مسح عشوائي بشرق ليبيا للكشف عن «كورونا»

وسط تراجع الإصابات وازدياد الوفيات

فريق طبي يجري مسحات عشوائية للكشف عن «كورونا» بمدن شرق ليبيا (وزارة الصحة)
فريق طبي يجري مسحات عشوائية للكشف عن «كورونا» بمدن شرق ليبيا (وزارة الصحة)
TT

مسح عشوائي بشرق ليبيا للكشف عن «كورونا»

فريق طبي يجري مسحات عشوائية للكشف عن «كورونا» بمدن شرق ليبيا (وزارة الصحة)
فريق طبي يجري مسحات عشوائية للكشف عن «كورونا» بمدن شرق ليبيا (وزارة الصحة)

تكثّف السلطات الطبية في ليبيا من جهودها لمكافحة وباء «كورونا»، من خلال الدفع بحملات قومية لإجراء مسحات عشوائية للكشف عن الفيروس بمختلف الأنحاء، في وقت تراجعت الإصابات إلى ما دون الألف في اليوم، بحسب البيانات الرسمية.
وقال المركز الوطني لمكافحة الأمراض بطرابلس العاصمة، أمس، إنه أطلق بالتنسيق مع غرفة الطوارئ بوزارة الصحة في مدينة بنغازي حملة مسح عشوائي بالأماكن العامة والخاصة، لقراءة الوضع الوبائي بكل دقة في المنطقة الشرقية وتستمر أسبوعاً، مشيراً إلى أن النتائج ستحال لمكتب تحليل البيانات بالمركز الوطني لمعرفة الوضع الوبائي بدقة بالمنطقة.
ووسط حالة من الاستقرار الوبائي في ليبيا، أظهرت نتائج 18 مختبراً مرجعياً تسجيل 868 إصابة جديدة بينها 165 في حالة حرجة، وفقاً للمركز الوطني، ليرتفع بذلك العدد التراكمي إلى أكثر من 339 ألف إصابة، تعافى منها 258 ألف حالة، بينما تُوفي 4636 مصاباً ومصابة.
وكشف المركز الوطني، في نشرته الوبائية لشبكة الإنذار المبكر والاستجابة، المعنية بحصر أعداد الأسبوع الماضي، عن تراجع الإصابات وازدياد عدد الوفيات بفيروس «كورونا»، مقارنة بالأسبوع الذي سبقه، كما لفت إلى زيادة عدد المواطنين الذين تلقوا لقاح الجرعة الأولى إلى 1.372 مليون مواطن، و194.529 ألف تلقوا الجرعة الثانية.
يأتي ذلك في وقت تستمر فيه الحملات المجتمعية للتوعية بأهمية تلقي اللقاح. وقال المركز الوطني، أمس، إن مكتب طوارئ صحة المجتمع بالمركز وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للطفولة في قصر بن غشير والسبيعة وسوق الخميس مسيحل يواصل حملات التوعية هناك، مشيراً إلى أن الفريق المعني زار مراكز التطعيم في هذه البلديات، أول من أمس، للوقوف على آلية سير حملة التطعيم بحضور إدارات الخدمات الصحية وأعضاء من المجالس البلدية.
وقالت إدارة الإعلام بوزارة الصحة، أمس، إن إجمالي المسحات الأنفية وعينات الدم التي سجلتها فرق الرصد والتقصي بمدينة بنغازي، بلغت 330 مسحة وعينة في أول أيام حملة قياس الوضع الوبائي بالمنطقة الشرقية.
وعلق الهلال الأحمر الليبي فرع أجدابيا (شرق البلاد) على كيفية تعاطي المجتمع مع اللقاح، وقال إن هناك الكثير من الأخبار المغلوطة تنتشر حول لقاح فيروس كورونا، لذلك يتوجب على المواطنين تلقي المعلومات من مصادرها الموثوقة، لافتاً إلى أن التطعيمات واللقاحات لا تحمي فقط مَن يتناولها لكنها تساعد في حماية جميع المجتمع من انتشار المرض، لكونها تقلل من عدد المواطنين الحاملين للفيروس.


مقالات ذات صلة

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

شمال افريقيا الزحام من أسباب انتشار العدوى (تصوير: عبد الفتاح فرج)

مصر: تطمينات رسمية بشأن انتشار متحور جديد لـ«كورونا»

نفى الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار الرئيس المصري لشؤون الصحة والوقاية وجود أي دليل على انتشار متحور جديد من فيروس «كورونا» في مصر الآن.

أحمد حسن بلح (القاهرة)
العالم رجلان إندونيسيان كانا في السابق ضحايا لعصابات الاتجار بالبشر وأُجبرا على العمل محتالين في كمبوديا (أ.ف.ب)

الاتجار بالبشر يرتفع بشكل حاد عالمياً...وأكثر من ثُلث الضحايا أطفال

ذكر تقرير للأمم المتحدة -نُشر اليوم (الأربعاء)- أن الاتجار بالبشر ارتفع بشكل حاد، بسبب الصراعات والكوارث الناجمة عن المناخ والأزمات العالمية.

«الشرق الأوسط» (فيينا)
صحتك امرأة تعاني من «كورونا طويل الأمد» في فلوريدا (رويترز)

دراسة: العلاج النفسي هو الوسيلة الوحيدة للتصدي لـ«كورونا طويل الأمد»

أكدت دراسة كندية أن «كورونا طويل الأمد» لا يمكن علاجه بنجاح إلا بتلقي علاج نفسي.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا)
صحتك «كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

«كوفيد طويل الأمد»: حوار طبي حول أحدث التطورات

يؤثر على 6 : 11 % من المرضى

ماثيو سولان (كمبردج (ولاية ماساشوستس الأميركية))

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.