دبلوماسي فرنسي: تعلقت بالسعودية وأصبحت سفيرًا لها لدى بلادي

لم يتوقع تكوين صداقات فيها.. واكتشف أنها تمزج الماضي بالحاضر

القنصل الفرنسي الدكتور لويس بلين والسعودي خالد خضر في معرض «مكة الماضي والحاضر» ({الشرق الأوسط})
القنصل الفرنسي الدكتور لويس بلين والسعودي خالد خضر في معرض «مكة الماضي والحاضر» ({الشرق الأوسط})
TT

دبلوماسي فرنسي: تعلقت بالسعودية وأصبحت سفيرًا لها لدى بلادي

القنصل الفرنسي الدكتور لويس بلين والسعودي خالد خضر في معرض «مكة الماضي والحاضر» ({الشرق الأوسط})
القنصل الفرنسي الدكتور لويس بلين والسعودي خالد خضر في معرض «مكة الماضي والحاضر» ({الشرق الأوسط})

«توقعت أن أكون معزولا عن المجتمع بسبب عدم وجود من يتحدث لغتي وملم بأجواء الحياة الفرنسية، ولهذا فلن أستطيع تكوين صداقات تخفف علي وطأة الغربة». هذا ما استهل به الفرنسي سيباستيان لافراجيت نائب القنصل الفرنسي للعمل والتعاون الثقافي في مدينة جدة في حديثه لـ«الشرق الأوسط» عن وقع قرار تعيينه بالسلك الدبلوماسي في السعودية.
لافراجيت بعد أن بددت السنوات التي قضاها مخاوفه، تحول إلى عاشق لمدينة جدة، وأكد أن ارتباطه بالمدينة الساحلية لن ينقطع وسيحضرها سائحا برفقة أصدقائه وأسرته بعد انتهاء مهمة عمله، حيث قال: «أصبحت متعلقا بالبلد، وأحبها دون أن أشعر بأني تعلقت بها.. جدة مدينة جميلة».
نائب القنصل برر مخاوفه بأنها نتاج اختلاف الثقافة واللغة، وخشي أن يكون هذا عائقا أمامه لتكوين الصداقات مع السكان، وهو ما تغير فيما بعد ليجد من يتحدثون لغته وعلى درجة كبيرة من الثقافة على حد وصفه.
وقال لافراجيت: «قبل حضوري للعمل في السعودية كنت أرفض الحضور إليها مع أصدقائي للسياحة، وبعد أن باشرت العمل بها يوما بعد آخر فوجئت بحفاوة أهلها وجمع المنطقة بين الحداثة والتاريخ العريق وأصبحت أتمنى أن أظل هنا».
«لدي الكثير من الأصدقاء السعوديين الذين أقضي معهم أوقاتا رائعة».
ووصف نائب القنصل الفرنسي مدينة جدة بأنها خليط بين الحداثة والتاريخ العريق، كما يجدها أغلى كثيرا وأعمق ثقافيا من كثير من بلدان الجزيرة العربية والخليج العربي: «مدينة جدة خليط بين منطقة البلد (القديمة كثيرا) والكورنيش (الأكثر حداثة)، وهي أغلى وأعمق ثقافيا من كثير من بلدان الجزيرة العربية والخليج العربي».
مهمته ستنتهي ويتمنى أن يحضر إليها بعد مع أسرته وأصدقائه للرفاهية: «وكنت أحضرتهم مرة وأتمنى أن أعود معهم للسياحة».
ويضيف أنه يجد نفسه سفيرا للسعودية لدى بلاده من شدة تعلقه بالمكان، وقال: «عندما أكون في فرنسا أواصل الحديث دوما عن السعودية وأجد نفسي سفيرا لها، أصبحت أحبها دون أن أشعر بأنني تعلقت بالمكان».
وأشار لافراجيت إلى أن الدور الذي يقوم به القسم الثقافي في القنصلية الفرنسية في جدة يهدف إلى التبادل الثقافي وإيصال الثقافة السعودية للخارج وعكس ذلك، مبينا أن استضافتهم لمعرض المصور السعودي خالد خضر يأتي ضمن سلسلة من المعارض استضافتها القنصلية لمبدعين، وقال: «التقينا المصور السعودي خالد خضر بالصدفة، وكان أحد القلائل الذين كانوا يتحدثون عن بلدهم بصورة مشوقة وجميلة لهم كأجانب، خصوصا عن مكة».
وأضاف: «بعد اطلاعنا على الكتاب الأخير لخضر وجدنا كمّ الصور التي يحتويها والتي التقطها في أنحاء متفرقة من العالم، رغم أنه من مدينة جدة، ووجدنا أنه مصور عالمي ومتمكن في العالم، ولديه انفتاح على الخارج، ومهمة القسم الثقافي في القنصلية تأتي بتبادل الثقافة وإيصال الثقافة السعودية للخارج وعكس ذلك وجدنا أن خضر يمثل رمزا لهذا التبادل».
وعن سبب محبتهم للتراث السعودي، قال لافراجيت: «نحتفل بالعيد الـ175 لوجود القنصلية الفرنسية على هذه الأرض، وبالتالي الفرنسيون متعلقون بهذه الأراضي ويحبون ثقافتها لمعايشتهم نشأتها».
واختتم حديثه بأن جدة تذكره باليابان، ولا يعرف سببا محددا لذلك، مكتفيا بالتعليق بأنه قد يكون عائدا للمزج ما بين الحداثة والتراث.
من جانبه، أكد المصور خالد خضر أن المعرض يأتي بدعوة من الدكتور لويس بلين القنصل الفرنسي في جدة، مبينا أن الأخير طلب منه إقامة معرض تتخلله محاضرة يلقيها داخل القسم الثقافي بالقنصلية تحمل عنوان «مكة بين الماضي والحاضر».
ونوّه خضر بامتلاكه أكثر من مليوني صورة وزعها على كتب عدة له، كان آخرها كتاب حمل عنوان «قلب مكة» وتحدث خلاله عن مكة المكرمة قبل 150 عاما والتوسعات التي شهدتها على مر السنوات ومكة المكرمة في المستقبل، مستعرضا به ذكريات شخصية مرتبطة بالحرم المكي واكبت التوسعات التي حدثت فيه. قال: «بدأت التصوير وعمري 12 سنة، ودفعني إليه الفقر والعوز ثم الهواية، كنت أعيش في (عشة) في الطائف».
«عملت صبيا في الاستوديو وراتبي لم يتجاوز 150 ريالا واشتريت أول كاميرا لي بعد شهرين، وتحول بعد ذلك التصوير إلى عشق وحب للعمل ليصبح فيما بعد عملا وعشقا وتجارة، وبعد أن أصبحت مصورا في الاستوديو انتقلت للعمل في الخطوط السعودية، وأنشأت بها استوديو التصوير وجرى ابتعاثي إلى بريطانيا ثم إلى أميركا لأصبح معها أول متخصص في التصوير الفوتوغرافي، قبل أن أنتقل لإقامة معارض عدة في السعودية وعدد من البلدان حول العالم، نلت على أثرها جوائز عالمية».
واختتم خضر حديثه بأن أبرز صوره التي التقطها طوال مشواره كمصور فوتوغرافي، هي صورة الحمام خلف باب السلام بالمسجد الحرام بمكة المكرمة. تخلل المعرض تكريم المنتج السعودي أنور العامودي للقنصل الفرنسي الدكتور لويس بلين والمصور السعودي خالد خضر.



