مغنون عراقيون في خضم التنافس الانتخابي

شخصيات وتحالفات سياسية تستخدمهم للترويج الدعائي

ملصقات انتخابية وسط بغداد أمس (أ.ب)‌
ملصقات انتخابية وسط بغداد أمس (أ.ب)‌
TT

مغنون عراقيون في خضم التنافس الانتخابي

ملصقات انتخابية وسط بغداد أمس (أ.ب)‌
ملصقات انتخابية وسط بغداد أمس (أ.ب)‌

انخرط عدد غير قليل من مشاهير الغناء العراقي في حملات الترويج الدعائي التي تقوم بها شخصيات وتحالفات سياسية، في إطار استعدادها لخوض جولة التنافس في انتخابات أكتوبر (تشرين الأول) المقبل.
ولم تمر «الأغاني» الانتخابية من دون ثمن على المستوى الشخصي بالنسبة لمغنيها، فقد تعرض غالبيتهم إلى انتقادات شعبية واسعة.
وخلال اليومين الأخيرين، أثيرت من جديد قضية «الأغاني السياسية»، بعد أن عرض مقدم البرنامج الساخر «البشير شو»، أحمد البشير، الجمعة الماضية، عبر فضائية «DW» الألمانية، نماذج لمطربين غنوا لقوائم انتخابية في إطار حملاتها الترويجية.
وأبدى البشير استغرابه الشديد ممن وصفهم بـ«الأصدقاء المتملقين» من المجازفة بسمعتهم أمام جمهورهم من خلال قبولهم بالغناء لبعض القوائم والتحالفات السياسية التي يثار حولها كثير من الأقاويل.
ومن بين أبرز نجوم الغناء الذي شملتهم انتقادات برنامج البشير الذي يتابعه ملايين العراقيين، خاصة من فئة الشباب، الفنانين محمد عبد الجبار وحسين الغزال وياسر عبد الوهاب وحسام الرسام.
والمغنون الأربعة ظهروا في «كليبات» مختلفة وهم يغنون لتحالف «العزم»، وزعيمه خميس الخنجر، لدعم حملته الانتخابية.
وفي مواجهة حملة الانتقادات التي أثارها برنامج البشير، قدم المغني حسام الرسام، عبر حسابه على موقع «إنستغرام»، أمس، توضيحاً لما ورد في البرنامج، قال فيه إن الشعر الأخير الذي نشره على صفحته، وتناقلته منصات على أنه ردٌّ على البشير «لا أقصد به أي أحد. وإذا قصدت أحداً، فإني سأضع (هاشتاك) باسمه، أو أنطق اسمه أو أوجهه له بشكل مباشر». وأضاف الرسام أن «أحمد البشير عبّر عن وجهة نظره ورأيه من دون أي تجريح، ولم يُسِئْ لأي أحد، وإن هذا واجبه، ونحن نعلم أنه يحب بلده».
وبشأن الأغنية الترويجية لتحالف الخنجر، ذكر الرسام أنها تأتي «ضمن جدول إعلانات سنوي، يندرج في بنود عقد مع الشركة التي أعمل لصالحها؛ أنا مطرب وعملي هو الغناء». وتابع: «لم أجبر أحداً على التصويت لفُلان، أو فرض الأغنية لسماعها، فأنتم أحرار».
ومعروف أن استثمار «نجوم الغناء» في الترويج الدعائي يشمل تقريباً غالبية القوى والزعامات السياسية، ولا يقتصر على تحالف «العزم»، ورئيسه الخنجر. كما أن لائحة المطربين الذي يمارسون هذا النوع من الأعمال لا تقتصر على المغنين الأربعة آنفي الذكر، لكنهم من بين أشهر المطربين محلياً، وربما عربياً.
ويتعامل العراقيون بشكل عام بحساسية مفرطة تجاه المغنين والأغاني التي تؤلف في «حب أو كيل المدائح» إلى هذا السياسي أو ذاك، مهما كانت شعبيته وطبيعة الجهود التي قدمها لبلاده، فضلاً عن انزعاجهم الشديد من الغناء لسياسي عرف بسيرته الملتبسة غير الحميدة. وغالباً ما تتذكر الأجيال التي عاصرت حكم الرئيس الراحل صدام حسين بانزعاج شديد انخراط كبار الشعراء والملحنين والمطربين العراقيين وقتذاك في تأليف الأغاني التي تمجده وتمتدح فترة حكمة التي انطبعت بالسلوك الديكتاتوري العنيف.
ومن جهة أخرى، أكدت مفوضية الانتخابات، أمس (الأحد)، نجاح عملية «المحاكاة» الأخيرة في 2179 محطة اقتراع للتصويت العام والخاص، وحددت الساعة السادسة من صباح يوم 9/10/2021 موعداً للصمت الانتخابي، وإيقاف الحملات الدعائية؛ أي قبل 24 ساعة من موعد الاقتراع.
وقالت المفوضية في بيان: «بمساندة مكتب الأمم المتحدة للمساعدة الانتخابية، تؤكد المفوضية اليوم (الأحد) أنها على أتم الاستعداد لإجراء الانتخابات النيابية وفقاً للمعايير الدولية، إذ تمت المحاكاة تحت إشراف رئيس وأعضاء مجلس المفوضين، وبحضور رئيس الوزراء ومستشاره للشؤون الانتخابية، فضلاً عن الشركة الكورية المصنعة للأجهزة الإلكترونية الانتخابية، والشركة الألمانية الفاحصة، والأمن السيبراني، والوكالة الدولية للنظم الانتخابية (آيفيس)».
وبشأن تحدد المعيار الذي سيعتمد على أساسه قياس نسبة المشاركين، ذكر البيان أن «مجلس المفوضين قرر أن يتم المعيار وفقاً للنسبة بين عدد الناخبين المشاركين فعلاً في عملية الاقتراع العام والخاص وعدد الناخبين الذين بحوزتهم فعلاً بطاقة ناخب بايومترية وإلكترونية».



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».