تونس: إجراءات سعيد تفرز 3 تكتلات بلا «النهضة»

جانب من المظاهرات المناهضة للإجراءات الاستثنائية التي أقرها الرئيس سعيد الأحد الماضي وسط العاصمة (أ.ب)
جانب من المظاهرات المناهضة للإجراءات الاستثنائية التي أقرها الرئيس سعيد الأحد الماضي وسط العاصمة (أ.ب)
TT

تونس: إجراءات سعيد تفرز 3 تكتلات بلا «النهضة»

جانب من المظاهرات المناهضة للإجراءات الاستثنائية التي أقرها الرئيس سعيد الأحد الماضي وسط العاصمة (أ.ب)
جانب من المظاهرات المناهضة للإجراءات الاستثنائية التي أقرها الرئيس سعيد الأحد الماضي وسط العاصمة (أ.ب)

تمخضت التدابير الاستثنائية، التي اتخذها الرئيس التونسي قيس سعيد، عن ظهور ثلاث جبهات سياسية جديدة قد تًحدث تغييراً داخل المشهد السياسي التونسي القادم، لكن غابت عنها حركة «النهضة»، برئاسة راشد الغنوشي، على الرغم من دعواتها المتكررة للوقوف أمام احتكار الرئيس للسلطة.
ويقود حزب «حراك تونس الإرادة»، بزعامة الرئيس السابق المنصف المرزوقي، تكتلاً يناهض التدابير الرئاسية، ويضم أحزاب «الاتحاد الشعبي الجمهوري»، و«الإرادة الشعبية»، و«حركة وفاء». أما التكتل الثاني فيتزعمه حزب التيار الديمقراطي، ويضم بدوره أربعة أحزاب سياسية، هي: «التكتل الديمقراطي من أجل العمل والحريات»، و«الحزب الجمهوري»، و«آفاق تونس»، وهو تكتل مناهض أيضاً لتوجهات الرئيس سعيد. فيما تتزعم «حركة الشعب» التكتل الداعم لتوجهات سعيد، ويضم ستة أحزاب هي: «تونس إلى الأمام»، و«حركة البعث»، و«التيار الشعبي». إضافةً إلى «التحالف من أجل تونس»، و«الحزب الوطني الديمقراطي الاشتراكي».
ويرى مراقبون أن هذه التكتلات قد لا تكون ذات تأثير سياسي كبير على المشهد الحالي، ما دام أهم عنصرين مؤثرين على الساحة السياسية لم يعبّرا صراحةً عن الخطوات المقبلة التي سيتم اتخاذها لعودة المسار الديمقراطي. في إشارة إلى «الاتحاد العام التونسي للشغل» (نقابة العمال)، وحركة «النهضة»، مع بقية الأحزاب المنتمية للتيار الإسلامي.
في سياق ذلك، قررت «حركة مشروع تونس»، تكليف محمد الفاضل محفوظ، عضو المكتب التنفيذي للحزب، بإجراء اتصالات سياسية بهدف «خلق آلية وطنية مدنية وسياسية، تضع تصورات وبرنامج عمل للخروج من الوضع الاستثنائي الحالي في أقرب الآجال، والدفاع عن الحريات ودولة القانون والديمقراطية».
ودعت الحركة، إثر اجتماع مكتبها السياسي، أمس، إلى أن يكون الاتحاد العام للشغل، والأطراف التي ترفض العودة لما قبل إجراءات 25 يوليو (تموز)، أحد أهم أركان هذه المبادرة. وحذرت من عمليات الاستقطاب الثنائي، التي تمثل حسبها خطراً يعمّق الأزمة السياسية، ويضاعف منسوب التدخل الأجنبي في الشأن التونسي.
في السياق ذاته، حذّرت منظمات تونسية، من بينها «منظمة 23 - 10 لدعم مسار الانتقال الديمقراطي»، و«المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب»، و«المرصد التونسي للدفاع عن مدنية الدولة»، من «خطورة التمادي في إحكام الرئيس قيس سعيد قبضته على مقاليد الحكم، دون تحديد مُدّة التدابير الاستثنائية، التي قرر تمديدها يوم 22 سبتمبر (أيلول) الماضي إلى أجل غير مسمى».
ودعت هذه المنظمات إلى ضرورة اعتماد الكفاءة في تعيين الحكومة، وتوسيع دائرة المشاورات السياسية للخروج بالبلاد من الأوضاع التي تمر بها. مطالبة رئيس الجمهورية بـ«الابتعاد عن منطق الولاءات والمحسوبية في تعيين الحكومة التونسية المقبلة».
على صعيد آخر، قالت عبير موسي، رئيسة «الحزب الدستوري الحر» المعارض، إن رئيس الجمهورية «ترك قنبلة موقوتة بين يدي الغنوشي يمكن أن يستعملها في كل لحظة». في إشارة إلى عدم حل البرلمان.
وأكدت عبير أن الرئيس سعيد «دفع بنواب البرلمان كي يكونوا خصوماً له، وهم الآن يصطفّون مع الغنوشي رئيس البرلمان، وهو ما يخلق مناخاً من عدم الشرعية، وقد يخلق أيضاً برلمانين اثنين في تونس، أحدهما يقوده الغنوشي، والثاني سيكون تابعاً لرئيس الجمهورية». وحذّرت موسي من إمكانية توجه الغنوشي إلى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، و«هو ما سيخلق حالة تجييش ضد تونس، ويسهّل الاستقواء بالأجانب»، على حد تعبيرها.
وكان رياض الشعيبي، مستشار رئيس حركة «النهضة»، قد أكد أن الأخبار، التي تم تداولها مؤخراً حول قيام الغنوشي بتفويض صلاحياته البرلمانية الدستورية لنائبته سميرة الشواشي «لا أساس لها من الصحة». مبرزاً أن ترويج الشائعات للتشويش «لن يفيد كثيراً لأن حركة التاريخ واضحة في اتجاه الحرية والكرامة والديمقراطية». مشدداً على أن الغنوشي «منخرط في معركة استعادة الديمقراطية في البلاد، ولم يفوض لأيٍّ كان صلاحياته الدستورية، كما يروّج لذلك بعض المواقع المشبوهة».



مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
TT

مصر وسلطنة عمان تبحثان سلامة الملاحة في البحر الأحمر

نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)
نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء بسلطنة عُمان يستقبل وزير الخارجية المصري (الخارجية المصرية)

بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في سلطنة عمان، الاثنين، ملفَ التوترات الأمنية في البحر الأحمر، مؤكداً أهمية سلامة الملاحة البحرية وحرية التجارة الدولية، وارتباط ذلك بشكل مباشر بأمن الدول المشاطئة للبحر الأحمر.

وحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية المصرية، أشار عبد العاطي إلى «تأثير تصاعد حدة التوترات في البحر الأحمر على مصر، بشكل خاص، في ضوء تراجع إيرادات قناة السويس».

وأدى تصعيد جماعة «الحوثيين» في اليمن لهجماتها على السفن المارة في مضيق باب المندب والبحر الأحمر، منذ نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، بداعي التضامن مع الفلسطينيين في غزة، إلى تغيير شركات الشحن العالمية الكبرى مسارها من البحر الأحمر، واضطرت إلى تحويل مسار السفن إلى طرق بديلة منها مجرى رأس الرجاء الصالح.

وتراجعت إيرادات قناة السويس من 9.4 مليار دولار (الدولار الأميركي يساوي 50.7 جنيه في البنوك المصرية) خلال العام المالي (2022 - 2023)، إلى 7.2 مليار دولار خلال العام المالي (2023 - 2024)، حسب ما أعلنته هيئة قناة السويس في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وخلال لقاء الوزير عبد العاطي مع فهد بن محمود آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون مجلس الوزراء، أشار إلى تقدير مصر الكبير للقيادة الحكيمة للسلطان هيثم بن طارق، وللدور الإيجابي الذي تضطلع به سلطنة عمان على المستويين الإقليمي والدولي.