«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم
TT

«يوم 13» يطارد «هارلي» في سباق إيرادات «الفطر السينمائي» بمصر

أحمد داود في لقطة من الفيلم
أحمد داود في لقطة من الفيلم

حقق فيلم الرعب والإثارة «يوم 13» مفاجأة خلال الأيام الماضية في شباك التذاكر بمصر، حيث حصد أعلى إيراد يومي متفوقاً على فيلم «هارلي» لمحمد رمضان، الذي لا يزال محتفظاً بالمركز الأول في مجمل إيرادات أفلام موسم عيد الفطر محققاً ما يزيد على 30 مليون جنيه مصري حتى الآن (نحو مليون دولار أميركي)، بينما يطارده في سباق الإيرادات «يوم 13» الذي حقق إجمالي إيرادات تجاوزت 20 مليون جنيه حتى الآن.
ويعد «يوم 13» أول فيلم عربي بتقنية ثلاثية الأبعاد، وتدور أحداثه في إطار من الرعب والإثارة من خلال عز الدين (يؤدي دوره الفنان أحمد داود) الذي يعود من كندا بعد سنوات طويلة باحثاً عن أهله، ويفاجأ بعد عودته بالسمعة السيئة لقصر العائلة المهجور الذي تسكنه الأشباح، ومع إقامته في القصر يكتشف مغامرة غير متوقعة. الفيلم من تأليف وإخراج وائل عبد الله، وإنتاج وتوزيع شركته وشقيقه لؤي عبد الله «أوسكار»، ويؤدي بطولته إلى جانب أحمد داود كل من دينا الشربيني، وشريف منير، وأروى جودة، كما يضم عدداً من نجوم الشرف من بينهم محمود عبد المغني، وفرح، وأحمد زاهر، ومحمود حافظ، وجومانا مراد، ووضع موسيقاه هشام خرما.
وقال مخرج الفيلم وائل عبد الله في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إنه ليس متفاجئاً بالإيرادات التي حققها الفيلم، ولكنه كان متخوفاً من الموسم نفسه ألا يكون جيداً، قائلاً إن «إقبال الجمهور حطم مقولة إن جمهور العيد لا يقبل إلا على الأفلام الكوميدية، وإنه يسعى للتنوع ولوجود أفلام أخرى غير كوميدية، وإن الفيصل في ذلك جودة الفيلم، مؤكداً أن الفيلم احتل المركز الأول في الإيرادات اليومية منذ انتهاء أسبوع العيد».
وكشف عبد الله أن الفيلم استغرق عامين، خلاف فترات التوقف بسبب جائحة كورونا، وأنه تضمن أعمال غرافيك كبيرة، ثم بعد ذلك بدأ العمل على التقنية ثلاثية الأبعاد التي استغرق العمل عليها عشرة أشهر كاملة، مؤكداً أنه درس طويلاً هذه التقنية وأدرك عيوبها ومميزاتها، وسعى لتلافي الأخطاء التي ظهرت في أفلام أجنبية والاستفادة من تجارب سابقة فيها.
وواصل المخرج أنه كان يراهن على تقديم الفيلم بهذه التقنية، لا سيما أن أحداً في السينما العربية لم يقدم عليها رغم ظهورها بالسينما العالمية قبل أكثر من عشرين عاماً، موضحاً أسباب ذلك، ومن بينها ارتفاع تكلفتها والوقت الذي تتطلبه، لذا رأى أنه لن يقدم على هذه الخطوة سوى أحد صناع السينما إنتاجياً وتوزيعياً، مشيراً إلى أن «ميزانية الفيلم وصلت إلى 50 مليون جنيه، وأنه حقق حتى الآن إيرادات وصلت إلى 20 مليون جنيه».
ورغم عدم جاهزية بعض السينمات في مصر لاستقبال الأفلام ثلاثية الأبعاد، فقد قام المخرج بعمل نسخ «2 دي» لبعض دور العرض غير المجهزة، مؤكداً أن استقبال الجمهور في القاهرة وبعض المحافظات للفيلم لم يختلف، منوهاً إلى أن ذلك سيشجع كثيراً على تقديم أفلام بتقنية ثلاثية الأبعاد في السينما العربية.