دير الزور - عمان - لندن:
«الشرق الأوسط»
ذكر سكان ومصادر عسكرية أن طائرات مجهولة استهدفت قاعدة تديرها فصائل مسلحة مدعومة من إيران في محافظة دير الزور بشرق سوريا قرب الحدود العراقية، حيث وسّعت طهران نطاق وجودها العسكري العام الماضي.
وقالوا إن الضربات وقعت جنوب بلدة الميادين على نهر الفرات والتي أصبحت قاعدة كبيرة لعدد من الفصائل المسلحة، ومعظمها من العراق، منذ طرد مقاتلي تنظيم «داعش» قبل أربعة أعوام تقريباً.
وأفاد ساكنان بأن مقاتلي الفصائل المسلحة المدعومة من إيران الذين كانوا يجوبون الشوارع وُضعوا في حالة تأهب قصوى، وبأن سيارات الإسعاف شوهدت وهي تسير مسرعة نحو الأطراف الصحراوية للمدينة بعد سماع دوي انفجارات عدة.
وقال ساكن يُدعى أحمد الشاوي لـ«رويترز» في رسالة نصية «عناصر مذعورة للميليشيات الإيرانية تطلب من المارة وأصحاب السيارات إخلاء وسط المدينة».
ويقول السكان والمصادر العسكرية، إن الفصائل المسلحة تسيطر الآن على البلدة التي تهيمن عليها العشائر السنية، وذلك في إطار وجودها المتنامي في محافظة دير الزور.
ولم يرد أي ذكر بعد للهجمات الجوية في وسائل الإعلام الحكومية السورية، التي سبق لها نفي انتشار الآلاف من مقاتلي الفصائل المسلحة المدعومة من إيران في أجزاء كبيرة من البلاد.
وتقول إسرائيل، التي تشعر بالقلق من تنامي نفوذ إيران الإقليمي ووجودها العسكري في سوريا، إنها نفذت مئات الضربات في سوريا لإبطاء تعزيز طهران موقعها هناك.
وخلال العام الماضي، تركزت ضربات الطائرات الإسرائيلية المسيرة على بلدة البوكمال الحدودية، جنوب شرقي الميادين، التي تقع على طريق إمداد استراتيجي للفصائل المسلحة المدعومة من إيران والتي ترسل بانتظام تعزيزات من العراق إلى سوريا. وتسيطر هذه الفصائل أيضاً على مساحات شاسعة من الحدود على الجانب العراقي.
وتقول مصادر مخابرات غربية، إن إسرائيل وسّعت نطاق الضربات الجوية على ما يشتبه بأنها عمليات نقل أسلحة ونشرها من قبل فصائل مدعومة من إيران وحلفائها من «حزب الله» اللبناني الذين يدعمون الرئيس السوري بشار الأسد.
وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، أمس، إن «الاستهداف الجوي من قبل طيران حربي لا يزال مجهول الهوية، أدى إلى تدمير منصات لصواريخ أرض - أرض إيرانية الصنع، كانت الميليشيات التابعة لإيران قد نصبتها بمنطقة المزارع الواقعة ببادية الميادين والتي تعد أكبر تجمع للميليشيات في المنطقة». وأضاف، أن «الاستهداف وشظايا الصواريخ تسببت في إصابة 12 شخصاً على الأقل من الميليشيات الموالية لإيران من جنسيات غير سورية، جرى نقلهم إلى مشفى الشفاء التابع للميليشيات ضمن مدينة الميادين، وسط فرض طوق أمني واستنفار كبير لهم في المنطقة».
والجدير بالذكر، أن منطقة المزارع هي منطقة عسكرية للميليشيات الإيرانية وتتخذها الميليشيات مركزاً لتدريب المقاتلين والمنتسبين الجدد.
وكانت «المرصد» أفاد في 25 الشهر الحالي، بأن «ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، عمدت إلى نقل صواريخ إيرانية الصنع من طراز (بركان إتش 2) من مخزن للسلاح تابع للميليشيات بالقرب من منطقة الشبلي الأثرية ببادية الميادين شرقي دير الزور، ونقلتها عبر شاحنات بحراسة مشددة إلى مناطق ونقاط تمركز الميليشيات التابعة لإيران في منطقة معدان بريف الرقة الشرقي. ولم ترد معلومات عن أسباب العملية هذه، فيما إذا كانت تندرج تحت التجهيزات المستمرة من قبل تلك الميليشيات لاستهداف قواعد ومواقع التحالف شرق الفرات أم لأسباب أخرى».
في منتصف الشهر، أُفيد بمقتل 3 أشخاص من «الحشد الشعبي» العراقي، جراء الاستهداف الجوي عند الحدود السورية – العراقية.