«طائرة مجهولة» تصيب 12 «موالياً لإيران» شرق سوريا

استهدفت قاعدة تستخدمها ميليشيات تابعة لطهران

TT

«طائرة مجهولة» تصيب 12 «موالياً لإيران» شرق سوريا

دير الزور - عمان - لندن:
«الشرق الأوسط»

ذكر سكان ومصادر عسكرية أن طائرات مجهولة استهدفت قاعدة تديرها فصائل مسلحة مدعومة من إيران في محافظة دير الزور بشرق سوريا قرب الحدود العراقية، حيث وسّعت طهران نطاق وجودها العسكري العام الماضي.
وقالوا إن الضربات وقعت جنوب بلدة الميادين على نهر الفرات والتي أصبحت قاعدة كبيرة لعدد من الفصائل المسلحة، ومعظمها من العراق، منذ طرد مقاتلي تنظيم «داعش» قبل أربعة أعوام تقريباً.
وأفاد ساكنان بأن مقاتلي الفصائل المسلحة المدعومة من إيران الذين كانوا يجوبون الشوارع وُضعوا في حالة تأهب قصوى، وبأن سيارات الإسعاف شوهدت وهي تسير مسرعة نحو الأطراف الصحراوية للمدينة بعد سماع دوي انفجارات عدة.
وقال ساكن يُدعى أحمد الشاوي لـ«رويترز» في رسالة نصية «عناصر مذعورة للميليشيات الإيرانية تطلب من المارة وأصحاب السيارات إخلاء وسط المدينة».
ويقول السكان والمصادر العسكرية، إن الفصائل المسلحة تسيطر الآن على البلدة التي تهيمن عليها العشائر السنية، وذلك في إطار وجودها المتنامي في محافظة دير الزور.
ولم يرد أي ذكر بعد للهجمات الجوية في وسائل الإعلام الحكومية السورية، التي سبق لها نفي انتشار الآلاف من مقاتلي الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في أجزاء كبيرة من البلاد.
وتقول إسرائيل، التي تشعر بالقلق من تنامي نفوذ إيران الإقليمي ووجودها العسكري في سوريا، إنها نفذت مئات الضربات في سوريا لإبطاء تعزيز طهران موقعها هناك.
وخلال العام الماضي، تركزت ضربات الطائرات الإسرائيلية المسيرة على بلدة البوكمال الحدودية، جنوب شرقي الميادين، التي تقع على طريق إمداد استراتيجي للفصائل المسلحة المدعومة من إيران والتي ترسل بانتظام تعزيزات من العراق إلى سوريا. وتسيطر هذه الفصائل أيضاً على مساحات شاسعة من الحدود على الجانب العراقي.
وتقول مصادر مخابرات غربية، إن إسرائيل وسّعت نطاق الضربات الجوية على ما يشتبه بأنها عمليات نقل أسلحة ونشرها من قبل فصائل مدعومة من إيران وحلفائها من «حزب الله» اللبناني الذين يدعمون الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إن «الاستهداف الجوي من قبل طيران حربي لا يزال مجهول الهوية، أدى إلى تدمير منصات لصواريخ أرض - أرض إيرانية الصنع، كانت الميليشيات التابعة لإيران قد نصبتها بمنطقة المزارع الواقعة ببادية الميادين والتي تعد أكبر تجمع للميليشيات في المنطقة». وأضاف، أن «الاستهداف وشظايا الصواريخ تسببت في إصابة 12 شخصاً على الأقل من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، جرى نقلهم إلى مشفى الشفاء التابع للميليشيات ضمن مدينة الميادين، وسط فرض طوق أمني واستنفار كبير لهم في المنطقة».
والجدير بالذكر، أن منطقة المزارع هي منطقة عسكرية للميليشيات الإيرانية وتتخذها الميليشيات مركزاً لتدريب المقاتلين والمنتسبين الجدد.
وكانت «المرصد» أفاد في 25 الشهر الحالي، بأن «ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، عمدت إلى نقل صواريخ إيرانية الصنع من طراز (بركان إتش 2) من مخزن للسلاح تابع للميليشيات بالقرب من منطقة الشبلي الأثرية ببادية الميادين شرقي دير الزور، ونقلتها عبر شاحنات بحراسة مشددة إلى مناطق ونقاط تمركز الميليشيات التابعة لإيران في منطقة معدان بريف الرقة الشرقي. ولم ترد معلومات عن أسباب العملية هذه، فيما إذا كانت تندرج تحت التجهيزات المستمرة من قبل تلك الميليشيات لاستهداف قواعد ومواقع التحالف شرق الفرات أم لأسباب أخرى».
في منتصف الشهر، أُفيد بمقتل 3 أشخاص من «الحشد الشعبي» العراقي، جراء الاستهداف الجوي عند الحدود السورية – العراقية.



الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
TT

الحوثيون ينقلون أسلحة إلى صعدة لتحصينها من الاستهداف الأميركي

طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)
طائرة من طراز «إف 16» تحلق في منطقة عمليات القيادة المركزية الأميركية (الجيش الأميركي)

كثفت الولايات المتحدة ضرباتها الجوية في الأسابيع الأخيرة على مواقع الجماعة الحوثية بمحافظة عمران، لا سيما مديرية حرف سفيان، في مسعى لتدمير أسلحة الجماعة المخزنة في مواقع محصنة تحت الأرض، ما جعل الجماعة تنقل كميات منها إلى معقلها الرئيسي في صعدة (شمال).

وكشفت مصادر يمنية مطلعة أن الجماعة الحوثية نقلت خلال الأيام الأخيرة مركز الصواريخ والطائرات المسيرة من مناطق عدة بمحافظة عمران إلى محافظة صعدة، وذلك تخوفاً من استهداف ما تبقى منها، خصوصاً بعد تعرض عدد من المستودعات للتدمير نتيجة الضربات الغربية في الأسابيع الماضية.

وكانت المقاتلات الأميركية شنت في الآونة الأخيرة، غارات مُكثفة على مواقع عسكرية تابعة للحوثيين، كان آخرها، الجمعة، حيث تركزت أغلب الضربات على مديرية «حرف سفيان» الواقعة شمال محافظة عمران على حدود صعدة.

وبحسب المصادر التي تحدثت لـ«الشرق الأوسط»، نقلت الجماعة الحوثية، تحت إشراف عناصر من «سلاح المهندسين والصيانة العسكرية»، مجموعة صواريخ متنوعة ومسيّرات ومنصات إطلاق متحركة وأسلحة أخرى متنوعة إلى مخازن محصنة في مناطق متفرقة من صعدة.

دخان يتصاعد في صنعاء عقب ضربات أميركية استهدفت موقعاً حوثياً (رويترز)

وتمت عملية نقل الأسلحة - وفق المصادر - بطريقة سرية ومموهة وعلى دفعات، كما استقدمت الجماعة الحوثية شاحنات نقل مختلفة من صنعاء بغية إتمام العملية.

وتزامن نقل الأسلحة مع حملات اختطاف واسعة نفذتها جماعة الحوثيين في أوساط السكان، وتركزت في الأيام الأخيرة بمدينة عمران عاصمة مركز المحافظة، ومديرية حرف سفيان التابعة لها بذريعة «التخابر لصالح دول غربية».

واختطف الانقلابيون خلال الأيام الأخيرة، نحو 42 شخصاً من أهالي قرية «الهجر» في حرف سفيان؛ بعضهم من المشرفين والمقاتلين الموالين لهم، بعد اتهامهم بالتخابر مع أميركا وإسرائيل، وفقاً للمصادر.

وجاءت حملة الاختطافات الحوثية عقب تنفيذ الجيش الأميركي في الأسبوعين الماضيين، عشرات الغارات التي استهدفت منشآت عسكرية وأماكن تجمعات للجماعة في حرف سفيان، أسفر عنها تدمير منشآت استُخدمت لشن هجمات ضد سفن تجارية وسفن حربية أميركية بجنوب البحر الأحمر وخليج عدن.

أهمية استراتيجية

نظراً للأهمية الاستراتيجية لمنطقة «حرف سفيان» في عمران، فقد تركزت الغارات على استهداف منشآت ومواقع متفرقة في المديرية ذاتها.

وتُعدّ مديرية «حرف سفيان» كبرى مديريات محافظة عمران من أهم معاقل الجماعة الحوثية بعد محافظة صعدة، وذلك نظراً لمساحتها الكبيرة البالغة نحو 2700 كيلومتر مربع، مضافاً إلى ذلك حدودها المتصلة بـ4 محافظات؛ هي حجة، والجوف، وصعدة، وصنعاء.

أنصار الحوثيين يحملون صاروخاً وهمياً ويهتفون بشعارات خلال مظاهرة مناهضة لإسرائيل (أ.ب)

وكان قد سبق لجماعة الحوثيين تخزين كميات كبيرة من الأسلحة المنهوبة من مستودعات الجيش اليمني في مقرات عسكرية بمحافظة عمران؛ منها معسكر «اللواء التاسع» بضواحي مدينة عمران، و«لواء العمالقة» في منطقة الجبل الأسود بمديرية حرف سفيان، وموقع «الزعلاء» العسكري الاستراتيجي الذي يشرف على الطريق العام الرابط بين صنعاء وصعدة، إضافة إلى مقار ومواقع عسكرية أخرى.

وإلى جانب ما تُشكله هذه المديرية من خط إمداد رئيسي للانقلابيين الحوثيين بالمقاتلين من مختلف الأعمار، أكدت المصادر في عمران لـ«الشرق الاوسط»، أن المديرية لا تزال تُعدّ مركزاً مهماً للتعبئة والتجنيد القسري لليمنيين من خارج المحافظة، لكونها تحتوي على العشرات من معسكرات التدريب التي أسستها الجماعة في أوقات سابقة، وترسل إليها المجندين تباعاً من مناطق عدة لإخضاعهم للتعبئة الفكرية وتلقي تدريبات قتالية.

صورة عامة لحاملة الطائرات الأميركية «يو إس إس هاري ترومان» (رويترز)

وتقول المصادر إن الضربات الأميركية الأخيرة على محافظة عمران كانت أكثر إيلاماً للحوثيين من غيرها، كونها استهدفت مباشرةً مواقع عسكرية للجماعة؛ منها معمل للطيران المسير، وكهوف تحوي مخازن أسلحة وأماكن خاصة بالتجمعات، بعكس الغارات الإسرائيلية التي تركزت على استهداف البنى التحتية المدنية، خصوصاً في صنعاء والحديدة.

وترجح المصادر أن الأميركيين كثفوا ضرباتهم في مديرية حرف سفيان بعد أن تلقوا معلومات استخبارية حول قيام الحوثيين بحفر ملاجئ وأنفاق ومقرات سرية لهم تحت الأرض، حيث يستخدمونها لعقد الاجتماعات وإقامة بعض الدورات التعبوية، كما أنها تحميهم من التعرض لأي استهداف مباشر.