كشف عدد من نشطاء السلام اليهود، أمس الخميس، أن مستوطنين هددوهم بالاعتداء عليهم إذا نفذوا نشاطهم في التضامن مع سكان مسافر يطا الفلسطينيين جنوب الخليل.
وقال تولاي بلنت، أحد هؤلاء النشطاء، الذي تعرض يوم الثلاثاء الماضي لاعتداء من جنود الاحتلال، إنه في أعقاب قرارهم إقامة مهرجان تضامن مع الفلسطينيين باشتراك عشرات أنصار السلام، تلقى عدة مكالمات هاتفية احتوت على شتائم وتهديدات. وقال إنه لا يستبعد أن يكون جنود الاحتلال والمستوطنون وراء هذه التهديدات.
وكان أنصار السلام الإسرائيليون قد نظموا مظاهرات تضامن أسبوعية مع سكان المفقرة، واللتواني، ولأصيفر، وأم الطوبا، في مسافر يطا جنوب الخليل، الذين يتعرضون لهجمات احتلالية شبه يومية. فقد قام المستوطنون، يحميهم جنود الاحتلال، بتخريب مزروعات وسيارات وقذف البيوت بالحجارة ودمروا عدة آبار وحرموهم من مياه الشرب، وحطموا حتى الألواح الشمسية التي يستخدمونها لإنتاج الطاقة.
وقد نظم أنصار السلام حملة تبرعات جمعوا خلالها 200 ألف شيقل (الدولار يساوي 3.2 شيكل) خلال 24 ساعة، ساهم فيها 1200 مواطن إسرائيلي. وسيحضرون إلى المهرجان، غدا السبت، صهاريج مياه اشتروها من أموال التبرعات، تكفي أهالي المنطقة الفلسطينيين طوال شهر كامل. وأعلنوا أنهم سيجددون حملة التبرعات في كل شهر، حتى تحل المشكلة وتقوم سلطات الاحتلال بواجبها في حماية الناس وممتلكاتهم.
يذكر أن عشرات المواطنين الفلسطينيين أصيبوا بالرضوض والاختناق بينهم طفل، الثلاثاء الماضي، خلال هجوم نفذه مستوطنون، فيما اعتقل جيش الاحتلال الإسرائيلي مسنين في مسافر يطا جنوب الخليل. وكان بين المصابين طفل فلسطيني يعاني من جراح متوسطة. وقال منسق اللجان الوطنية والشعبية في جنوب الخليل، راتب جبور، إن الأهالي حاولوا صد هجوم المستوطنين ومنعهم من الاعتداء عليهم وتخريب ممتلكاتهم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم برضوض وكدمات مختلفة، من بينهم طفل من عائلة الحمامدة، أصيب برضوض وكدمات في رأسه وظهره، كذلك المواطن عثمان أبو قبيطة أصيب برضوض مختلفة في أنحاء جسده، ونقل على إثرها الى المستشفى. وقد تدخلت قوات الاحتلال الإسرائيلي لحماية المستوطنين، فهاجمت المتظاهرين اليهود والعرب بقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع. واعتقلت مسنّين من خربة المفقرة هما: نعيم شحادة الحمامدة (62 عاما)، وسليمان عيد الهذالين (75 عاما). وفي وقت لاحق نقل الطفل المصاب في رأسه إلى مستشفى (سوروكا) في النقب. وتم الاعتداء على المتضامنين اليهود، وخصوصا تولاي بلنت، الذي تم توثيق ضابط في جيش الاحتلال وهو يدوس بركبته على رقبته. ثم اعتدوا عليه بالضرب. وجروه إلى المعتقل معا مع اثنين من النشطاء الإسرائيليين. وقالت مصادر سياسية في تل أبيب، إن سلطات الاحتلال بقرار سياسي من الحكومة تحاول استرضاء المستوطنين لكسبهم سياسيا وإبعاد شرهم عنها.
تهديدات لأنصار السلام اليهود بسبب التضامن مع فلسطينيين
تهديدات لأنصار السلام اليهود بسبب التضامن مع فلسطينيين
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة