حذرت الأمم المتحدة، أمس، من أن غالبية اللاجئين السوريين في لبنان «باتوا عاجزين عن توفير الحد الأدنى من الإنفاق اللازم لضمان البقاء على قيد الحياة». وأعربت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن قلقها البالغ إزاء التدهور السريع في الظروف المعيشية للاجئين.
وقالت المفوضية إن غالبية اللاجئين السوريين في عام 2021 اعتمدت على «استراتيجيات مواجهة سلبية للبقاء على قيد الحياة، مثل التسول أو اقتراض المال أو التوقف عن إرسال أطفالهم إلى المدرسة أو تقليص النفقات الصحية أو عدم تسديد الإيجار». وتحدثت عن ازدياد عدد أفراد الأسر الذين اضطروا إلى قبول وظائف زهيدة الأجر أو شديدة الخطورة أو نوبات عمل إضافية لتأمين الدخل نفسه الذي كانت الأسرة قادرة على توفيره في عام 2020.
وقال ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، أياكي إيتو، إنه «على مدى الأشهر الثمانية عشرة الماضية، فقدت العملة اللبنانية أكثر من 85 في المائة من قيمتها، فارتفعت الأسعار بشكل كبير، وأصبح مجرد البقاء على قيد الحياة بعيداً عن متناول عائلات اللاجئين السوريين». وحذر من أنه «سيكون لهذه الأزمة تأثير طويل الأمد على رفاه اللاجئين ومستقبل أطفالهم، كما أنها تهدد المكاسب التي تم تحقيقها في السابق، مثل إمكانية الوصول إلى الخدمات الأساسية».
وتقول مؤسسات الأمم المتحدة إن 60 في المائة من عائلات اللاجئين السوريين يعيشون في مساكن معرضة للخطر أو دون المعايير المطلوبة أو مكتظة. كما تظهر الدراسة زيادة في متوسط بدلات الإيجار لجميع أنواع المساكن، وفي جميع المحافظات، فضلاً عن زيادة احتمال الإخلاء.
ويشير تقرير الأمم المتحدة إلى أنه «في شهر يونيو (حزيران) الماضي، بلغت نسبة عائلات اللاجئين السوريين الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي 49 في المائة. واضطر ثلثا العائلات إلى تقليص حجم حصص الطعام أو تقليل عدد الوجبات المستهلكة يومياً».
وقال ممثل برنامج الأغذية العالمي مديره القطري في لبنان، عبد الله الوردات، إن هذا العام «كان حافلاً بالصعاب بالنسبة لجميع السكان في لبنان»، وأشار إلى أنه «بفضل الدعم السخي الذي تقدمه الجهات المانحة، يساعد برنامج الأغذية العالمي حالياً أكثر من 1.1 مليون لاجئ سوري، و600 ألف مواطن لبناني، شهرياً، إذ يقدم مساعدات نقدية وحصصاً غذائية، فضلاً عن تنظيم الأنشطة لدعم وحماية سبل كسب العيش».
أما فيما يتعلق بالنظافة الصحية، فقد بينت الدراسة أن عائلتين من أصل 10 عائلات لاجئة غير قادرتين على الوصول إلى مستلزمات رعاية الطفل الأساسية، وواحدة من أصل 10 عائلات غير قادرة على الحصول على مستلزمات النظافة الصحية النسائية.
ويتحمل الأطفال السوريون اللاجئون الجزء الأكبر من أعباء الأزمة، فثلاثون في المائة ممن هم في سن الدراسة (بين 6 و17 عاماً) لم يدخلوا المدرسة قط. وانخفض معدل الالتحاق بالمدارس الابتدائية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و14 عاماً بنسبة 25 في المائة في عام 2021. بالإضافة إلى ذلك، استمر الاتجاه التصاعدي في عمالة الأطفال السوريين في عام 2021، إذ بلغ عدد المنخرطين منهم في سوق العمل ما لا يقل عن 27825 طفلاً.
الأمم المتحدة تحذر من تدهور ظروف اللاجئين السوريين في لبنان
الأمم المتحدة تحذر من تدهور ظروف اللاجئين السوريين في لبنان
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة