«أدب»... مشروع سعودي ثقافي «رقمي» يثري المحتوى العربي

دفع شح المشاريع الثقافية العربية أحد المهتمين إلى تأسيس منصة «أدب» السعودية، التي أكملت مؤخراً عامها الـ20، بنمو متواصل سنة تلو أخرى، لتصل اليوم إلى ملايين العرب؛ كما يوضح مؤسسها الدكتور عبد الله السفياني، مؤكداً أن الأثر الممتد للمشروع أثر عالمي، مع وجود نسخة إنجليزية للموقع الإلكتروني، مشيراً إلى أن «عدد الزوار يزيد على المليار».
وأفاد السفياني؛ في حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بأنّه أسس «أدب» بوصفه مشروعاً ثقافياً يملأ الفراغ الموجود في الساحة الرقمية، مبيناً أنّه جاء من رحم منتديات الإنترنت في أواخر التسعينات من القرن الماضي، لتقوم فكرته على توثيق الشعر والأدب العربي على وجه العموم، من ثمّ تطورت الفكرة مع مرور الزمن فأصبحت مشروعاً ثقافياً يعنى بجوانب كثيرة في الأدب؛ من بينها الأمسيات الشعرية والفكرية والنقدية وإصدار مجموعات شعرية وقصصية في النشر مع شركاء آخرين.
واليوم؛ أصبح هذا المشروع يتلقى العديد من الرسائل من دول العالم ومن جامعات غربية استفادت من قواعد المعلومات الموجودة في الموقع الإلكتروني، كما يكشف السفياني، مبيناً أنّ هناك دراسة أميركية ستتناول قريباً موقع «أدب» وتأثيره على الحراك الثقافي.
ويتجه هذا المشروع حالياً إلى إثراء المحتوى العربي، حسب السفياني، وذلك «عبر شراكة ثقافية مع عدد من المؤسسات الثقافية الكبيرة؛ من بينها مركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي (إثراء)، من أجل تعزيز المحتوى العربي»، مؤكداً أنّ الهدف من ذلك هو «دعم المؤثرين ثقافياً وتمكين مشاريعهم الثقافية».
ويضيف السفياني: «كان مشروع (مد) للترجمة من المبادرات التي تقدمت بها (أدب) وتعاونت معها (إثراء) من أجل تقديم كتب فكرية وأدبية تتميز بالعمق وبساطة اللغة للقارئ العربي، وهذا مشروع يعدّ من المشروعات الحيوية ثقافياً، نظراً لما تحتله الترجمة من مكانة بارزة في تداخل الثقافات وحواراتها».
ويشير السفياني إلى ما كتبه الباحث الأميركي شون فولي في كتابه «السعودية المتغيرة»، ذاكراً أهم المؤسسات الثقافية، بالقول: «هناك جهة كبرى لعبت دوراً جوهرياً في النهوض بالحركة الفنية - الأدبية في المملكة، ألا وهي مؤسسة (أدب)، التي نشرت عبر الدار التابعة لها لعدد من المؤلفين البارزين والمهمين. وتحتل (أدب) مكانة كبيرة في الفضاء الافتراضي من خلال موقعها الإلكتروني الذي يعدّ أكبر مؤسسة ثقافية ودار نشر في الشرق الأوسط، والعالم العربي أجمع».