تفاقم العنف السياسي داخل الأحزاب والتيارات الدينية اليهودية المختلفة، ليبلغ حد محاولة نتف لحية أحد كبار رجال الدين العاملين في السياسة، ورش باب بيته بمادة كيماوية حارقة وماء النار.
وحسب الشكوى التي رفعها النائب مئير بوروش (66 عاماً)، إلى الشرطة، فإنه يتعرض منذ مدة لملاحقات وإهانات وسلسلة اعتداءات دامية، يعتبرها تهديداً حقيقياً لحياته ولحياة أفراد عائلته.
وبروش هو من سلالة متدينة معروفة، فوالده مناحم كان زعيماً لحزب «أغودات يسرائيل» طيلة 30 عاماً، وانتخب عن الحزب نائباً في الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) لمدة 37 عاماً متواصلة، وجده موشيه كان من مؤسسي الأحزاب الدينية اليهودية قبل قيام إسرائيل. غير أنه وقبل أسبوعين، هاجمه شابان يهوديان متدينان من تيار منافس أمام بيته، وهما يحملان مقصاً، وحاولا نتف لحيته، لكنه تمكن من التحرر منهما بمساعدة الجيران.
وفي يوم أمس، استيقظ وإذا بمادة كيماوية ذات رائحة حادة مندلقة أمام باب بيته. ومع أن الشرطة أعلنت أنها ترى الأمر بخطورة بالغة، واستنكر الاعتداء كل من رئيس الوزراء، نفتالي بنيت، ورئيس الحكومة البديل وزير الخارجية، يائير لبيد، ورؤساء الأحزاب على اختلافها من الائتلاف ومن المعارضة، إلا أن الشرطة لم تعثر على الفاعلين ولم تقدم أحداً إلى القضاء.
يذكر أن الأحزاب الدينية اليهودية في إسرائيل، منضوية تحت كتلتين برلمانيتين، كتلة «شاس» لليهود الشرقيين ولها 9 نواب، وكتلة «يهدوت هتوراة» التي تضم حزبي «أغودات يسرائيل» و«ديجل توراه»، ولها 7 نواب بينهم فوروش.
وهناك تيارات دينية متمردة على هذه الأحزاب، تدخل في صراعات معها حول مختلف القضايا الدينية والاجتماعية، وكذلك على صعيد التنافس الشخصي والحزبي. ولكن هذه الخلافات لم تتحدر إلى مستوى العنف والإهانات كما يحصل في الأيام الأخيرة. وأعرب العديد من النواب عن قلقهم من هذا التدهور، واعتبروه تهديداً بتكرار عمليات الاغتيال السياسي التي شهدتها الحلبة السياسية العلمانية قبل قيام إسرائيل، وتم تكرارها سنة 1995 عندما أقدم يغئال عمير، أحد نشطاء الصهيونية الدينية، على اغتيال إسحق رابين، رئيس الوزراء، في حينه.
حرب داخلية بين الأحزاب الدينية في إسرائيل
حرب داخلية بين الأحزاب الدينية في إسرائيل
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة