج بالحياة حتى الساعة الثالثة أو الرابعة صباحاً.

قالت تغريد: «أشعر بأن فلسطين هنا، حتى لو كنت بعيدة عنها»، مضيفة: «حتى مع كل هذا الدمار، أشعر وكأنها الجنة. آمل أن يعود الجميع، جميع الذين غادروا البلاد أو يعيشون في مناطق أخرى».

بني مخيم اليرموك في عام 1957 للاجئين الفلسطينيين، لكنه تطور ليصبح ضاحية نابضة بالحياة حيث استقر العديد من السوريين من الطبقة العاملة به. قبل الحرب، كان يعيش فيه نحو 1.2 مليون شخص، بما في ذلك 160 ألف فلسطيني، وفقاً لوكالة الأمم المتحدة للاجئين الفلسطينيين (الأونروا). اليوم، يضم المخيم نحو 8 آلاف لاجئ فلسطيني ممن بقوا أو عادوا.

لا يحصل اللاجئون الفلسطينيون في سوريا على الجنسية، للحفاظ على حقهم في العودة إلى مدنهم وقراهم التي أُجبروا على مغادرتها في فلسطين عام 1948.

لكن، على عكس لبنان المجاورة، حيث يُمنع الفلسطينيون من التملك أو العمل في العديد من المهن، كان للفلسطينيين في سوريا تاريخياً جميع حقوق المواطنين باستثناء حق التصويت والترشح للمناصب.

في الوقت نفسه، كانت للفصائل الفلسطينية علاقة معقدة مع السلطات السورية. كان الرئيس السوري الأسبق حافظ الأسد وزعيم «منظمة التحرير الفلسطينية»، ياسر عرفات، خصمين. وسُجن العديد من الفلسطينيين بسبب انتمائهم لحركة «فتح» التابعة لعرفات.

قال محمود دخنوس، معلم متقاعد عاد إلى «اليرموك» للتحقق من منزله، إنه كان يُستدعى كثيراً للاستجواب من قبل أجهزة الاستخبارات السورية.

وأضاف متحدثاً عن عائلة الأسد: «على الرغم من ادعاءاتهم بأنهم مع (المقاومة) الفلسطينية، في الإعلام كانوا كذلك، لكن على الأرض كانت الحقيقة شيئاً آخر».

وبالنسبة لحكام البلاد الجدد، قال: «نحتاج إلى مزيد من الوقت للحكم على موقفهم تجاه الفلسطينيين في سوريا. لكن العلامات حتى الآن خلال هذا الأسبوع، المواقف والمقترحات التي يتم طرحها من قبل الحكومة الجديدة جيدة للشعب والمواطنين».

حاولت الفصائل الفلسطينية في اليرموك البقاء محايدة عندما اندلع الصراع في سوريا، ولكن بحلول أواخر 2012، انجر المخيم إلى الصراع ووقفت فصائل مختلفة على جوانب متعارضة.

عرفات في حديث مع حافظ الأسد خلال احتفالات ذكرى الثورة الليبية في طرابلس عام 1989 (أ.ف.ب)

منذ سقوط الأسد، كانت الفصائل تسعى لتوطيد علاقتها مع الحكومة الجديدة. قالت مجموعة من الفصائل الفلسطينية، في بيان يوم الأربعاء، إنها شكلت هيئة برئاسة السفير الفلسطيني لإدارة العلاقات مع السلطات الجديدة في سوريا.

ولم تعلق القيادة الجديدة، التي ترأسها «هيئة تحرير الشام»، رسمياً على وضع اللاجئين الفلسطينيين.

قدمت الحكومة السورية المؤقتة، الجمعة، شكوى إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة تدين دخول القوات الإسرائيلية للأراضي السورية في مرتفعات الجولان وقصفها لعدة مناطق في سوريا.

لكن زعيم «هيئة تحرير الشام»، أحمد الشرع، المعروف سابقاً باسم «أبو محمد الجولاني»، قال إن الإدارة الجديدة لا تسعى إلى صراع مع إسرائيل.

وقال الرفاعي إن قوات الأمن الحكومية الجديدة دخلت مكاتب ثلاث فصائل فلسطينية وأزالت الأسلحة الموجودة هناك، لكن لم يتضح ما إذا كان هناك قرار رسمي لنزع سلاح الجماعات الفلسطينية.