قصف سوري على «نبع السلام» التركي

TT

قصف سوري على «نبع السلام» التركي

قصفت قوات النظام السوري، أمس، مواقع للجيش التركي وفصائل سورية معارضة، بعد استهداف طائرة حربية روسية حلقت فوق قرية الدردارة التابعة لبلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي.
وبينما كانت طائرة روسية تحلق على علو منخفض فوق قرية الدردارة، استُهدفت بصاروخ مضاد من محيط المنطقة دون أن يتمكن من إصابتها، لتقوم المروحية بإطلاق بالونات حرارية وانسحبت من أجواء المنطقة، تزامنت مع قصف صاروخي كثيف نفذتها فصائل «الجيش الوطني» المعارضة المتواجدة في مناطق عملية «نبع السلام» التركية؟
وشنت القوات النظامية المنتشرة في نقاط التماس بالبلدة قصفاً صاروخياً على مواقع الجيش التركي وفصائل موالية في قريتي القاسمية والدردارة ومحاور أخرى بريف تل تمر، وقال مصد عسكري رفيع، إن القصف السوري على مواقع تركية جاء بأوامر من قيادة القوات الروسية. وتعد هذه الحادثة الأولى من نوعها منذ تنفيذ عملية «نبع السلام» التركية بشهر أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
في السياق ذاته، قال قائد «مجلس تل تمر العسكري» دمهات بروسك وتنضوي في صفوف «قوات سوريا الديمقراطية» (قسد)، إن ريف تل تمر يشهد قصفاً متكرراً منذ منتصف أغسطس (آب) الماضي، والقرى التي تتعرض للاستهداف هي الدردارة، والطويلة، وتل كره بيت، وأم الكيف، وقرية العبوش، وباب الخير، وقرية الكوزلية، إضافة إلى قرى أشورية عدة تقع بجهتها الشمالية الغربية، وطالت نيران القصف القرى المطلة على الطريق الدولية السريعة (إم 4) من الجهة الجنوبية.
إلى ذلك، وسّعت القوات الروسية قاعدتها المتواجدة في محيط مطار القامشلي وبدأت تشيّد مهبطاً للطيران الحربي ومركز تنسيق في ساحة «الثكنة الفرنسية» القديمة.
وتقع المنطقة داخل المربع الأمني الخاضع للقوات النظامية بعد وصول تعزيزات روسية من المطار المجاور، في حين تسيطر «قوات سوريا الديمقراطية» المدعومة من تحالف دولي على القسم الأكبر من مساحة مدينة القامشلي وكامل ريفها.



توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
TT

توجّه حوثي لإنشاء كيان يتولّى مراقبة صالات الأعراس

حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)
حوثيون يغلقون صالة مناسبات في صنعاء (إكس)

تعتزم الجماعة الحوثية في اليمن تأسيس كيان نقابي جديد يتولى مهمة تشديد الرقابة على عمل صالات الأعراس والمناسبات في العاصمة المختطفة صنعاء وبقية المدن تحت سيطرة الجماعة.

جاء ذلك خلال دعوة وجهتها ما تسمى الغرفة التجارية والصناعية الخاضعة للحوثيين في صنعاء لمُلاك صالات الأعراس والمناسبات تحضهم على حضور ما تسميه اللقاء التأسيسي لقطاع صالات الأعراس والمناسبات تحت إدارة ورعاية وإشراف قيادات في الجماعة.

جانب من اجتماع قيادات حوثية تدير أجهزة أمنية في صنعاء (إعلام حوثي)

يتزامن هذا التحرك مع شن الجماعة مزيداً من حملات فرض الإتاوات والابتزاز والاعتقال لمُلاك صالات الأعراس والفنانين والمُنشِدين بذريعة حظر الغناء والتصوير وكل مظاهر الفرح، ضمن مساعيها لإفساد بهجة السكان وتقييد حرياتهم.

ووضعت قيادات حوثية تُدير شؤون الغرفة التجارية في صنعاء شروطاً عدة للانضمام والمشاركة في اللقاء التأسيسي المزعوم، من بينها امتلاك مالك القاعة الذي سيحضر سجلاً تجارياً، وأن تكون بطاقة عضويته في الغرفة الحوثية مُجدَّدة لعام 2024، كما حدّدت الجماعة يوم 11 من نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، موعداً لانعقاد اللقاء التأسيسي لمُلاك صالات الأعراس.

وسبق للجماعة الحوثية أن داهمت في أواخر مايو (أيار) العام الماضي، مقر الغرفة التجارية والصناعية في صنعاء، وعيّنت أحد عناصرها رئيساً لها بالقوة، وأزاحت رئيس وأعضاء مجلس الإدارة المنتخبين.

ويقول ناشطون حقوقيون في صنعاء إن إنشاء هذا الكيان الرقابي يندرج ضمن توجه الجماعة لفرض كامل السيطرة على القطاع، وإرغام الصالات على الالتزام بالتعليمات فيما يخص حظر الأغاني، ودفع مزيد من الإتاوات والجبايات.

دهم وخطف

أكدت مصادر محلية في محافظة عمران (شمال صنعاء) قيام الجماعة الحوثية باختطافات وإجراءات تعسفية ضد ملاك صالات الأعراس والمنشدين، كان آخرها قيام القيادي في الجماعة أبو داود الحمزي المعيّن مديراً لأمن مديرية خمر باعتقال المُنشد محمد ناصر داحش، وثلاثة من أعضاء فريقه الإنشادي من صالة عُرس وسط المدينة.

وأكدت المصادر لـ«الشرق الأوسط»، أن الحمزي ومسلحيه اقتحموا صالة العُرس، وباشروا بمصادرة ونهب ما فيها من أجهزة ومعدات، وخطف مالك الصالة والمُنشد وفريقه، والزج بهم في أحد السجون.

حالة هلع بحفل زفاف اقتحمه حوثيون لمنع الغناء في عمران (إكس)

ويتهم القيادي الحمزي، وفق المصادر، المُنشد داحش بتحريض الفنانين والمُنشدين وملاك قاعات الأفراح والسكان بشكل عام على رفض القرارات التعسفية الصادرة عن جماعته، التي تشمل منع الأغاني في الأعراس.

وصعدت الجماعة على مدى الفترات الماضية من عمليات الدهم والمصادرة والخطف التي ينفّذها عناصر تابعون لها تحت اسم «شرطة الأخلاق»، ضد قاعات الأفراح والفنانين.

وأرغم الحوثيون، أخيراً، نساء يمنيات في مناطق بمحافظة إب على ترديد «الصرخة الخمينية»، والاستماع إلى الزوامل الحوثية داخل صالات الأعراس، مقابل السماح لهن بإقامة الأفراح في الصالات بعد الالتزام بالشروط كافة.

كما فرض الانقلابيون في منتصف الشهر الماضي قيوداً مُشددة على مُلاك قاعات الأعراس في ريف صنعاء، حيث حددوا وقت أعراس النساء في الصالات إلى الساعة الثامنة مساءً، ومنعوا التصوير ومكبرات الصوت، كما حظروا دخول العريس للقاعة لأخذ عروسه، ومنعوا استدعاء الفنانين والفرق الغنائية في الأعراس.