لندن تحتفل بعودة جيمس بوند إلى قاعات السينما

أخيراً أطلّ «العميل السري 007» على شاشات السينما أمس، في لندن، بعد أن غيّبه فيروس «كوفيد - 19» وأخّر عرض آخر مغامراته. ويأمل الكثيرون أن يكون عرض فيلم «نو تايم تو داي»، وهو الأخير في السلسلة للمثل دانييل كريغ، مؤشراً على عودة الجمهور لقاعات السينما التي أنهكتها فترات الإغلاق الطويلة.
وحسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية فالفيلم يزخر كعادة كل أفلام بوند بمشاهد سباقات المطاردة والانفجارات وتبادل إطلاق النار. وأمس شهدت قاعة «رويال ألبرت هال» العريقة في لندن العرض العالمي الأول للفيلم قبل طرحه في الصالات السينمائية البريطانية اعتباراً من غد (الخميس).
ولهذه المناسبة، انضم المنتجان مايكل ج. ويلسون وباربارا بروكولي على السجادة الحمراء إلى المخرج كاري جوجي فوكوناغا («بيستس أوف نو نايشن» و«ترو ديتيكتيف») والممثلين دانييل كريغ ورامي مالك وليا سيدو والمغنية بيلي إيليش التي تؤدي الأغنية الرسمية للفيلم والتي تحمل عنوانه «نو تايم تو داي». وبعدما كان مقرراً بدء عرض الفيلم الخامس والعشرين من السلسلة في مارس (آذار) 2020، أُرجئ الموعد مرات عدة بسبب جائحة «كوفيد - 19» وبالتالي فإن طرح العمل يشكل حدثاً منتظراً سواء من محبي هذه المغامرات أو من الشركات المشغّلة لصالات السينما الساعية إلى ملء القاعات بعد فترات الإغلاق المتكررة.
وكان فيلم جيمس بوند السابق «سبيكتر» الذي خرج إلى الصالات نهاية 2015، قد حقق إيرادات فاقت 880 مليون دولار في العالم، وفق الصحافة المتخصصة.
وفي السنة نفسها، قال دانييل كريغ إنه يفضّل أن «يقطع شرايينه» على تقديم دور جيمس بوند مجدداً.
لكن من سيحمل الشعلة خلفاً لكريغ؟ يبقى الجواب عن هذا التساؤل لغزاً، لكن المنتجة باربارا بروكولي رأت أن الدور يجب أن يبقى مُسنداً لرجل، وهو موضوع يثير الانقسام. وقالت ألانا ماكغيل، وهي طالبة فلسفة التقتها وكالة الصحافة الفرنسية في شوارع لندن: «النساء يعانين نقصاً فادحاً في التمثيل» في السينما. وأكدت: «ضرورة منح النساء وأصحاب البشرة الملونة مكاناً أكبر في هوليوود». أما ديريك دومسون، وهو ساعي بريد يبلغ 62 عاماً، فقال إن شخصية جيمس بوند «لا يمكن أن تؤديها امرأة. هذا دور له رمزية كبيرة ولديه سمات ذكورية للغاية».
وللرد على الانتقادات بشأن التمييز الجنسي في بعض أفلام جيمس بوند، تمت الاستعانة بالممثلة وكاتبة السيناريو فيبي والر - بريدج لتحسين تمثيل النساء في الفيلم.
وفي هذا الفيلم، يترك العميل السري الذي ابتكر شخصيته الكاتب إيان فليمينغ، نشاطه الاستخباري ويستمتع بإجازة مستحقة في جامايكا. لكنّ هذه السكينة سيخرقها وصول صديقه القديم في «سي آي إيه» فيليكس ليتر الذي يقصده طلباً للمساعدة في إنقاذ عالم تعرض للخطف.
ولدى عودته إلى العمل، يُضطر «العميل 007» للتعاون مع زميلة جديدة تؤدي دورها البريطانية لاشانا لينش التي تحذّره منذ البداية قائلة: «إذا وقفت في طريقي، سأوجّه لك رصاصة في الركبة».
ويواجه بوند وزميلته الجديدة عدواً غامضاً مزوداً بأحدث الأسلحة المتطورة، ويؤدي دوره الممثل الأميركي من أصل مصري رامي مالك الحائز جائزة «أوسكار أفضل ممثل» سنة 2019 عن تجسيده لشخصية المغني فريدي ميركوري.
كما أن عالمة النفس مادلين سوان، وتؤدي دورها الممثلة الفرنسية ليا سيدو، لديها أمور كثيرة تخفيها في العمل الجديد، بعد مشاركتها أيضاً في الجزء السابق من هذه المغامرات.
وفي هذا الفيلم الجديد الذي صُور خصوصاً في إيطاليا وجامايكا، يشبه جيمس بوند «حيواناً جريحاً يصارع ماضيه كعميل سري»، على حد وصف المخرج كاري جوجي فوكوناغا في مقطع مصور نشرته شركة «يونيفرسال بيكتشرز» المنتجة للعمل السنة الماضية.
وقال المخرج إن جيمس بوند يخوض «سباقاً»، «ليس فقط من أجل إنقاذ العالم بل من أجل من يحبهم أيضاً».