مشاركة الائتلاف السوري في قمة شرم الشيخ معلّقة بانتظار دعوة مصر

مشاركة الائتلاف السوري في قمة شرم الشيخ معلّقة بانتظار دعوة مصر
TT

مشاركة الائتلاف السوري في قمة شرم الشيخ معلّقة بانتظار دعوة مصر

مشاركة الائتلاف السوري في قمة شرم الشيخ معلّقة بانتظار دعوة مصر

أعلن نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، هشام مروة، أن الائتلاف لم يتلقَّ بعد دعوة للمشاركة في القمة العربية التي تستضيفها مصر، السبت المقبل، مشيرا في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إلى أن الائتلاف «يجري تحركات دبلوماسية لمتابعة هذه القضية»، واصفا التأخير في إرسال الدعوة بأنه «غير مفهوم».
وتستضيف مدينة شرم الشيخ في مصر القمة العربية يومي 28 و29 من الشهر الحالي لبحث قضايا المنطقة، منها الأمن القومي العربي، ومحاربة التنظيمات الإرهابية التي تمددت في المنطقة. ويعد مقعد سوريا في جامعة الدول شاغرا، علما بأن الائتلاف شغله في قمة الدوحة في عام 2013، حين اتخذت جامعة الدول العربية قرارا اعتبرت فيه الائتلاف «الممثل الشرعي الوحيد للشعب السوري»، بينما ألقى رئيس الائتلاف السابق كلمة سوريا في قمة الكويت 2014.
ولفت مروة إلى أنه بعد مؤتمري الدوحة والكويت، طلبت الجامعة العربية من الائتلاف استكمال هيئته التنفيذية كي يصبح قادرا على شغل مقعد سوريا في القمة. وأضاف: «استكملنا ما هو مطلوب منا والمتمثل في إنشاء الهيئة التنفيذية، وانتخبنا حكومة، مما يعني أن العقبات القانونية ذُللت، وبتنا جاهزين للمشاركة حين نتلقى الدعوة».
ورفض مروة في تصريحاته لـ«الشرق الأوسط» تحميل المسؤولية لجهة معينة، قائلا: «ما زلنا ننتظر وصول الدعوة»، لافتا في الوقت نفسه، إلى أن رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف، هيثم المالح، «شارك نيابة عن الائتلاف في الاجتماعات التحضيرية للقمة التي عقدت في القاهرة بحضور وزراء الخارجية العرب». وإذ أكد أن «ما يحصل غير مفهوم ومخالف لقرار القمة العربية في الدوحة عام 2013»، لفت إلى «أننا شكلنا وفدنا وننتظر وصول الدعوة للحضور والمشاركة في الاجتماعات».
وكانت وكالة «أناضول» نقلت عن هيثم المالح قوله: «في حال عدم حضورنا القمة، فإن القاهرة تكون قد خالفت قرارات القمة العربية». لكن مصدرا دبلوماسيا مصريا، قال إن مقعد سوريا شاغر منذ اتخاذ قرار بتجميد عضوية سوريا في نوفمبر (تشرين الثاني)، ولا يوجد قرار حتى الآن بتسليم الائتلاف مقعد سوريا حتى يتم دعوته.
ورفض المصدر، بحسب «أناضول»، الاستناد إلى دعوة الائتلاف في وقت سابق لقمتي الدوحة والكويت كمبرر لدعوته في قمة القاهرة. وقال: «نحن لسنا مسؤولين عن توجيه دعوة للائتلاف، والأمانة العامة للجامعة العربية هي المسؤولة عن هذا الأمر ولها الحق في دعوته أو لا».
وتفرض بروتوكولات القمة العربية أن توجه وزارة الخارجية للدولة العربية المستضيفة للقمة، دعوات للمشاركة بناء على تنسيق مع الجامعة العربية. ووفق هذا المبدأ، أرسل الائتلاف قائمة بأسماء الوفد المنوي مشاركته في القمة في الخارجية المصرية، لكنه لم يتلقَّ الدعوة حتى الآن.
وربطت مصادر سوريا معارضة عدم توجيه الدعوات، بقرار الائتلاف إحجامه عن المشاركة في مؤتمر «القاهرة 2» المزمع عقده الشهر المقبل في القاهرة، بعد اتخاذه ذلك القرار في اجتماعات هيئته العامة الأخيرة في إسطنبول. ورجحت المصادر في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أن يكون قرار الائتلاف وراء التأخير في توجيه الدعوات، مشيرة إلى أن «الائتلاف اتخذ القرار بعدم المشاركة في مؤتمر (القاهرة 2) الذي يبحث في إمكانية التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية، بعد مقررات مؤتمر (القاهرة 1) الذي عقد في يناير (كانون الثاني) الماضي، كونه بدا غير بعيد عن مقررات مؤتمر (موسكو 2)». وأضافت المصادر أن «المعارضة ترفض نتائج أي مساعٍ تعيد إنتاج النظام لفترة محددة، وإبقاء (الرئيس السوري بشار الأسد) على رأس الحكم، وهو ما يعني إجهاضا للثورة».
بدوره، رأى مروة أن «بعض الدول استطاعت أن تؤثر على قرار الجامعة، مما خلق نوعا من التردد لدعوتنا للقمة، علما بأن معظم الدول العربية تقف إلى جانب الائتلاف». وأضاف: «الحضور له رمزيته السياسية، وهي خطوة سياسية تؤثر على مستوى المشهد السياسي، وتفيد بأن نظاما يقتل شعبه، لا يمكن أن يكون ممثلا لشعبه».
وسبق أن شارك الائتلاف في القمة العربية بالدوحة عام 2013 وجلس رئيسه آنذاك، معاذ الخطيب، على مقعد سوريا، وجاءت قمة الكويت في عام 2014 بتغيرات طفيفة، فلم يجلس رئيس الائتلاف السابق أحمد الجربا على مقعد سوريا، إلا أنه شارك في القمة وألقى كلمة، وكان من قرارات القمة دعوة الائتلاف لحضور اجتماعات الجامعة العربية.



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.