مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية: تزويد الجيش الوطني بالسلاح أبرز مطالبنا من قمة شرم الشيخ

أبو راشد دعا في لقاء مع («الشرق الأوسط») إلى الفصل بين الحوار ومكافحة الإرهاب

أبو راشد («الشرق الأوسط»)
أبو راشد («الشرق الأوسط»)
TT

مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية: تزويد الجيش الوطني بالسلاح أبرز مطالبنا من قمة شرم الشيخ

أبو راشد («الشرق الأوسط»)
أبو راشد («الشرق الأوسط»)

كشف السفير عاشور أبو راشد، مندوب ليبيا لدى الجامعة العربية، عن أن مطلب بلاده الأساسي من القمة العربية التي ستنعقد خلال يومين في منتجع شرم الشيخ بمصر، تزويد الجيش الوطني الليبي بالسلاح ومساعدته في الحرب على الإرهاب، متوقعا استمرار تحفظ قطر على هذا الطلب. وقال في حوار مع «الشرق الأوسط» إنه يكاد يكون هناك إجماع عربي من جامعة الدول العربية على ضرورة تسليح القوات المسلحة الليبية، ورفع الحظر عن استيراد السلاح للجيش، ومطالبة مجلس الأمن بالإسراع في هذا الأمر. داعيا إلى الفصل بين الحوار الحالي بين الأطراف الليبية وقضية مكافحة الإرهاب في بلاده، ومؤكدا أن الشعب الليبي سيستمر في مواجهة الإرهاب، حتى لو رفض المجتمع الدولي مجددا طلب تسليح الجيش. كما ثمَّن أبو راشد في هذا الاتجاه مقترح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بخصوص إنشاء قوة عربية لمواجهة الإرهاب، وفيما يلي أبرز ما جاء في الحوار.
* ما أهم المؤشرات بشأن ما ستطالب به ليبيا في القمة العربية؟
- الموضوع الملح هو بناء الدولة كلها وكافة مؤسساتها، ولكن المطلب الملح هو بناء المؤسسة العسكرية.. وفي ظل النزيف الذي يشاهده العالم والمنطقة كل يوم، أصبح أمرا لا بد منه حتى يمكن حقن دماء الليبيين وحمايتهم من المخاطر التي يواجهونها. أعتقد أنه أصبح من الظلم تعطيل أو عدم رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي وحقه في استيراد حاجته من السلاح.
* هل ستطلبون من القمة العربية المساعدة في هذا الاتجاه؟
- هذا كان مطلبنا من الجامعة العربية.. ويكاد يكون هناك إجماع عربي على ضرورة تسليح القوات المسلحة الليبية ورفع الحظر عن استيراد السلاح للجيش، ومطالبة مجلس الأمن بالإسراع في رفع هذا الحظر. لكن قطر تعترض على تسليح الجيش الليبي بحجة أن تسليح الجيش لا يخدم الحوار بين الليبيين.. ومثل هذا الكلام مرفوض من جانبنا على الإطلاق.
* هل يمكن القول إن القمة العربية سوف تتبنى مطلب ليبيا بتسليح الجيش الوطني الليبي، وأن هذا الأمر سيكون من أولويات المناقشات؟
- هذا الموقف المنتظر من القمة العربية تجاه ليبيا لا نشك فيه. ونحن نعتبر مناقشة القمة العربية لموضوع تسليح الجيش هو الحد الأدنى.. على الأقل المطالبة برفع الحظر عن تسليح الجيش، فضلا عن دعم المسار الديمقراطي والحوار بين الليبيين للوصول إلى الدولة المدنية التي قامت ثورة 17 فبراير (شباط) 2011 من أجلها.
* وماذا تتوقع من القمة العربية بخصوص الحوار بين الأطراف الليبية. وماذا يمكن للقمة أن تفعل للمساعدة في هذا الطريق؟
- الكل يجمع على أن الحل يجب أن يكون سياسيا، لكن مع الفصل بين الحوار ومحاربة الإرهاب.. لا بد من الفصل الحاد بين حقنا في محاربة الإرهاب، وبين الحوار.. الحوار مطلوب واستمراره مطلوب أيضا، لكن لن يُفرض شيء على الشعب الليبي لأن من يحاور باسم مجلس النواب (البرلمان الشرعي) سيعود للمجلس الذي سيقول كلمته الأخيرة. فأياً كان ما ينتج عن هذا الحوار سيذهب إلى مجلس النواب مجددا، ليقرها أو يرفضها، أو أن يعلق الحوار.. لكن الكلام الموجود الآن في الشارع وتخوف بعض الأطراف من الحوار، أعتقد أنه في غير محله.
* لكن في حالة رفض المجتمع الدولي طلب الجامعة العربية تسليح الجيش، هل توجد إمكانية لأن تساعد الدول العربية في عملية تسليح الجيش، بغض النظر عن الموقف الدولي؟
- نحن بالطبع نتمنى أن يدعمنا المجتمع الدولي وأن يدعم هذا المسار، وبالذات في موضوع الحصول على سلاح للجيش الليبي، لكن لو جرى رفض هذا الطلب مجددا، فلن يكون هناك خيار لنا إلا المواجهة لهذا الإرهاب بكل الوسائل، ويفترض من الدول العربية المُهدَّدة بهذا الإرهاب أن تقوم بتفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك وأن يكون هناك تعاون ثنائي أو رباعي أو غيره.. فلا بد أن تكون هناك خطة استراتيجية عربية موحدة لمواجهة الإرهاب.
* ماذا عن مقترح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بخصوص إنشاء قوة عربية لموجهة الإرهاب. هل من المتوقع تناول هذا الموضوع في القمة العربية. وما رأيك فيه؟
- نحن ندعم هذا التوجه بكل تأكيد. ودعوة الرئيس المصري في هذا الأمر في محلها، وهذا هو الصوت الذي يجب أن يرتفع وأن يُدعم في هذه الفترة. ومن بين الموضوعات المهمة المعروضة على القمة مناقشة قضية الأمن القومي العربي. ولهذا، الوطن العربي كله يتطلع إلى هذه القمة ويترقبها.. فخطر الإرهاب الآن يختلف عن كل التحديات التي مر بها العرب في السابق. هذه قراءتي أنا وأتمنى بالفعل أن تصدر قرارات فاعلة في هذا الشأن.
* هل تتخوف من مواقف متحفظة على تطلعات ليبيا في الحصول على سلاح للجيش الوطني من جانب بعض الدول العربية المشاركة في قمة شرم الشيخ، بخلاف دولة قطر؟
- أنا لا أعتقد أنه ستكون هناك عرقلة باستثناء موقف دولة قطر المعلن.. إلا أن الشعب الليبي سيواجه الإرهاب، وهذا قدره، وسنستمر في محاربة الإرهاب أيا كانت الظروف المحيطة.
* هل لديك تفسير لموقف قطر تجاه ليبيا؟
- لا نجد تفسيرا على الإطلاق لهذا الموقف الغريب عن الإجماع العربي. لكن قطر دولة ذات سيادة وهي حرة في القرارات التي تراها. وكنا نتمنى أن يكون هناك إجماع كامل حول القضية الليبية.. لكنها، مع ذلك، هي معترفة بالسلطة الشرعية في ليبيا.
* هناك تسريب من كواليس التحضير للقمة بأنه قد يتم إرسال وفد من القمة إلى ليبيا. هل هذا متوقع أم مجرد تكهنات؟
- بالنسبة لمثل هذا الوفد فهو مطلوب في كل الأوقات.. قضية التواصل مع الداخل الليبي أمر مطلوب بالنسبة للجامعة العربية وبالنسبة للدول العربية، وأعتقد أنه أمر طبيعي لو حدث، سواء قبل القمة أو بعد القمة أو في المستقبل.



الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
TT

الإرياني يتهم الحوثي بالعيش في «غيبوبة سياسية» غداة تهديده المنادين بسيناريو سوريا

زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)
زعيم الحوثيين ظهر في أحدث خطبه متشنجاً وحاول طمأنة أتباعه (إ.ب.أ)

تعليقاً على الخطبة الأخيرة لزعيم الحوثيين عبد الملك الحوثي، والتي حاول فيها ترهيب اليمنيين من الانتفاضة ضد انقلاب جماعته على غرار ما حدث في سوريا، بشّر وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني باقتراب ساعة الخلاص من طغيان الانقلابيين في بلاده، وقال إن تلك الخطبة تؤكد أن الرجل «يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، ولا يرى ما يحدث حوله».

وكان الحوثي حاول في أحدث خطبه، الخميس الماضي، أن يطمئن جماعته بأن الوضع في اليمن يختلف عن الوضع السوري، مراهناً على التسليح الإيراني، وعلى عدد المجندين الذين استقطبتهم جماعته خلال الأشهر الماضية تحت مزاعم محاربة أميركا وإسرائيل ومناصرة الفلسطينيين في غزة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

وقال الإرياني في تصريح رسمي: «إن المدعو عبد الملك الحوثي خرج من كهفه بخطاب باهت، مرتبك ومتشنج، في محاولة بائسة لترهيب اليمنيين، وتصوير ميليشياته الإيرانية كقوة لا تُقهر».

وأضاف أن تلك الخطبة «تؤكد مرة أخرى أن زعيم الميليشيا الحوثية يعيش حالة من الغيبوبة السياسية، لا يرى ما يحدث من حوله، ولا يدرك حجم الزلزال الذي ضرب المنطقة وأدى إلى سقوط المشروع التوسعي الإيراني، الذي سُخرت له على مدار أربعة عقود الإمكانات البشرية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والعسكرية والدينية، وارتداداته القادمة على اليمن بكل تأكيد».

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى أن الحوثي بدلاً من الاعتراف بأخطائه وخطاياه، والاعتذار والبحث عن مخرج له ولعصاباته، خرج ليهدد اليمنيين مجدداً بسفك دمائهم، مُكرراً مفردات التهديد والتخويف التي سبق أن استخدمها حسن نصر الله زعيم «حزب الله» ضد اللبنانيين والقوى السياسية اللبنانية.

وتساءل الإرياني بالقول: «ألم يردد حسن نصر الله، زعيم ميليشيا (حزب الله)، نفس الكلمات والوعيد؟ أين هو اليوم؟ وأين تلك (القوة العظيمة) التي وعد بها؟».

خطاب بائس

تحدث وزير الإعلام اليمني عن اقتراب ساعة الخلاص من الانقلاب، ووصف الخطاب الحوثي بـ«البائس»، وقال إنه يعكس واقعاً متجذراً في عقلية التطرف والعنف التي يُروج لها محور طهران، ويُظهر مدى تماهي الحوثي مع المشروع الإيراني المزعزع للأمن والاستقرار في المنطقة، وأضاف: «إن ما يمر به الحوثي اليوم هو مجرد صدى لما مر به نصر الله وغيره من زعماء الميليشيات المدعومة من إيران».

مسلح حوثي خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

ونوّه الإرياني إلى أن البعض كان ينتظر من زعيم الميليشيا الحوثية، بعد سقوط المحور الفارسي والهزيمة المُذلة لإيران في سوريا، التي كانت تمثل العمود الفقري لمشروعها التوسعي في المنطقة، و«حزب الله» خط دفاعها الأول، أن يخرج بخطاب عقلاني يعتذر فيه لليمنيين عن الانقلاب الذي أشعل نار الحرب، وعن نهر الدماء والدمار والخراب الذي خلّفه، وعن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبها بحقهم على مدى السنوات الماضية.

وتابع الوزير اليمني بالقول: «على عبد الملك الحوثي أن يعلم أن ساعة الخلاص قد اقتربت، فقد بات اليمنيون الذين عانوا الويلات منذ عقد من الزمان، وسُفكت دماؤهم ونهبت أموالهم، وهُتكت أعراضهم، وشهدوا بأم أعينهم أسوأ أنواع التعذيب والانتهاكات في المعتقلات السرية، أكثر إصراراً من أي وقت مضى على تحرير وطنهم من قبضة ميليشياته الفاشية، ولن يفوتوا هذه اللحظة التاريخية، وسيبذلون الغالي والنفيس لتحرير وطنهم والحفاظ على هويتهم الوطنية والعربية».

مفاجآت سارة

أكد الإرياني أن المستقبل يحمل النصر لليمنيين، وأن الأيام «حبلى بالمفاجآت السارة» - وفق تعبيره - وأن مصير الميليشيات الحوثية لن يكون مختلفاً عن باقي الميليشيات الإيرانية في المنطقة. وشدد الوزير على أن اليمن لن يكون إلا جزءاً من محيطه العربي، وسيظل يقاوم ويواجه الظلم والطغيان والتسلط حتى يستعيد حريته وسيادته، مهما كلف ذلك من تضحيات.

اليمنيون يأملون سقوطاً قريباً لانقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران (إ.ب.أ)

وأضاف الوزير بالقول: «الشعب اليمني، الذي دفع ولا يزال أثماناً باهظة في معركة البقاء، لن يتوانى عن دفع المزيد من التضحيات لإعادة وطنه حراً مستقلاً خالياً من النفوذ الإيراني التخريبي، وتحقيق النصر والتحرر والكرامة».

يشار إلى أن الأحداث المتسارعة في سوريا التي قادت إلى سقوط نظام بشار الأسد فتحت باب التطلّعات في اليمن نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة الحوثية المدعومة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.