وأكد عبد العاطي أهمية التعاون المشترك لتعزيز الأمن العربي، وحرص مصر على التنسيق والتشاور مع السلطنة لتثبيت دعائم الأمن والاستقرار في المنطقة، لا سيما في ظل الاضطرابات غير المسبوقة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط على عدة جبهات.

وطبقاً للبيان، تناول اللقاء مناقشة عدد من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، على رأسها القضية الفلسطينية واستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، والجهود المصرية لاحتواء التصعيد في المنطقة، والتوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما تم تبادل الرؤى حول الأوضاع في سوريا واليمن والسودان وليبيا.

وخلال لقائه مع بدر البوسعيدي، وزير خارجية سلطنة عُمان، في إطار زيارته الرسمية إلى مسقط، ناقش عبد العاطي مجمل العلاقات الثنائية والتنسيق المشترك حيال القضايا الإقليمية محل الاهتمام المشترك.

مباحثات سياسية بين وزير الخارجية المصري ونظيره العماني (الخارجية المصرية)

تناول الوزيران، حسب البيان المصري، أطر التعاون الثنائي القائمة، وسبل تعزيز مسار العلاقات بين مصر وسلطنة عُمان، والارتقاء بها إلى آفاق أوسع تنفيذاً لتوجيهات قيادتي البلدين.

وزار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مسقط، في يونيو (حزيران) 2022، بينما زار السلطان هيثم بن طارق القاهرة في مايو (أيار) 2023.

وأكد الوزيران على أهمية التحضير لعقد الدورة السادسة عشرة للجنة المشتركة بين البلدين خلال الربع الأول من عام 2025، لتعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

وشدد عبد العاطي على الأهمية التي توليها مصر لتطوير وتعزيز علاقاتها مع سلطنة عُمان، مشيداً بالعلاقات الوطيدة والتاريخية التي تجمع بين البلدين. وأشار إلى الاهتمام الخاص الذي توليه مصر للتعاون مع أشقائها في الدول العربية في مجال جذب الاستثمارات والتعاون الاقتصادي والتبادل التجاري، مستعرضاً برنامج الإصلاح الاقتصادي والاجتماعي الجاري تطبيقه في مصر، والخطوات التي تم اتخاذها لتهيئة المناخ الاستثماري وتوفير الحوافز لجذب الاستثمارات الأجنبية.

كما أشار إلى أهمية العمل على تعزيز التعاون بين المنطقة الاقتصادية لقناة السويس وهيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بـالدقم، وكذلك الربط البحري بين ميناءي «الدقم» و«صلالة»، والموانئ المصرية مثل ميناء الإسكندرية وميناء العين السخنة وغيرهما، بما يعزز التبادل التجاري بين البلدين، ويساهم في تعميق التعاون بينهما في مجالات النقل الملاحي والتخزين اللوجستي، في ضوء ما تتمتع به مصر وعُمان من موقع جغرافي متميز يشرف على ممرات ملاحية ومضايق بحرية استراتيجية.

وفيما يتعلق بالأوضاع الإقليمية في ظل التحديات المتواترة التي تشهدها المنطقة، ناقش الوزيران، وفق البيان المصري، التطورات في سوريا، والحرب في غزة، وكذلك الأوضاع في ليبيا ولبنان، وتطورات الأزمة اليمنية وجهود التوصل لحل سياسي شامل، وحالة التوتر والتصعيد في البحر الأحمر التي تؤثر بشكل مباشر على أمن الدول المشاطئة له، كما تطرق النقاش إلى الأوضاع في منطقة القرن الأفريقي والتطورات في السودان والصومال.

وأكد البيان أن اللقاء عكس رؤيةً مشتركةً بين الوزيرين للعديد من التحديات التي تواجه المنطقة، وكيفية مواجهتها، وأكدا على أهمية تعزيز التعاون بين البلدين والحرص على تكثيف التشاور والتنسيق بشأن مختلف القضايا، كما اتفق الوزيران على تبادل تأييد الترشيحات في المحافل الإقليمية والدولية.